خربشات قلم.. رمضان يجمعنا

2022/04/15

بقلم / لولوة الخزاعي

حظيت بإفطار لذيذ بنكهة مغاربية، جمع عددًا من المقيمين الذين يعيشون بيننا ويعتبرون قطر موطنهم.

السفرة كانت متنوّعة، لكن الأطباق المغاربية كانت متصدرة، أبحرت بين الأطباق وتوقفت عند طبق الحريرة، ضيف الشرف على موائد المغاربة، ويعدُ ركيزة في المائدة الرمضانية، يقولُ المؤرخون إن أصل الحريرة أندلسي، وجد قبل مئات السنين، انتشر في كل من الجزائر والمغرب، إلا أنه عرف تطورات عدة حتى أصبح كما هو عليه الآن، ويختلفُ من منطقة إلى أخرى.

أكملت رحلتي وتوقفت عند طبق السلطة المشوية من المطبخ التونسي، عبارة عن خضراوات مشوية، من طماطم وفلفل وبصل وثوم وهناك من يضيفُ الباذنجان، يتم شويها في الفرن أو على الموقد ومن ثم يتم طحنها مع بعضها، بعد ذلك يتم وضع البهارات، ولتزيين الطبق يتم وضع البيض المسلوق أو التونة وقطع من الزيتون الأسود، كان لذيذًا جدًا خاصة مع الخبز وإضافة الليمون.

الرحلة بين الأطباق لم تنتهِ بعد، فالبريك كان ينتظر مني أن أتذوقه، البريك ذو انتشار واسع في تونس، ويصنع من غشاء رقيق يحيط بحشوة، أشهر أنواعه هو بريك البيض، حيث تحشر بيضة كاملة في عجينة مثلثة الشكل مع بصل مقطع، تونة، هريسة، وبقدونس، وهناك أنواع أخرى.

الطبق الذي حيرني الطاجين بالحلو، فالجميع يعلم أن الطاجين من الأطباق المتعارف عليها في بلاد المغرب وتكون مالحة، والمشهور بطعمه اللذيذ، أما ما تناولته كان حلوًا نظرًا لاستخدام الفواكه فيه وتحديدًا العنب الحلو المجفّف مع اللحم، في الجزائر له عدة أسماء، ففي شمالها يطلق عليه اسم اللحم الحلو، وفي شرقها يسمّى طاجين العين، ويعتبر من أشهر الأطباق الجزائريّة الشعبية التي غالبًا ما يتم صنعها في أيّام رمضان المبارك، وخاصةً أول يوم، وفي الأعراس والأعياد.

جولتي انتهت بالمشروب الأشهر في دول المغرب الشاي المغربي، المتواجد دائمًا في موائد الطعام المغاربية، هو جزء من التراث، وأيضًا عنصر مهم في تغذية الجسم وتخليصه من السموم، حيث يُعد كنزًا يحتوي على المعادن المتنوعة.

مائدة رمضان لا تحلو إلا باللمة واجتماع الإخوة والأصدقاء، وهذه اللقاءات تقربُ بيننا وتغسلُ النفوس من الخلافات.

‏الحمد لله الذي جمعَ بيننا وألفَّ بين قلوبنا.

أخترنا لك
خواطر.. هي وهو..

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة