بقلم/ د.عائشة سلمان آل ثاني
كل أسرة فيها عدد من الأفراد، وكل شخص يعيش في غرفته، ولا يعرف عن الآخر شيئًا بالأيام والأسابيع، أو يأتي ليأكل ويشرب ويلبس وانتهى الأمر، أعلم أن هذه الحياة حياة فندقية، بل إن منهم من يعرف الآخر في المناسبات فقط رغم تواجدهم في بيت واحد، والأدهى والأمَرّ حتى الأم والأب قد لا يعرفان عنهم أي شيء أساسًا، الأم مشغولة والأب مشغول.
المدير الحقيقي والمتحكم في إدارة البيت في الغالب هم الخدم، تجدهم يديرون ويتحكمون ويقررون، بل هم من يروْن كل أفراد الأسرة يوميًا،
هناك من يقول: والله دكتورة أشوف الخادمة أكثر من أمي. وأشوف الخادم أكثر من ولدي.
وهكذا الجميع مشغول ويقولون نفس الكلام تقريبًا مثل: والله متى صار وشلون مادري وكأنه من خارج البيت.
العلاقات والأسر الفندقية من واقع استشاراتي كثيرة للأسف في مجتمع صغير، أسأل نفسي بعد كل استشارة ماذا يجب أن نفعل؟ أحيانًا أشعر أني مكتّفة أو سلبية، هل سيظل دوري أن أستمع وأرشد؟ ماذا يجب أن أقدم هل هذا هو دوري لبلد حبيب كقطر.
رسالتي إلى كل مسؤول يقرأ هذا المقال لنتكاتف ولنغيّر، الأسرة أمانة في أعناقنا.
لماذا بيوتنا مهجورة؟ لماذا نصرف الكثير فيها من تصميم وترتيب، وفي النهاية نسكن خارجها، هناك من يسكن الفنادق والشقق وهناك من يسافر ويتركها وهناك من لايعرف عنها شيئًا.
أعيدوا أدواركم الحقيقية في أسركم حتى لا تنقلب الطاولة عليكم، وتعيشوا في وحدة.
بطاقة إرشادية
البيت أمان وسكن واطمئنان وليس مكانًا لقضاء حاجات معينة، البيت للسكن، فلا تجعلوا بيوتكم مهجورة، لنعد حساباتنا.
دمتم بوُدّ.
دكتوراه في الإرشاد النفسي