لماذا؟ … سمعة الإنسان رأس ماله

2022/02/18

بقلم/فريدة العبيدلي

«سمعة الإنسان رأس ماله» مقولة شائعة تتردد على ألسنة الناس عندما يرد ذكر شخص ما في أحاديثهم سواء كان حيًا أو ميتًا، إما بمدحه أو ذمّه لما شاع عنه من انطباع حسن أو سيّئ في محيطه العائلي والعملي والمجتمعي بما ترك من أثر يذكر.

السمعة هي نتاج رصيد ما يبنيه الإنسان في حياته من قيم وأخلاق وسلوك وتعاملات تشكل سمعته في حياته ويمتد أثرها على حياة أبنائه وذكراه بعد مماته.

كثير من الناس ما زالت ذكراهم عالقة في الأذهان، نتيجة سيرتهم الحسنة وذكرهم الطيب بين أهلهم وفي مجتمعاتهم، بينما هناك أناس ما أن ترد سيرتهم حتى يسود الصمت وينظر المتحدثون في وجوه بعضهم بعضًا، دون تعليق، سوى صوت يردد: «الله يسامحهم ويغفر لهم» لعدم اكتراثهم ببناء سمعة طيبة يذكرون بها في حياتهم وبعد مماتهم.

نعيش واقعًا أصبح الاهتمام فيه ببناء سمعة طيبة وسيرة حسنة أساسها تقوى الله في الأقوال والأفعال، ليس بأولوية في حياة البعض سواء كان ذلك على مستوى علاقاتهم الشخصية أو العائلية والمجتمعية، وبدأ تأثير ذلك يطفو على سطح التعاملات الحياتية الاجتماعية بغلبة المصالح الشخصية على المبادئ والقيم الإنسانية، فنشطت أوجه الاستغلال المادي والمعنوي المؤثر سلبًا على قيم الثقة والاحترام في التعاملات بين الناس، وأثر ذلك بدوره على النواحي الاقتصادية حتى أصبح جودة المنتج فيها ورضا العميل، وخدمات ما بعد البيع من آخر اهتمامات التجار والشركات الكبيرة التي كانت تتمتع في السابق بسمعة حسنة في مجتمعاتنا الصغيرة التي كان فيها الإنسان -سابقًا- حريصًا على بناء سمعة حسنة تتناقل مآثرها في موطنه وخارجه، خلاف ما يحدث الآن في مجتمعاتنا التي تعاني من خلل في التركيبة السكانية بصورة واضحة، انعكست آثارها على عدم الاهتمام بالمحافظة على بناء سمعة حسنة، إلى جانب ما صاحب ذلك من مؤثرات العولمة المتسارعة والرأسمالية بما تحمله في تعاملات المال والأعمال من إيجابيات وسلبيات، وثقافات ترى في كسب المال بطرق ملتوية فنًا ومهارة، وأخرى ترى في استغلال طيبة المواطنين والمقيمين ذكاء وفطنة، وغير ذلك من أساليب التعامل المبنيّ على مبدأ الكسب السريع دون التفكير فيما يقدم من خدمات في مختلف الجوانب الحياتية، يحدث ذلك في وقت بدأت تتصاعد فيه مؤشرات مختلف التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية التي تنخر بمؤثراتها الظاهرة والخفية في أسس القيم والأخلاق والسمعة الحسنة، حتى أصبحت لدى البعض غير ذات أهمية ولا تشكل لهم رأس مال أخلاقي، يمتد أثره في حياتهم وبعد مماتهم.

أخترنا لك
فرض الحجر الصحي على إقليم كتالونيا بسبب كورونا

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة