كلمات من القلب.. رَجَعْتُ عَلَى السَّفِيْهِ بِفَضْلِ حِلْمٍ

2021/12/12

أنشد الشاعر محمود الورّاق:

رَجَعْتُ عَلَى السَّفِيْهِ بِفَضْلِ حِلْمٍ

وَكَانَ الْفِعْلُ عَنْهُ لَهُ لِجَاما

وَظَنَّ بِيَ السَّفَاهَ فَلَمْ يَجِدْنِي

أُسَافِهُهُ وَقُلْتُ لَهُ سَلاَمَا

فَقَامَ يَجُرُّ رِجْلَيْهِ ذَلِيْلًا

وَقَدْ كَسَبَ الْمَذَمَّةَ وَالْمَلامَا

وَفَضْلُ الْحِلْمِ أَبْلَغُ فِي سَفِيْهٍ

وَأَحْرَى أَنْ يَنَالَ بِهِ انْتِقَامَا

إن التعامل مع البشر يحتاج إلى صبر، وتأمل

ما قاله الشاعر من أبيات تدل على أن صبرك وتجاهلك وعدم ردك هو في الأساس ردّ على من يظنك سفيهًا، هل من وقف معك وساندك بعد الله عز وجل يستحق منك هذا، يجب أن تحب في الله وتعمل لله وأن تخلص لله وأن تقدّم ما لديك ابتغاء رضا الله، لكنك قد تفعل المعروف في غير أهله، فقد قال الشاعر:

ومنْ يصنع المعروفَ في غير أهله

يلاقي الذي لاقى مجيرُ أم عامر

أدام لها حين استجارت بقربهِ

طعامًا وألبان اللقاح الدرائر

وسمنها حتى إذا ما تكاملتْ

فرَته بأنيابٍ لها وأظافر

فقلْ لذوي المعروف هذا جزا منْ بدا

يصنعُ المعروفَ في غير شاكر

تعاملهم بقلب طيب صادق وتتحمل كل أمر صعب فيه راحتهم، ورغم ذلك أنت في أعينهم سفيه، تتحمل ما يقولون وتبرر أنه ضغط وتعب، ولكنهم يرونك سفيهًا، هل هذا هو الجزاء؟ هل هذه هداياهم؟ لولا وجود مثل هؤلاء لما تعلمنا شيئًا في هذه الحياة، فهم سبب في إعادة النظر لكل البشر، فقد يكون هناك أمثالهم يرون الطيبة والتسامح وغض الطرف عن تجاوزات الآخرين سفاهة.

بطاقة إرشادية

هل جزاء الإحسان إلا الإحسان، فمن ظننته سفيهًا فاعلم أن ما عند الله يكفيه.

دكتوراه في الإرشاد النفسي


أخترنا لك
لبنان مستعد لتلبية طلب صندوق النقد بتعويم الليرة شريطة «الدعم الخارجي»

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة