د.عائشة سلمان آل ثاني

تتشابه قصصُ المُسترشدين وتتنوع ومنها ما يشبهك، يشبه ما تعانيه وكأنه يتحدث عنك، فتقف مستعجبًا حائرًا خائفًا مُتردّدًا، أو تسرح في بحر من الذكريات، وقد تغيب للحظات عن المسترشد، هل حصل بالفعل هذا لك وكيف تصرفت.

هل تعلم ومن واقع خبرتي أن من أصعب الجلسات الإرشادية أن أجد عميلًا يتحدث عن مشكلته التي هي في الأصل قريبة من قصة لي، فأتعجب كيف يُمكنني أن أسمع بصوت المرشد وصوت القصة؟

إنها إحدى الخبرات التي يمكن أن تواجه المرشد النفسي،

فيقع بين أمل حل المشكلة وبين الصراع مع مشكلته هو شخصيًا.

إن التعامل مع مشكلات العميل وعدم الفصل بينها وبين ما يشعر به المرشد يخلق مشكلة خلط الأدوار، وكثيرًا ما يقع المرشد النفسي ضحية استنزاف عاطفي من المسترشد أو العميل ومحاولة جرّه إلى مشكلات أعمق في الاستشارة الإرشادية.

كُن حذرًا وتعامل مع العميل بعلاقة مهنية، كارل روجرز أحد أهم علماء النفس الذي اهتم وتحدث عن العلاقة الإرشادية كعلاقة مهنية لا يجوز أخذها إلى أبعد من ذلك حتى لو كان المرشد يبني علاقة صداقة، يمكن القول أنها صداقة مهنية إرشادية تنتهي بانتهاء الاستشارة.

عزيزي المُرشد تأكد أنك لا تعيش مشكلة العميل.

تأكد أنك خارج دائرة استنزافه العاطفي.

تأكد أنك تتعامل معه بمهنية.

تأكد أن الجلسة أو الاستشارة بهدف خدمة العميل أو المسترشد بشكل مهني فقط.

إذا كنت خارج ما ذكرت فعد حساباتك فورًا أو توجه إلى مَن يرشدك من المتخصصين في مجال الإرشاد النفسي الإشرافي.

كُن أنت، ولكن تذكر أنك مهني ودورك الدعم والمساندة.

هناك من يأخذك لتتحدث عن نفسك، إذا لمسَ أن مشكلته قريبة من مشكلتك، ووجدك تعطف عليه لا تتعاطف معه، فيبدأ بسؤال ومعرفة تفاصيل حياتك، تخيل أنه يأخذ معلوماتك الشخصية وبدأ يأخذ الجلسة للتعرف عليك ومعرفة ما تشعر وتفكر به.

هذا النوع من العملاء أو المسترشدين لا يجب التعامل معهم بأسلوب نعم لكل شيء.

أنت بحاجة إلى أن توقف سيلان التفكير والفضول لديه، بعبارات غير مباشرة، تعيد الكرة في ملعبه، على سبيل المثال اعلم ما تشعر به وأنا معك أرجو أن تشرح لي أكثر لكي أساعدك حتى تصل رسالتك للعميل بأسلوب محبب ومساعد، كُن حريصًا على أن تحافظ على العلاقة وأن توجّه له الدور دون أن تُشعره أنك ضده.

بطاقة إرشادية

التهاون في دورك كمرشد قد يأخذ من طاقتك ووقتك وجهدك.. التزم حدودك واعرف متى تقف عندها.

دكتوراه في الإرشاد النفسي