بقلم / طه الظاهري آل مختار
............
محمد انت النبي الأمين
وانت حبيب الإله المبجل ْ
أتيت إلينا وقحط الجهالة
بنا فاتِكٌ وهو فينا توغلْ
وكنا حيارى بليل بهيمٍ
بصحراء شرٍ بها الكل يُقتَلْ
عداءٌ وجهلٌ وتفريقُ شملٍ
وعادات سوء وما ليس يُعقَل
وأديان شركٍ وتحريف كتب
شرائع موسى وعيسى تُبدَلْ
فجئت البرية نورا وغيثا
ورحمات ربٍ علينا تُنَزَّل
محوتَ الدياجي أنرت الدروبَ
جعلت غلاظ القلوب تأمّلْ
فلانت لهديك ثم استقاموا
ليؤمن بالله من كان أغفلْ
بعثت المكارم بسطت الشمائل
لتخرجنا خير أمة وأفضلْ
أيا خير خلق الإله وأعلى
مقاما لديه وفي الفضل أولْ
فماذا عسى عنك أني أقولُ
وشأنك أعظم مما تَقَوّلْ
فإنك سرُ الخلائق طراً
ونورٌ من الذات لم يتحولْ
ولولاك ما كان للخلق خلقٌ
ولا خلق الرب حبة خردلْ
لأجلك أوجد نعيماً ونارا
ودنيا وأخرى ورسلٌ لتُرسلْ
حباك إلهي بأعلى مقامٍ
ويعطيك في الحشر ما أنت تسأل
وإنك للخير أصلٌ ونهرٌ
لطيب الشمائل وللجود منهلْ
وغيثٌ من البر يغشى البرايا
وفجر البرية بالنور أقبلْ
وُلِدتَ فأشرقت في الكون نورا
وكل مسار الوجود تحول
بك استبشر الخلق حمدا وشكرا
سماءا وأرضاً وعرش تهللْ
وضاقت على الشر رحب الأراضي
غدا خاسئاً حاسراً يتململْ
ومالت إليك القلوب شغافا
وجاءتك تهفو على كل محملْ
ويلجأ إليك يروم الخلاص
كثير الذنوب وبالهم مُثقَلْ
فأنت دواء النفوس السقامى
وأنت شفاء لما كان يُعضَلْ
فلا لوم إن هِمت فيك اشتياقاً
ومثلي الملايين للوصل تأملْ
تطوف القلوب لنا كل يوم
بآفاق حبك تنهلْ وتنهلْ
وترشف ترشف أيات هديك
وتُسقى وتُسقى إلى أن تثملْ
تصلي عليك النفوس امتناناً
ليعلو مُقامك مدى الدهر تسألْ
يصلي عليك الوجود جميعا
صلاةً سلاماً عليك تَنزلْ
فيا رب صل على خير خلقك
بأكمل صلاةٍ وأبهى وأجمل
على المصطفى ثم آل كرامٍ
صلاة الإله مدى الدهر تنزل
صلاة بها ينجلي كل همٍ
وغفرانُ ذنبٍ وأدران تُغسلْ
.......................
القيت القصيدة في اليمن مديرية الخبت محافظة المحويت خلال الندوة الاحتفالية التي أقامتها الدائرة الثقافية لفعاليات إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف في مدينة المرواح...كلمات الشاعر طه الظاهري.
