خارج الحدود …بادر ولكن لا تعجل

2021/10/01

بقلم : إيمان عبد العزيز آل إسحاق

سُئل رجل: لِمَ تكلفت مشقة صعود الجبل؟ فأجاب ببساطة: لأني وجدته أمامي !! حقيقة لا نعرف ماذا نريد ولكن نقول هذا الموجود !!

ومن تلك البساطة والرفاهية ما ضاقت دون كتابتِه وتصويره الآلاف من الأوراق والكتب، ولم يطرح يومًا شجرًا مثمرًا، بل خلف علقمًا وشررًا، ويبرر ويماطل ويظل يخوض فيه كثيرون وهم يقدرون على ألا يخوضوا، ولكنهم لا يشعرون، فيتكلفون الوعورة ويدعون المهارة والابتكار والقدوم بكل فكر جديد مهما كان خاطئًا ولكن فقط لأكون حاضرًا ومبتكرًا.

العجب، أن نتوغّل في مرض بدلًا من أن ننبذه ونتبنى فكرًا مهما كان خاطئًا ونبرّر كأننا مسحورون نستمرئ ما لا يُستساغ.

العجب إن جهلنا الفرق بين البدايات والنهايات، فلا نحن نفهم ولا غيرنا يعي ما نريد! مقاصدنا ونهايات أفعالنا، مهما كانت جميلة وجذابة، إذا اتخذنا منها أوصافًا وأعذارًا لمسالكنا وبدايات أفعالنا، مهما كانت قبيحة ومُنفرة، غالطنا أنفسنا، ووصلنا إلى غير ما نريد، فنكون خسرنا تعب المسلك والوقت، وخسرنا القصد المنشود، بل مزجنا فعكرنا وأفسدنا، ونعتقد أننا مصلحون وأشخاص نافعون ويبتكرون.

لنتفكر معًا جميعًا ولنتباحث، في هذا الأساس للحياة. إن لم نميز بين (الفعل) و(النية).

عند طرحنا فكرة ما أو مبادرة ما لا بد لنا من تقبل النقد ولا بد لنا من دراستها بمدى ملاءمتها لمجتمع ما!

وبمفردات أخرى ونظرة واقعية هي قصورنا في التفكير، حين نجعل (الأسلوب) و(الغاية) سواء،

مثلًا هل أعمل أصواتًا صاخبة وأكسر جدارًا منتصف الليل والجيران نائمون؟

حقيقة عن نفسي أكره هذا (الأسلوب) ولكن قد أبرر ب (الغاية) أن أعلق لوحة باسمك، فأقنع نفسي وأقنعك أن (الأسلوب) جميل لأن (الغاية) جميلة، أجعلهما أمرًا واحدًا، فلا أحاسب نفسي، بل لا أفكر في فعلي لحظة وفقط أشمئز مما فعلت !

يا حمَلة الآمال والابتكارات والأفكار الهادفة، العيش لا يصفو إلا باستدبارنا علة خسرنا منها نحن وغيرنا.

لا يوجد عاقل يرفض الاعتدال في المُعاملات ويجادل فيه. وقبس الحق المتحرك في أعماقنا يبين لنا ذلك، لأنه يوم أضاء لنا وتشبثنا به، تلذذنا بنعمته، رفض المجتمع لفكرة حقه ومن واجبنا احترامه.

واقع الحياة أننا لسنا بمعصومين، وقد نحيد عن الاعتدال إلى التخبط أحيانًا!!

وأعيد القول بأني لست أصطنع كلامًا أو موقفًا أو ما شابه وإنما نحكي واقعًا ليس علينا تقبله، ومن حقنا نقده بل ونبذه لأنه ما زال عند العديد والكثير منا علم بالحكمة من دين وسيرة وخبرة وأخلاق وتربية وعلم وثقافة.

وهنا الحد بين الصواب والخطأ! ومن يفرق بينهما ومن يعترف بخطأ غير مقصود بفكرة دخيلة على المجتمع القطري المُحافظ بطبعه.

إن نحن مِلنا بالهوى حصل الخلل الذي نحاول كمُجتمع قطري متمسك أن نرفضه.

وإن سمحنا به ستكون جرائره جثمت علينا فأعيت قلوبًا ووأدت أحلامًا وأفسدت بيوتًا، وأصحاب هذا الفكر يحسبون أنهم يحسنون صنعًا ويصنعون تاريخًا، وهو بالحقيقة ليس شيئًا مقبولًا وبعدها لا مجال للتراجع.

فالرجوع عن الخطأ خير من التمادي في الباطل، وفضيلة لا عيب.

نتوهم أحيانًا أن الصراحة والأمانة والكلمة الحق خطأ، ولكن لولاها لما كنا مجتمعًا يُشار له بالبنان، الحرية التي نتمتع بها في دولتنا والفهم والوعي بأهمية مناقشة القضايا والانتخابات للمُقبلين بها كلها يا أصحاب الطموح هي ما نصبو لها وهي ما تميزنا عن غيرنا بل ما نحسد عليه من جيراننا، وكل ذلك فقط، من أجل مصلحتنا ومصلحة أحبتنا جميعًا ومصلحة مجتمعنا كله في سائر أمور الحياة.

نعم، التعاون حق ومطلوب جميل. نعم، تلبيتكم حاجات غيركم مطلوبة، ولكن بالعلم الذي منه «اتق الله ما استطعت»، و «لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها»، والحياة القويمة وسط بينهما.

قد ينكر كثيرون حصول ما وقعوا فيه ويرفضون حقيقة أسبابه، إما خوفًا من المساءلة أو لتبرير هم مقتنعون فيه بفكره، لن أطيل وأتمنى أن أكون قد أصبت.

وقبل الوداع وختامًا.. أقول لمن يرفض آراء المجتمع ويرى كلام الجميع خطأ وهو الصحيح ويبرّر: لك رأيك ولي رأيي، وكلانا ليس بمعصوم!! قد تكون أنت الصحيح، ولكن في كل شيءٍ يحكم برأي الأغلبية.

تلك ليست فلسفة بل هي واقع.

أخترنا لك
ليفربول يناشد يويفا تطبيق توصيات تقرير فوضى نهائي دوري أبطال أوروبا

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة