بقلم / هبة الرئيسي
قد يكون هذا الموضوع قد شاركت فيه بإحدى القنوات الإذاعية، ولكن بالنسبة لي أحبّ التعمّق أكثر فيما أراه، وهذا مثال على الاقتناع الذي وُضِع له سقف. بمعنى أنني اقتنعت لهذا الحدّ وانتهى الأمر، أو التعمّق إلى ما لا نهاية وعدم القناعة، أي «إنني لست مُقتنعًا لهذا الحدّ» وجعلت سقف الطموح مفتوحًا.
ويأتي السؤال هل يجب أن أضع سقفًا للقناعة وبهذا أضع أيضًا سقفًا للطموح؟! سؤال محيّر لأننا لو نرى الأمر بشكل واقعي وحقيقي، سنرى أنه لو اقتنعنا بما لدينا الآن بهذا القدر أيضًا، سينتهي الطموح، وسنظلّ على ما نحن عليه الآن. ولكن لو فكرنا قليلًا وجعلنا طاقتنا الداخلية التي تستطيع فعل الكثير عالية وإيجابية، بمعنى أن نزيد القوة الكامنة أو الكهرباء التي بداخلنا، فسقف الاقتناع لن يصبح سهلًا، وأيضًا سقف الطموح لن يكون له حدّ وسيبقى أعلى.
المشكلة في بعض الأحيان بحياتنا أننا قد نصل لحدّ معين، ونقول لأنفسنا: نعم.. إلى هنا، وانتهيت وهذه كفايتي ومقتنع أنني أديت ما يجب عليّ فعله ونلقاكم في القريب العاجل، ولا أستطيع فعل أي شيء آخر إلى أن تنتهي هذه الحياة. وهذا ليس صحيحًا، الصحيح أن مفهوم القناعة أنني أقتنع بما لدي وأن أرضى. ولكن القناعة ليست أن أتوقف وأقنع نفسي بشكل سلبي ومحبط أنني لا أستطيع، وهذه طاقتي وكفايتي في الاستمرار لأن الحياة صعبة، وأتوقف هنا. أنت تقنع نفسك أنك لاشيء، وأنك قد تعبت وأن المعادلة تساوي صفرًا. ولكن القناعة الصحيحة في الحياة تكون بأنك تقنع نفسك أولًا أنك تستطيع وأنك خلقت لتعمل وتجتهد لتغيّر وتتغيّر بشكل أفضل، تقنع نفسك أنك ذو قيمة وتعمل، تقنع نفسك، نعم، الحياة صعبة، ولكن لاشيء يأتي بسهولة، تقنع نفسك أنك هنا لتساعد الذين غير مُقتنعين بأنفسهم أنهم يستطيعون وأنهم قادرون، وتقنع نفسك أنك تستحقّ الأفضل في حياتك واجتهادك، طالما أنّك تحاول وتجتهد، هنا يصبح سقف الطموح مفتوحًا طوال حياتك، لأنك ببساطة أقنعت نفسك أنك تستطيع وتحاول إيجاد نفسك، وتعمل من أجل نفسك، هنا تكون القناعة عندما تحاول رغم كل الظروف التي أمامك، تثق بالله سبحانه، ثم بنفسك أنك قادر. بالنهاية لا تجعل سقفًا لطموحك، أما بالنسبة لقناعاتك، جميل أنك تقتنع بما لديك، ولكن لا تقنع نفسك أنك لديك حد معين وبعدها ينتهي الأمر دائمًا اقنع نفسك أنك هنا لتحاول وتكتشف وتتعلم حتى لو سقف طموحك بنظرك انتهى، فسقف الحياة مستمرّ، ويجب أن يكون لديك مهمة بالحياة وأنني سأصبح أفضل من أمس، وعندي قناعة أن هنالك نورًا في نهاية النفق، وعندي قناعة أنني أستطيع، وعندي قناعة أنني لماذا خلقت؟ خلقت لأنني مقتنع أنني مهم.