بقلم / د.عائشة سلمان آل ثاني
أرجو ألا يظنَّ البعضُ أنّني أتهجّم أو أعارض بل أشارككم الرأي.
يسعدني حينما أرى الأمَّ مُتمتّعة براحة البال، ولديها وقت كافٍ لذاتها وأسرتها، وما تحب عمله في حدود.
أحبُّ أن أراها تزرع القِيم في أبنائها بكلّ حبّ وهي مرتاحة وسعيدة، لا تلهث وراء إثبات ذاتها في عمل ما، بل ذاتها موجودة.
لا تهمل دورها المجتمعي، ولكن تجعل لكل دور وقته وزمانه، فلا تمزج الأدوار لتكون لونًا واحدًا فقط، بل تلوّن حياتها بكل مفيد.
يعجبني أنّها تعلم أنّها إنسانة، أنها أمُّ، ابنةٌ، أختٌ زوجةٌ، صديقةٌ، عاملةٌ، فهي توظف طاقاتها بطريقة تجعل أساسها الأسري ثابتًا. فكم هي عظيمة بمساندة زوجٍ مُحبٍ ومجتمعٍ متفهّم لأدوارها الكبيرة.
أحبُّ فيها طموحها وتحديد أهدافها، وهي تمسك بعصاها من المُنتصف لتحافظ على الدين والقيم من جهة والطموح والمتغيّرات من جهة أخرى، لتوازن الأمور، وتتعامل مع التحديات دون تقصير أو خجل، فهي ذكية ولديها الحاسّة السادسة في تعاملها مع المواقف.
لا ترضى بأنصاف الحلول، ولا تقبل العيش في الظلام، تُحافظ على أسرتها، وكيانها من كل شرّ لأنهم أساس وأولوية بالنسبة لها.
لم تندم على فرصٍ راحت منها؛ لأنّها تعرف أن دورها أعظم.
تنظر إلى الأمام وكلها ثقة بغدٍ مُشرقٍ، واثقة ومحفزة تعمل بصمتٍ تُؤمن بالعمل، ولكنها تراه جزءًا وليس كلَّ شيء في حياتها.
فأنتِ أيتها الأمُ، الأختُ الابنةُ، المرأةُ، مميزاتك كثيرة لا تضيّعيها في سباقات تحدٍ أو الخروج عن المألوف لإثبات ذاتك، فإن تعاملك مع الله عزّ وجلّ يجعلك واثقةً من خطواتك رغم التحديات،
فالتربية ليست بكَمّ الساعات، ولكنْ بقيمتها.
بطاقة إرشادية
الذكاء هو إعادة حساباتك مع أدوارك، وترتيب مهامك، وبناء جسور التواصل مع محيطك، بحيث ألا يطغى دورٌ على الآخر.