الثائر المصلوب حليف القران زيد الشهيد

2021/09/10

بقلم |مجاهد منعثر منشد

ولد بعد طلوع الفجر في المدينة عام 67هـ وفي الثالث من صفر استشهد الثائر المصلوب أبي الحسين زيد الشهيد بن الإمام بن الإمام الشهيد زين العابدين علي بن الإمام الشهيد أبي عبد الله الحسين بن خليفة المسلمين وأمام الموحدين أمير الإنس والجان علي بن أبي طالب عليهم السلام .

رفاته في مزار يقع في محافظة بابل ـ قرية الكفل التي تبعد 30كيلو متر عن مدينة الكوفة المقدسة .

ولدته الطاهرة حوراء أمة أشتراها أبي أسحاق المختار الثقفي فوجدها عفيفه , فأهداها إلى أمام زمانه عصره السجاد علي بن الحسين , تزوجها الإمام في عام الإهداء سنة 67هـ لتنجب له زيد.

وفي عهد النبي محمد(صلى الله عليه وآله) نظر حبيب الله إلى زيد بن حارثة فقال: (المظلوم من أهل بيتي سميُّ هذا , والمقتول في الله تعالى والمصلوب سميُّ هذا , وأشار إلى زيد بن حارثة ثم قال أُدنُ منِّي يا زيد , زادك الله حبا عندي , فأنت سميُّ الحبيب من ولدي), فعلى أثر تسمية الرسول سماه والده زيدا .

عاش في كنف أبيه مع أخوته الإمام محمد الباقر , الحسين الأصغر , عبد الله الباهر , عمر الأشرف , علي (وهو شقيق زيد من أمه وأبيه).

وبعد نشأ وترعرع وبلغ مبلغ الرجال تزوج زيد من أم ولد لتنجب له الحسين ذو الدمعة , وأقترن أيضا بريطة بنت أبي هاشم لتعقب له يحيي الشهيد الذي يخاطبه أبيه :

أُبـنيّ إمّـا أهـلكنّ فـلا تكنْ دنِـسَ الفِعال مُبيَّض الأثوابِ

واحـذر مُـصاحبة اللئيم فإنّما شَـين الكريم فسولة الأصحابِ

ولـقد بلوتُ الناس ثم خَبَرتُهم وخبرت ما وصلوا من الأحبابِ

فـإذا القرابة لا تُقرّب صاحباً وإذا الـمودّة أقـرب الأنسابِ

وكذلك للثائر المصلوب عقب أخر أسمه عيسى  أمه أم ولد نوبية اسمها سكن.,و محمد  أمه أم ولد من السند.

(حديث الائمة عنه)

ـ قال الإمام أبو جعفر الباقرعليه السلام بإكبار ومودة لأخيه زيد لقد أنجبت أمٌ ولدتك يا زيد , اللّهم اشدد أزري بزيد. وروي إنّ زيداً عليه السّلام دخل على الإمام الباقر فضرب الإمام على كتفه وقال هذا سيِّد بني هاشم , إذا دعاكم فأجيبوه , وإذا استنصركم فانصروه.

ـ قال الإمام الصّادق مؤبّنا عمّه لمّا علم بخبر شهادته , أما انّه كان مؤمنا , وكان عارفا , وكان عالما , وكان صدوقا , أما انّه لو ظفر لوفى , أما انّه لو ملك لعرف كيف يضعها. وقال أيضا إنّا لله وإنّا إليه راجعون , عند الله احتسب عمّي , انّه كان نعم العم , إنّ عمّي كان رجلا لدنيانا وآخرتنا , مضـى و الله شـهيدا كشهداء استشهدوا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعليّ والحسين , مضى والله شهيدا. وقال أيضا كان والله سيّدا , والله ما ترك فينا لدنيانا ولا لآخرتنا مثله.

ـ روي إنّ الإمّام الرّضا قال للمأمون عن زيد , فانّه من علماء آل محمد (صلى الله عليه وآله) غضب لله عزّ وجل فجاهد أعداءه حتى قتل في سبيله , وقد حدّثني أبي موسى إنه سمع أباه جعفر يقول " رحم الله عمّي زيدا انّه دعا إلى الرّضا من آل محمّد , ولو ظفر لوفى بما دعا إليه , وقد استشاره في خروجه , فقال: إن رضيت أن تكون المقتول بالكناسة فشأنك , فلما انّصرف قال جعفر ويل لمن سمع واعيته فلم يجبه.

(لفبه بحليف القران)

قال أبو الجارود: قدمت المدينة فجعلت كلما أسأل عن زيد قيل لي: ذاك حليف القرآن، ذاك أسطوانة المسجد، من كثرة صلاته. ويقول أبو حنيفة حينما يُسئل عنه: هو حليف القرآن منقطع القرين.

وكان كلامه يشبه كلام جدّه عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، بلاغةً وفصاحة، فلا بِدعَ إِذاً إنْ عدّه الجاحظ من خطباء بني هاشم، ووصفه أبو اسحاق السبيعي والأعمش بأنه أفصح أهل بيته لِساناً وأكثرهم بياناً ,وناخذ من خطبة ماتحدث به أبو الجارود قال: خطب زيد بن عليّ عليه السّلام أصحابه حين الخروج فقال: « الحمدلله الذي منّ علينا بالبصيرة، وجعل لنا قلوباً عاقلة وأسماعاً واعية، قد أفلح مَن جعل الخير شعاره والحقّ دِثاره، وصلّى الله على خير خلقه الذي جاء بالصدق من عند ربّه وصدّق به الصادق [محمّد]؛ وعلى آله الطاهرين من عترته وأُسرته، والمنتجبين من أهل بيته.

أيّها الناس، العَجَل العَجَل قبل حُلول الاجل، وانقطاع الأمل، فوراً.. كم طالب لا يفوته هارب إلاّ هرب منه إليه، ففِرّوا إلى الله بطاعته، واستجيروا بثوابه من عقابه، فقد أسمعكم وبصّركم ودعاكم إليه وأنذركم، وأنتم اليوم حجّة على مَن بعدكم، إن الله يقول: ليتفقّهوا في الدِّينِ وليُنذروا قومَهم إذا رجعوا إليهم لعلّهم يَحذرون. ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون، ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات أولئك لهم عذاب عظيم. عِبادَ الله، إنّا ندعوكم إلى كلمة سوآء بيننا وبينكم ألاّ نعبد إلاّ الله ولا نُشرك به شيئاً ولا يتّخذ بعضنا بعضاً أرباباً مِن دون الله سبحانه وتعالى، إنّ الله دمّر قوماً اتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله.

عباد الله، كأنّ الدنيا إذا انقطعت وتقضّت لم تكن، وكأنّ ما هو كائن قد نزل، وكأن ما هو زائل قد رحل، فسارعوا في الخيرات واكتسبوا المعروف تكونوا مِن الله بسبيل، فإنّ من سارع في الشر واكتسب المنكر ليس من الله في شيء.

أنا اليوم أتكلّم وتسمعون ولا تنصرون، وغداً بين أظهركم هامة فتندمون، ولكن الله ينصرني إذا ردّني إليه، فهو الحاكم بينا وبين قومنا بالحق، فمن سمع دعوتنا وأناب إلى سبيلنا وجاهد بنفسه نفسه ومَن يليه من أهل الباطل لادّعائهم الدنيا الزائلة الآفلة على الآخرة الباقية، فالله من أولئك بريء؛ وهو يحكم بيننا وبينهم. إذا لقيتم قوماً فادعوهم إلى أمركم؛ فإن يُستجبْ لكم برجلٍ واحد خيرٌ مما طلعت عليه الشمس من ذهب وفضة؛ وعليكم بسيرة أمير المؤمنين عليه السّلام بالبصرة؛ لا تتبعوا مُدبراً؛ ولا تُجهزوا على جريح؛ ولا تفتحوا باباً مغلقاً، والله على ما نقول وكيل.

عبادَ الله، لا تقاتلوا عدوكم على الشكّ فتضلّوا عن سبيل الله، ولكن البصيرة ثمّ القتال؛ فإنّ الله يجازي عن اليقين أفضل جزاء يجزي به على حقّ؛ إنّه مَن قتل نفساً يشكّ في ضلالتها كمن قتل نفساً بغير حق. عبادالله البصيرة ثمّ البصيرة.

قال أبو الجارود: قلت له: يا بن رسول الله، الرجل يبذل نفسه على غير بصيرة؛ قال: نعم، أكثر مَن ترى عشقت قلوبهم الدنيا والطمع أرداهم إلا القليل، والذين لا يحضرون الدنيا على قلوبهم ولا لها يسعون أولئك مني وأنا منهم.

لقد عاش ونشأ زيد  في حجر و كنف والده زين العابدين عليه السلام خمسة عشر عاماً أو يزيد وبعد استشهاد والده عام 95 هـ كفله أخوه الإمام الباقر فهو ربيب الباقر عليه السلام، عاش في رحاب عطفه وحنانه بعد استشهاد أبيه واغترف العلم والتقوى من نبعه الفياض.

وتخرج في معرفة العلوم على يد السجاد عليه السّلام وعلى الإمامين الباقر والصادق عليهما السّلام، ومنهم أخذ لطائف المعارف وأسرار الاحكام، فافحم العلماء واكابر المناظرين من سائر الملل والأديان.

و بلغ درجة علمية راقية ,يقول الشيخ المفيد: كان عين إخوته بعد أبي جعفر (عليه السلام) وأفضلهم، وكان ورعاً، عابداً فقيهاً، سخياً، شجاعاً، وظهر بالسيف يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويطلب بثارات الحسين عليه السلام..

و يقول أبو حنيفة (شاهدت زيد بن عليّ كما شاهدت أهله، فما رأيت في زمانه أفقَه منه ولا أسرع جواباً ولا أبيَن قولاً).

ويشهد لذلك كلّه حديث أبي غسان الازدي قال: قدم زيد بن عليّ الشام أيّام هشام بن عبدالملك؛ فما رأيت رجلاً أعلم بكتاب الله منه؛ ولقد حبسه هشام خمسة أشهر وهو يقص علينا ـ ونحن معه في الحبس ـ تفسير سورة الحمد وسورة البقرة هذّ ذلك هذّاً. .

وبعد أن كان زيدا عالما ومفسرا ومحدثا وعاصر بعض الأحداث مع أبيه الإمام زين العابدين ,فضلا عن الأحداث الصاخبة في المدينة.

وبعد شهادة الإمام زين العابدين عليه السلام تداول زيد مع الإمام الباقر عليه السلام مسألة القيام بثورة ضد الانحراف والطغيان ,فأيده الإمام عليه السلام.

وكانت الأحداث بالكوفة عصيبة في عصر وحكم هشام الذي أنتهج سياسة إغاظة الكوفيين أشد غيظ ,فقد كان حكمه ثقيل الوطأة على الأمصار الإسلامية.

وبعد استشهاد الباقر عليه السلام كانت الكوفة مهيأة للثورة ,فأهلها هيأتهم الأحداث , ونظمتهم تلك المراسلات التي جرت بينهم وبين زيد.

وبدأت مراسلات الكوفيين لزيد بشأن الثورة.وقد تحددت دعوته إلى كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه واله وسلم) , وجهاد الظالمين , والدفع عن المستضعفين , وإعطاء المحرومين , وقسم هذا الفيء بين أهله بالسواد , ورد المظالم , وإقفال المجمر , ونصرنا أهل البيت على من نصب لنا وجهل حقنا ,فجذبت دعوته أهل العلم والفقه والمتقين.

وأستطاع زيد تنظيم أهل الكوفة بالقادسية ,فأخذ منهم المواعيد والمواثيق, وخرج  ليلة يوم الأربعاء , أول ليلة من صفر سنة (122هـ/ 739م).

كان خروجه قبل موعد ساعة الصفر بسبب إجراءات والي الكوفة يوسف بن عمر ,فأمر نائبه الحكم بن الصلت بجمع أهل الكوفة جميعًا يوم الثلاثاء آخر محرم (أي قبل الموعد بيوم) في الجامع الكبير لأداء صلاة جامعة , ثم أخذ يتوعد من يتخلف بالقتل , إذ نادى المنادي: أيما رجل من العرب والموالي أدركناه في رحبة المسجد فقد برئت منه الذمة , وأرسل الشرطة لجمع الناس بالجامع, فدخل أهل الكوفـة المسجد , من ثم بنيت عليه الأبواب. وبذلك يكون يوسف قد أستطاع وبنجاح عزل أغلب رجال الثورة عن قائدهم زيد. ولم يبقى مع زيد من أهل الكوفة سوى مائتين وثمانية عشر رجلاً.

اشتبك زيد وقواته مع الأمويين في معارك عدة , شملت شوارع الكوفة وأزقتها , أسفرت عن صمود قواته , والسيطرة التامة على معظم هذه الشوارع والأزقة.

و أستطاع رجال زيد رغم قلة عددهم أن يتصدوا لهجمات البعوث التي كان يرسلها يوسف بن عمر من الحيرة , وتمكنوا أيضاً من إيقاع سبعين قتيلاً في صفوف الشاميين , إلا أن يوسف عدل من استراتيجية مهاجمة قوات زيد , وذلك بإرسال قوة معظمها من الرماة , أتخذوا أماكنهم محاصرين لقوات زيد , واخذوا يمطرونهم طوال الليل بالسهام , حتى تمكن أحد الرماة من إصابة زيد برأسه , فنقل على اثر ذلك , وحين أنتزع الطبيب السهم مات زيد شهيداً.

ودفن زيد في حفرة من طين , ثم أجري عليها الماء حتى لا يعثر عليه أحد(19) من قبل أصحابه، وكان ذلك في أوائل صفر سنة (122هـ/ 739م).

وأخبر الغلام السندي عن الموضع الذي دفن فيه زيد والي الكوفة يوسف بن عمر  , فبعث يوسف نائبه الصلت بن الحكم إلى قبر زيد , فاستخرج رفاتـه وبعثـها إلى يوسف , فأمر بقطع الرأس وصلبه مع كبار أصحابه.

وبعث يوسف بن عمر برأس زيد إلى هشام بن عبد الملك , فأمر هشام بنصبه على باب مدينة دمشق , ثم أمر بإرساله إلى المدينة.

حيث نصب عند قبر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يوما وليلة , وبعد ذلك أرسل إلى مصر , فطيف به في الشوارع , ثم أمر بتعليقه, فقام أهل مصر بسرقة الرأس ثم دفنوه , اما جسد زيد فقد ظل مصلوبا حتى أيام الوليد بن يزيد (125 – 126هـ/ 743 – 744م) , إذ كتب إلى يوسف بن عمر: فإذا أتاك كتابي هذا فانظر عجل أهل العراق فاحرقه وانسفه في اليم نسفاً .

أن صنيع يوسف بن عمر وسيده في جثمان زيد بن علي هو عين صنيع عبيد الله بن زياد وسيده في جثمان جده الإمام الحسين بن علي (عليه السلام).

الكرامات الخاصة بعد شهادته

1.بعد أن دفن من قبل اصحابه بجدول مياه العباسية وكان الواشي عن مكان دفنه لوالي الكوفة غلام سندي أخرج الجسد وحمل على جمل لقصر الإمارة بالكوفة ,فقاموا بنحر راسه الشريف وطيف به من بلد إلى بلد وصولا للشام ,فعندما وصل مصر قام أهلها النجباء بخطف الراس المقدس ليلا ودفنه سرا.

أما الجسد الطاهر فأمر والي الكوفة بصلبه عريانا على جذع نخلة والخشبة ووجهوا وجهة إلى جهة الفرات ,وبقدرة الله استدارت الخشبة إلى جهة القبلة ,ففعلوا ذلك مرارا والخشبة تستدير لجهة القبلة.

وأقبل رجلان من بني ضبة ويد كل منهما في يد صاحبه حتى قاما بحذاء الخشبة فضرب أحدهما بيده على الخشبة وهو يقول: { إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يُقتَّلوا أو يُصلَّبوا أو تُقطع أيديهم و أرجلهم من خِلافٍ } فذهب لينحي يده فانتثرت فيها الأكلة ورفع على شقِّه فمات.

وإن رجلا مـرَّ على خـشبته فوضع إصبعه عـليها وقـال: هـذا جزاء الفاسـق ابن الفاسق , فغاصت إصـبعه في كفِّه.

2.بقدرة الله في اليوم الأول من صلبه عريانا جاءت العنكبوت ليلا تنسج على عورته فتسترها .

ياتي جنود والي الكوفة كل صباحا ,فيشاهدوا النسج ويقوموا بإزالته بالرماح ,فتاتي العنكبوت ليلا وتنسج مره أخرى.

3.وبعد مدة من الزمن وعدم أنتهاء العنكبوت من عملها والأعداء يستمرون بهتك النسيج بالرماح ,يقول أبو الفرج في مقاتل الطالبيين:ـ فارتخى بطنه من قدامه وظهره من خلفه حتّى سترت عورته من القبل والدبر.

4.يقول الشيخ الطوسي في أماليه: قدم الكوفة رجل من بلنجر بعد قتل زيد فقال: إلا ترون إلى هذا الفاسق ابن الفاسق كيف قتله الله فلم يلبث أن رماه الله بقرحتين في عينيه فمس الله بهما بصره , فقال أبو زط الكوفي: أحذروا أن تتعرضوا لأهل هذا البيت إلا بخير.

5.مرت على خشبته امرأة فرأته عريانا فرمت عليه خمارها , فالتاث بمشيئة الله تعالى وستره فصعدوا له وحلوه .

6.يحدث شبيب بن غرقد قال قدمنا الكوفة من الحج فدخلنا الكناسة ليلا فلما كنا بالقرب من خشبة زيد أضاء الليل , فلم نزل نسير نحوها فنفحت منها رائحة المسك , فقلت لأصحابي: هكذا توجد رائحة المصلوبين ؟ وإذا بهاتف يقول: هكذا توجد رائحة أولاد النبيين , الذين يقضون بالحقّ وبه يعدلون.

7.أن عزرمة أخا كناسة الاسدي جلس في مجمع الاسديين بالقرب من خشبة زيد , فكان يلتقط حصيات ويرمي بها زيدا يصنع ذلك كل يوم , يقول إسماعيل بن اليسع العامري: فوالله الذي لا اله غيره ما مات حتّى رأيت عينيه مرقودتين كأنهما زجاجتان خضراوان.

8.قال في كتاب كشف الغمة:عندما بلغ الإمام الصادق عليه السلام قول الحكيم بن العباس الكلبي:

صلبا لكم زيدا على جذع نخلة....ولم أرى مهديا على الجذع يصلب

وقسم بعثمان عليا سفاهة...وعثمان خير من علي وأطيب

رفع الصادق يديه إلى السماء وهما يرتعدان وقال ((اللهم أن كان عبدك كذابا فسلط عليه كلبك))

وأتفق أن ارسل الحكيم إلى الكوفة فبينما هو يدور في سككها إذ أفترسه الأسد ,فلما وصل خبره إلى الإمام الصادق عليه السلام خر لله تعالى ساجدا ,ثم قال :الحمد لله أنجزنا ما وعدنا.

*ومن كرامات حليف القران في القرن العشرين

نهاية التسعينيات من القرن العشرين كان المشهد لزيد الشهيد في حالة أعمار كمرحلة أخيرة من قبل تبرعات أهل الخير.

فقام النظام البائد في العراق بإرسال شخص من ديوان الرئاسة إلى أوقاف بابل ليتسلم منصب مدير أوقاف بابل.

وعند قدومه إلى مزار زيد بن علي التقى بسادن وخدمة المزار الشريف وكذلك المقاول الذي كان يشرف على عملية البناء , فتركز لقاؤه بهم حول معرفة مصادر الأموال التي تصرف للبناء , فأجابه الحاضرون بان الأموال كانت من بعض أهل الخير الذين تبرعوا بها لاعمار المزار , فقال ماهي مشاركة الحكومة في العمل , فقالوا له إنها تقوم بعملية الإشراف على العمل كاستحصال الموافقات وغيرها , وأخيرا قال لهم من الآن يجب أن ترسلوا لي أي شخص يريد التبرع بالأموال لنقوم نحن بصرف الأموال والتنفيذ بهدف إيقاف وتأخير العمل في المزار , عندها دخل المقاول إلى الحضرة المطهرة ودعا الله وخاطب زيداً بقوله ((سيدي إذا كنت تريد لهذا العمل أن يستمر فعليك أن تخلصني من هذا الشخص وإلا فسأحمل معداتي واترك المكان..)).

بعدها بقليل جاء احد خدمة المزار ودعا المدير الجديد لتناول طعام الغداء في بيته فقبل المدير الدعوة , فلما وُضع الطعام بين يديه وقبل أن يبدأ بتناول الطعام فجأة صرخ بصوتٍ عال ويقول بالعامّية ((اجاني.. اجاني..)) وفتح عينيه وأخذ ينظر وكأن شخصاً واقفا على رأسه ثمّ ارتمى على الأرض فقام له الحاضرون وأرادوا تحريكه فلم يستطيعوا نقلوه بسيارة مديرية الأوقاف إلى المستشفى في مدينة الحلة وعلى مسافة 10 كم تقريباً من الحلة وفجأة (احترقت السيارة التي تقلّه) فقاموا بنقله إلى سيارة أخرى فنقلته إلى المستشفى.

لم يستطع الأطباء تشخيص مرض المدير فبقي حتى الليل ومات فكانت حالته الغريبة تجبر الطبيب المعالج على القيام بتشريحه لمعرفة السبب وأن كان أهله لم يوافقوا على ذلك , ولما تم تشريحه وإجراء بعض الاختبارات تبين السبب  ((أنهم وجدوا اطلاقتين لحميتين في منطقة الصدر للمتوفى , والأغرب من ذلك إنهما بلا مدخل ولا مخرج)) فأثار أستغرابهم وتعجُّبهم من الأمر وتكتموا على الأمر.. متناسين مكانة الشهيد الخالد الذي حاولوا أن يوقفوا بناء مزاره الذي يتوافد عليه الناس من كلّ حدب وصوب لا ليمجّدوا ضريحا أو ليتمسّحوا بفضة أو حديد بل ليأخذوا من أرواح هؤلاء العظماء قبسا يستضيئوا به في أنفاق هذه الدنيا المظلمة وليطلبوا حوائجهم من إحد أبواب الحوائج التي جعلها الله تعالى لعباده..

2. شفاء ذوي الأمراض المستعصية بقدرة الله سبحانه وبركات زيد الشهيد وبعضها مدون وموثق لدى إعلام المزار حاليا.

(مزار زيد وزيارته)

قال السيد مهدي القزويني: ولزيد بن علي في موضع صلبه وحرقه من كناسة الكوفة قبر مشهور وعليه قبة وهو من المزارات المقصودة.

ويقول: الشيخ حرز الدين: (... مشهده عامر بالزائرين والوفود في ليالي الجمعات والمواسم الإسلامية، ويقع في الشرق الجنوبي لقرية الكفل، يبعد عن حدود الفرسخين عنه، وهذا المشهد هو موضع دفنه وإقباره).

(زيارة الشهيد زيد بن علي بن الحسين(عليهم السلام))

السَّلامُ على رَسُولِ اللهِ {صَلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وَسَلَّم} خَاتَمِ الأنْبِياءِ والمُرْسَلِينَ , السَّلامُ عَلى أمِيرِ المُؤمِنِينَ عَليً بِنْ أَبِي طَالِبْ , السَّلامُ عَلى فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ سَيِّدَةِ نِسَاءِ العَالَمِين السَّلامُ عَلى الحَسَنِ والحُسَينِ سَيّديَّ شَبَابِ أهلَ الجَنَّّةِ , السَّلامُ عَلى الأئِمةِ المَعْصُومِينَ مِنْ ذُرّيةِ الحُسينِ {عليه السلام} , السَّلامُ عَلَيْكَ أيُّها السَّيدُ الزَكِي الوَلِي , السَّلامُ عَليكَ يَاْ زَيدَ بِنْ عَلي أشْهَدُ أنَّّكَ قَدْ جَاهَدْتَ فِي سَبِيلِ رَبِّكَ صَابِرَاً مُحْتَسِبَاً لَمْ تَأخُذْكَ فِي اللهِ لَومَةُ لائِمِ فِي نُصرَةِ شَرْعِ جَدِّكَ المُصْطَفى فأعَّلَنْتَ الدَّعْوةَ وحَارَبْتَ الفَجَرَةَ , السَّلامُ عَلى مَنْ َسَْمَاهُ رَسُولُ اللهِ زَيداً قَبلَ وِلادَةِ أَبيهِ زَينِ العَابِدِينَ وَبَكَى لأِجلهِ , السَّلامُ عَلى مَنْ قَالَ فيهِ الإمَامُ الصَّادِقُ { عليه السلام } إنَّ عَمّي زَيداً كانَ مُؤمِنَاً , وَعَالِمَاً , وَصَدُوقاً مَضى هُو وَأَصْحَابَهُ شَهِيداً كالشُّهداءِ مَعَ أمِيرِ المُؤمنينَ وُصَلواتُ اللهِ عَلى رُوحِكَ الطّاهِرَةِ , السَّلامُ عَلى مَنْ أُصِيبَ بالسَّهْمِ فِي جَبْهَتِهِ فَكانَتْ فيهِ شَهادَتُهُ , السَّلامُ عَلى رَأسِكَ المَصْلُوبِ في الشامِ وَفِي مَدينةِ رَسولِ الله {صَلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وَسَلَّم} , السَّلامُ عَلى جَسَدِكَ المَصْلوبِ في الكُوفَةِ أَرْبَعَ سِنينَ وَقدْ ظَهَرَتْ مِنْهُ البَرَاهِينَ , السَّلامُ عَلى مَنْ قالَ فِي حَقّهِ الإِمَامُ الصُّادِقُ { عليه السلام } إن عَمّيَ زيدٌ فِي الجَنَّةِ والشَّامِتُ في ِقَتْلِهِ شَرِيكٌ فِي دَمِهِ أتَيْتُكَ يَاْ مَوْلاي عَارِفاً بِجِهَادِكَ وحُرْمَتِكَ وَمَنْزِلَتِكَ عِنْدَ الله مُؤمِنَاً بِمَا دَعَوتَ إليهِ مُحارباً لِمَنْ نَصَبَ العَداوَةَ لأهِلِ البيتِ {عَلِيْهُمُ السَّلامُ} اللهُمَّ الْعَنْ قَتَلةَ أمِيْرِ المؤمنينَ { عليه السلام } و ابنِهِ الحَسَنِ { عليه السلام } والْعَنْ العِصَابَةَ الَّتي قاتَلَتْ الحُسَيْنَ { عليه السلام } والْعَنْ قَتَلَةَ الأئِمَةِ المَعْصُومِينَ والْعَنْ قَتَلةَ زَيْدِ بِنْ عَلِي { عليه السلام } واخْزِهِمْ يَوْمَ النّشُورِ وَأصْلِهِمْ حَرَّ نَارِكَ ولا تَغْفِرْ لَهُمْ أبداً... ياَ مَولايَ إنِّي وَقْفَتُ فِي مَقَامِي هَـذا أبتغِي رِضَا الله تَعالى بمُوالاتِي لَكُمْ والتَّوفِيقَ لِمَا دَعُوتُمْ إليهِ فَكُنْ لِي شَفِيعاً عِنْدَ اللهِ يا وَجِيهاً عِنْدَ اللهِ... اللهمَّ أتُوسَّلُ إليكَ بِحَقِ مُحَمَّدٍ وابْنَتِهِ الصدِّيقَةِ الزَهْرَاءِ وَوَصِِيهِ المُرْتَضَى وأبْنَائِهِ المَعْصُومِينَ وبِحَقِ وَلِيكَ زَيْدِ بِنْ عَلي أنْ تُصَلِّي عَلى مُحَمَّدٍ وآلٍ مُحَمَّدٍ وأنْ تَكْشُفَ كَرْبِي وَ أنْ تَقْضِي حَاجَتِي وَلا تُخَيبَ سَعيِي وَرَجَائِي مِنْ شَفَاعَةِ الأئِمَةِ الطَاهِرِينَ ٳنَّكَ أرْحَمُ الرّاحِمِينَ وصَلّى اللهُ عَلَى مُحَمَدٍ وَآلهِ الطّاهِرِينَ..

 

 

أخترنا لك
عبد الله بن جعفر(أبي المساكين) الشخصية المنسية

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة