بقلم / جريدة البلاد البحرينية
بين أيدينا دراسة متفردة في تميزها وسماتها، وهي تختلف عما كتبه المؤرخون والباحثون والمؤلفون عن قبيلة بني كعب وتاريخها، فقد سبق أن صدرت الكثير من الكتب والبحوث والرسائل والدراسات الأكاديمية ونشرت العديد من المذكرات عن تاريخ قبيلة بني كعب، وعن كيفية إنشاء الإمارة وعن المعارك التي وضعت حداً لكافة التدخلات بها من قبل الإمبراطوریات في ذلك الوقت، وتلك الكتب والدراسات تبقى مصادر معتبرة ولايمكن الاستغناء عنها لكل من يريد الخوض في دراسة تاريخ إمارة بني كعب.
شجرة العائلة ومؤسس الإمارة
وحين يقدم يوسف محمد العمير آل منصور الكعبي، مؤسس (دار بني كعب للدراسات و البحوث و التوثيق التاريخي) في دولة الكويت لهذا الكتاب، فقد عرف عنه أنه إلا كل ماهو جديد، والذي يتمتع بروح الباحث الشغوف للتاريخ المعنز بالانتماء والقبيلة، وكتابنا كان من آخر إصداراته وهو بعنوان "بنو كعب قصة هجرتهم من نجد و الحجاز".
وفق ذلك، فإن اختياره للدراسة والبحث من خلال شجرة العائلة ومؤسس إمارة بني كعب بعينه، أو بمعنى آخر دراسة الأنساب، والبحث عن النشأة والتكوين والوقوف على الأصل لتوضيح الصورة الدقيقة والموضوعية عن نسبهم، باعتبار أن هناك فرعًا أصيلًا آخر ساهم بشكلٍ أو بآخر، وشارك في إنشاء الإمارة وهم يحملون نفس اللقب وقدموا التضحيات ولهم تاريخهم السياسي، ولكنهم يختلفون مع مؤسسها في تاريخ هجرتهم للإقليم علاوة على اختلافهم في النسب إلى القبيلة، ويجتمع معهم في الشَّعب (القبيلة المتشعبة من حي واحد، وهي أكبر دائرة في الأنساب)، ونلاحظ في ذلك تكرار اسم كعب حتى عند خفاجة وعبادة وعقيل وغيرهم تيمنًا بالجد الأعلى، فتسمي معاوية (خفاجة) عقبين من أعقابها وهما كعب ذو القرح وكعب الأكبر .
في قول الشاعر توضيح حين قال:
اسمٌ صريحٌ غيرُ دْا
واسمُه معاويةُ بنُ عمرو
معاويةُ بنُ عمرو بنُ عقيل
وكعبٌ جدٌ ثالثٌ.
أصول تنحدر من سبيع
صدر كتاب (بنوكعب قصة هجرتهم من نجد والحجاز) بتمهيد وثلاث مقدمات وفصلين، بالإضافة إلى تحقيق مخطوطة، ومجموعة ملاحق وخرائط ومشجّرات وقصائد، فضلًا عن كتب تأييد بخط عدد من كبار مشايخ بني كعب ، واحتوى الفصل الأول على التعريف بنسب أمراء قبيلة بني كعب وكيف أن أصولها تنحدر من سبيع نسبًا وتاريخًا فالجذم عدنانية الجمجمة قيس عيلان، من قبائل وكذلك عمارة عامر بن صعصعة، ونسب الجد الأعلى كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمه بن خصفة بن قيس بن عيلان بن الناس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .
وردت أخطاء عديدة!
ويتناول الفصل الثاني نقد مخطوطة (تاريخ بني كعب) لعلوان الشويكي، وهو مواليد ١٨٤٣ للميلاد، وتلك المخطوطة تقع في عدة أجزاء ولم تُطبع كاملة حتى الآن ، وقد وردت فيها أخطاء عديدة، على الرغم من أهميتها لوجود بعض المعلومات المهمّة فيها، وقد تمّ تفنيد تلك الأخطاء بالبراهين القاطعة من خلال المصادر المعتبرة من كتب ووثائق و رواة، والتأكيد على سبيعية مؤسس إمارة بني كعب أحفاد الأمير محمد الدريس.
هذا ما سيجده القارئ
سيجد القارئ في ثنايا الكتاب ما يميّز هذه الدارسة بذاته ولابأس أن نلفت انتباهه لعدة نقاط منها أن البحث نادر ونوعي ويرجع، ذلك إلى أننا لانجد كتابًا اختص بالحديث على نسب مؤسس إمارة بني كعب وهو فرع من كعب سبيع، من أبناء جعدة بن كعب ، وثانيها أن الكتاب حاز إعجاباً واتفاقاً و تأييداً ومباركة من قبل أغلب مشايخ بني كعب، وقد شمل ذلك المعلومة وأسلوب الكتابة، ومتابعة الكتاب وكل ماجاء به لم يكن إلا تحت إشرافهم، وثالثها الحرص على توثيق مشجّرات نسب أبناء الأمير محمد بن الدريس، ورابعها وهو الأهم، هو التعاون بين بني عامر كافة للمشاركة في وضع هذه الدراسة المبيّنة لحيز مهم من تاريخ مشترك فيما بينهما، وكان في مقدمة العمل عبدالله بن سعد الحضبي السبيعي العامري من المملكة العربية السعودية، ومجاهد منعثر منشد الخفاجي العامري من الجمهورية العراقية، والمؤلف خالد بن الوليد النبهان الكعبي، ومؤسس دار بني كعب للدراسات والبحوث والتوثيق التاريخي يوسف محمد حسن العمير آل منصور الكعبي العامري .
مسك الختام، أن هذا الكتاب يمثل دراسة تاريخية قيّمة، ومرجع مهم من مراجع الأنساب لقبيلة عريقة أصيلة ومنبعها من جزيرة العرب، وانتشر أحفاده في جميع بلدان المعمورة بأسماء مختلفة، تارة باسم الأب الجامع، وتارة باسم القبيلة، وأخرى بأسماء مختلفه لعوائل كريمة.
