تقدمها لكم الأستاذة : رجاء حسين

======

وقف متباهيا وفي عينيه نظرة متحدية وعلى وجهه تبدو نشوة الانتصار، لم أكن أعلم في أي مجال كان انتصاره الذي جعله بهذا القدر من السعادة

قال: هكذا أنا لقد قلت له كل ما أريد وكل ما استحقه؛ ولا أدري لماذا غضب مني؟ حتى بقية الأصدقاء غضبوا مني أيضا! لا يهم، أنا الآن استراح قلبي، وهدأت نفسي، أنا متعود أقول الحق، أقول للأعور أنت أعور في عينه! أنا لا أخشى أحدا!

[نلاحظ كم مرة استخدم كلمة أنا أنا --- ]

س- ومن أخبرك أن كل حق يكون من حقك أن تعلنه؟

ج - أليس حقا؟ الساكت عن الحق شيطان أخرس

س - جميل، ولكن أي حق تراه في أن تخبر أعور بأنه أعور؟ هل هو مثلا لا يعلم أنه أعور، وحضرتك تبرعت بإخباره؟ أم أنه سألك رأيك في جمال عينيه ، فاضطررت لقول الحقيقة؟ أم أن خلقة الله تعالى لم تعجب حضرتك؟ فأحببت أن تخبره بذلك اعتراضا على حكمة الخالق؟

ج – ما كل هذا، الأمر ليس كذلك، أنا فقط أقصد - -

س - أفهم ما تقصده, أعلم أن قول الحق مهم والأهم منه هو الأسلوب الذي يقال به، والوقت الذي يقال فيه، والموقف بشكل عام؛ فلكل مقام مقال

ج – المهم قول الحق، ألم تسمعي قول الرسول : الساكت عن الحق شيطان أخرس؟

س – بلى، وسمعت أيضا قول الحبيب – صلى الله عليه وسلم - : (من نصح أخاه في السر فقد زانه، ومن نصحه في العلن فقد شانه) فالنصح له آداب

متى نتعلم آداب تقديم النصيحة؟ ثقافة احترام خصوصيات الآخرين؟ لكل منا مساحة محددة يجب احترامها وللأسف تجد البعض يقتحم تلك المساحة بلا دعوة ولا داع يتدخل في حياة غيره وكأنه المفوض السامي باسم الإنسانية يعترض على هذا وينهر ذاك، ويسخر من هذا وذاك، يحشر أنفه فيما ليس من شأنه، بحجة النصح والإرشاد للآخرين، ولو نظر قليلا في المرآة لوجد أمامه من هو في أمس الحاجة إلى نصائحه الثمينة، ولوفر جهده ووقته الثمين الذي يضيعه سدى في إزعاج غيره بحجة إصلاح شأنه؛ لمن هو أولى من الآخرين بالنصيحة، ولو راجع نفسه قليلا لأدرك أن من أبسط قواعد الكياسة ألا يتدخل فيما لا يعنيه، وأنه ليس من حقه جرح مشاعر غيره بحجة نصحه وإصلاح شأنه، عندما يقول أحدهم أنه قال كل ما يريد وأن قلبه قد هدأ واستراح بدون أن يلقي بالا لرد فعل من أمامه، أو مدى ما سببه له من ألم أو إيذاء نفسي، أو إحراج أمام الآخرين الخ فاعلم أنه وصل إلى قمة الأنانية وانعدام الذوق وتبلد المشاعر، لا تتدخل فيما لا يعنيك حتى لا تلقى مالا يرضيك، ابتعد عن حزب أصحاب الأنوف المتطاولة المتجاوزة حدودها؛ فقليل من التهذيب لن يضرك وقليل من التحكم في غريزة الفضول والتطفل لن يؤذيك

صباحكم خير وسعادة وصحة وسعة رزق وراحة بال

كل الخير هو صباحكم أصدقائي صديقاتي

غدا مع زهرة جديدة

كن كزهرة الياسمين ..عطرها يريح الأعصاب ويولد شعورا بالثقة والتفاؤل ومرآها يولد شعورا بالحب والسعادة.

صباح الخير.. بقلم/ رجاء حسين