كلمات من القلب.. الأسرة وفجوة التربية

2021/08/08

كلمات من القلب.. الأسرة وفجوة التربية

د.عائشة سلمان آل ثاني

إنَّ اختلاف الفكر والسلوك بين الأجيال في الأسرة له دورٌ في وجود المُقارنات والتحديات في التربية.

قصّة طريقة المُسترشدة تقول: ظلت أمي تقسو عليّ بتربيتها لي، ولما جاءت أختي الصغرى تحوّل كل شيء، أمي كانت شخصية عصبيّة مزاجية تضرب لأتفه سبب، لا ترحمني.

كانت تشك فيّ وفي تصرفاتي تحت شعار «أبوك أحسن الناس»، كرهت هذه الجملة من كثرة ترددها دون أن أعرف سبب ذلك.

كلمة «ممنوع، عيب، لا» من أهم الكلمات التي لا تتركها أمي حتى وهي نائمة، كل شيء «لا» من قبل أن تعرف أو تناقش، لا يوجد نقاش بل أمر وانتهى، كنت كثيرة البكاء، لا أعرف حتى غرفتي، ليست لي خصوصية فيها.

تخيلوا ماذا حدث، تغيّرت المعايير كلها، ما هو مُحرّم وممنوع و»لا»، أصبح «حاضر» و»عادي»، أختي تتمتع بحريات وامتيازات أكثر مني، لماذا؟.

أسأل نفسي كثيرًا هل أمي تحب أختي وتكرهني؟.

هل أمي تعبت من التربية؟.

هل أمي لم تعد تهتم بما يدور من حولها؟.

لا أدري لماذا تحوّلت إلى شخص لطيف ووديع مع أختي؟.

أصبحت أكره كل شيء يتعلق بالطفلة المُدللة وما تريد، لا أحب أن أشاركها شيئًا، ولكن لا أتكلم، قررت أن أواجه أمي وأن أقول لها كل ما يدور في ذهني ويحسه قلبي، استجمعت فتات نفسي الحزينة وطلبت موعدًا للحديث معها، ردّت لماذا «خير»؟ ماذا فعلتِ من مصايب أنا لست فاضية لك، أنت كبيرة، لم تسمع ولم تناقش، قررت أن تغلق الباب من أول طرقة، أصررت على أن أتحدّث معها، كانت غير مستعدة لحوار أو نقاش ولكن جاءت على نفسها وجلست «خير»، سألتها بهدوء لماذا أختي غير؟ لماذا أنا لم أعش ما تعيشه وتتمتع به هي؟.

نظرت إليّ وقالت: أنا أحبكِ أنت أيضًا، أنت ابنتي،

قلت لها: لم أشعر بهذا الحب وأنا الآن في العقد الثالث من العمر.

بطاقة إرشادية

لا تفرّق بين أبنائك، ستفقدهم وستندم على أنك كنت أساس تفرقتهم وكرههم لبعضهم، لكل جيل مذاقه الخاص وأسلوبه في التربية، ثقف نفسك ولا تظلم نفسك وأبناءك بحجة أنهم أصغر والحياة تغيّرت.

أخترنا لك
الفياض: لدينا توجه بإنشاء مستشفيات ذات 400 سرير للمصابين بكورونا

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة