تنجز وزارة السياحة والآثار المصرية، اليوم (الأربعاء)، ترميم
الرفرف الخشبي المُجدد بقبّة الفوارة بجامع السلطان حسن، بعد سقوط
أجزاء منه قبل عدة أيام.
وقال الدكتور أسامة طلعت، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية
واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، في بيان صحافي، أمس، إن «أعمال
الترميم تجري على قدم وساق لإعادة الجزء الذي سقط، يوم الجمعة
الماضي، من الرفرف إلى ما كان عليه، على أن تنتهي جميع الأعمال
اليوم (الأربعاء)»، مؤكداً أن القبَّة النادرة والجامع في حالة
جيدة من الحفظ، وأن الجزء الذي سقط ليس هو الأثري الأصلي أو جزءاً
منه؛ فهو مُجدد، حيث قامت لجنة حفظ الآثار العربية باستبدال
الرفرف الأثري المتهالك واستخدام آخَر حديث، وهو الموجود حالياً
في المسجد، الذي سقط بفعل عوامل التقادم والتعرية.
وشرع السلطان الناصر حسن بن الناصر محمد بن قلاوون، في بناء
الجامع الضخم، الذي يعتبره آثاريون أكبر بناء إسلامي أثري، عام
757هـ، وانتهى بناء الجزء الأكبر منه عام 762هـ. واستمر العمل حتى
بعد وفاة السلطان حسن عام 764هـ.
وبُني الجامع على طراز المساجد الإسلامية المكونة من صحن أوسط
مكشوف تحيط به أربعة إيوانات، أكبرها إيوان القبلة، وتتوسطه قبة
وضوء تغطيها قبة محمولة على ثمانية أعمدة رخامية.
وأعلنت وزارة السياحة والآثار، يوم الجمعة الماضي، سقوط جزء من
الرفرف الخشبي الحديث لقبة الفوارة بجامع السلطان حسن، قبل أن يتم
تشكيل فريق متخصص من مرمِّمي المجلس الأعلى للآثار للبدء الفوري
في أعمال الترميم والصيانة لإعادته إلى ما كان عليه.
ويُعد المسجد من أبرز آثار القاهرة التاريخية، وإحدى أهم وجهات
السائحين وكبار الزائرين؛ فقد حرص الرئيس الأميركي باراك أوباما،
ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون، على زيارة المسجد خلال عام
2009.
وتحدث المؤرخ الفرنسي آدم فرنسوا جومار في كتاب «وصف مصر» عن مسجد
ومدرسة السلطان حسن قائلاً: «إنه من أجمل مباني القاهرة والإسلام،
ويستحق أن يكون في المرتبة الأولى للعمارة العربية بفضل قبته
العالية، وارتفاع مئذنته، وعظم اتساعه وفخامة وكثرة زخارفه».
ووصفه الرحالة المغربي الورتلاني بأنه «مسجد لا ثاني له في مصر
ولا غيرها من البلاد في فخامة البناء ونباهته».
ووفق خبراء ترميم، فإن تعرُّض القطع الخشبية الأثرية للضوء
والرطوبة معاً من دون حماية يجعلها جاذبة للحشرات، التي تتغذى
بدورها على الخشب، بجانب الغراء الحيواني المستخدَم في عمليات
اللصق، وتُعد عمليات ترميم الأخشاب من أصعب عمليات الترميم
الأثري.
وفي حالة العثور على قطع خشبية أثرية تعاني من التلف، فإنه ينبغي
أولاً توثيق القطعة علمياً، وجمع كل المعلومات عنها، والمواد
الكيميائية والعضوية المكونة منها، وظروف عملية اكتشافها، فضلاً
عن إجراء فحوص كاملة لمركباتها وألوانها، وذلك قبل الشروع في
عمليات الترميم.
بعد سقوط أجزاء غير أثرية منها
القاهرة: عبد الفتاح فرج