إيمان آل إسحاق
يدافع إخواننا المُجاهدون عن الأقصى الجريح المُدنس بالاحتلال الظالم المُغتصب، إن هناك أسودًا من المرابطين المقدسيين ورجال الكرامة والشرف والعز والشموخ لن يتوقفوا عن الدفاع عن حقوقهم الإنسانية في أرضهم، هم الأسود وهم شرف الأمة الإسلامية والعربية المترنحة المذبذبة.
كأننا في فيلم مشوق، نرى الخسائر ودماء الشهداء والمساكن المهدمة والأشلاء الممزقة المليئة بكل الطرقات والضواحي والطفولة المُغتصبة والمحرومة من أبسط حقوقها الأمن والهدوء وحق اللعب، لكن ما يسطره هؤلاء الرجال، يعيدنا لزمن صلاح الدين وعمر المختار، نقولها سلمت أيديكم وثبتكم ربي على الحق، والله وملائكته وجنوده معكم، صواريخ «كتائب القسام» و«سرايا القدس» والمظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات في الضفة الغربية والداخل الفلسطيني وبلدان الشتات، وكل وقفة من العالم أجمع، يهتفون الآن بالحق الفلسطيني، بالأرض والسلام والأمن وحق الحياة المسلوب، يا الله، كأننا نعيش ملحمة بطولية نتمنى أن نرى المزيد منها حتى يخرج المغتصب من فلسطين، وتعود حرة أبيّة وتنظف من تدنيس الصهاينة المُغتصبين السفاحين المتعطشين للدماء.
لا يخفى على الحميع تصرفات إسرائيل بطموح قيادتها الجنونية في «إسكات» الفلسطينيين وإسكات العالم أيضًا، فأحد الأهداف التي قامت طائراتها البائسة بقصفها، ثلاثة مبانٍ تضم أكثر من 14 قناة إعلامية، كان بينها «برج الجلاء» الذي كان يضم مكاتب لوسائل الإعلام العالمية، حيث دمّر مكاتب وكالة الأنباء الأمريكية أسوشيتدبرس، التي قالت إن موظفيها «تجنبوا الموت بصعوبة» وإن «العالم لن يعرف الكثير مما يحدث في غزة بسبب ما حصل» وهو ما تعرضت له مكاتب قناة «الجزيرة» التي كانت موجودة في المبنى ذاته، التي اعتبرت تدمير مكاتبها «جريمة حرب»، وننتقل لقصف مبنى الهلال الأحمر القطري، إن هذا الإجرام لا يوجد سوى بالصهاينة المغتصبين. ولا ننسى تواطؤ واستهداف وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك قبل بدء إطلاق الصواريخ في غزة، حيث إن مواقع فيسبوك وتويتر وانستجرام حذفت حسابات على خلفية أنشطتها في تغطية أحداث القدس، وهي فعاليات احتجاج سلميّة، لكن العزائم والهمم جبارة، فهنا نجد العرب الأحرار ومعهم العديد من نشطاء العالم بمختلف جنسياتهم ودياناتهم يهتفون بالحق الفلسطيني، وهنا نجد «فيسبوك» يعتذر، وسنرى المزيد، ونفرح كل يوم بأن الحق يظهر وينتشر رغم محاولات الذباب المُطبع والمتصهينين.
إن الكيان الصهيوني البغيض يمتلك السلطة والجيش الدموي الإسرائيلي، واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية لديه القدرة والتمكن من مسؤولي تلك المنصات الاجتماعية، وبالتالي يظهر العداء للمحتوى الفلسطيني، حتى عندما يعرض أنشطة احتجاج سلميّة، مع بدء الغارات الهمجية البربرية الإسرائيلية قام وزير الحرب والقضاء الإسرائيلي بلقاء إدارات عدد من منصات التواصل الاجتماعي بمحاولة من تل أبيب لفرض هيمنتها على منصات التواصل، وقد تابع المرصد حصول انتهاكات بحق المحتوى الرقمي الفلسطيني بعد ساعات فقط من اجتماع غانتس مع إدارات بعض تلك المنصات. إن تيك توك منتدى متميز للتعبير عن هذا المحتوى الفلسطيني، ومن المؤسف أن يتأثر الموقع الصيني الشهير بضغوط وزير الحرب الإسرائيلي، أو يقبل بوجهة النظر الإسرائيلية الرسمية على حساب وجهة النظر الفلسطينية.
همسة أخيرة: صوت الحق عالٍ ومُدوٍ بصواريخ الرجال، ووصل الرعب بالصهاينة وهددهم وزلزل الأرض تحتهم وأقضّ مضاجعهم، وجعلهم كالجراد والفئران يختبئون بالملاجئ خائفين يبكون، يا الله، كم هي فرحة تستحق الدعاء للأبطال والرجال الفلسطينيين المقاومين بالثبات، ونقول لن نسكت ولن يصمت العالم هذه المرة، فرائحة العنصرية المتصهينة القذرة قد فاحت، والعالم أجمع يشهد، ولن تكتموا وتمنعوا الناشطين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية والمنتقدين للعدوانية الإسرائيلية الفجة، فالفجور في العدوان والاستماتة في إسكات الأصوات المناهضة لإسرائيل سيخلقان ردود فعل معاكسة، بدأنا نرى آثارها في الصحافة العالمية، كما في وسائل التواصل، بل ونرى ابتكارات من الشباب والأطفال تذهلنا ونعود ونقول: «صامدون وعن الأقصى دومًا مدافعون» وفي سبيل نصرة فلسطين والشهداء لن نتهاون ولن نتعب ولن نملّ، قضيتنا العربية سندافع عنك بكل ما نملك، نحن معكم وربي ناصركم.