في هذه الحياة التي نعيشها يحدث الكثير من أحداثها التي لا تنتهي، فأحداثها مستمرة إلى ما لا نهاية، نرى الكثير من القضايا، من مواضيع، من رسائل، تُطرح مبادرات، من كلمات، من تعابير، كل هذا وأكثر نراه بالمجتمع، نرى من يريد أن يوصّل رسالته، نرى من يريد أن يجعل صوته مسموعًا، من يريد أن يؤثر في الآخرين، نرى الكثير من المواضيع المهمة في مختلف الأمور التي أصبحت سهلة في إيصالها للطرف الآخر من خلال منصات التواصل الاجتماعي، التي أصبحت الآن شيئًا أساسيًا لكل فرد، هذه المنصات أصبحت سلاحًا لكل شخص، وإن هذا السلاح الفتاك أقوى من الأسلحة الحقيقية، فمن خلاله تستطيع أن تطرح رسالتك وترى مواضيع في غاية الأهمية، وأنت بمكانك أصبحت هذه المنصات هي التي تغيّر العالم بأسره وترى ما وراء الكواليس من خلال هذه الشاشة الصغيرة، فإذا كنت تريد إيصال فكرتك أو رسالتك فهذه المنصات المجانية سوف توصلك للجميع،
ولكن قبل كل هذا ياصاحب الرسالة أو القضية أو المبادرة عليك أن تعلم شيئًا، عندما تريد أن تطرح شيئًا اطرحه بكل احترام، بكل هدوء، اجعل طرحك للشيء بكل بساطة، وضع بعين الاعتبار أنه عندما تضع سواء رسالة أو قضية مهمة أو مبادرة بمنصات التواصل الاجتماعي، لا يجب عليّ اتباع رسالتك كل الاتباع، بمعنى أنه في بعض الأحيان الخروج عن الطريق قليلًا ليس عيبًا، ليس حرامًا، فعندما أرى هذه الرسالة أو القضية وأستمع إليها وأؤمن بها وأحققها ولكن أخرج عنها قليلًا، عندما أرى ما تضعه بصفحتك وأتأثر وأطبقها ولكن أخرج عنها قليلًا تحكم عليّ أنني شخص سيّئ، هذا ليس من حقك، فالخروج عن السرب قليلًا لا يجعل الشخص سيئًا، لا يجعله شخصًا ليس لديه مبادئ، لا يجعله شخصًا لا يتأثر برسالتك، لا يجعله شخصًا بلا أخلاق أو دين، أنت الذي تحكم ليس من حقك أن تقرر أنه لا يشعر أو لا يصلح لمجرد خروجه عن السرب قليلًا، عندما تقرر أن تطرح رسالة أو توجد قضية مهمة، عليك فقط أن تطرحها بأسلوب يليق وبعدها الطرف الآخر هو الذي يرى إذا كانت رسالتك مهمة أو لا، أو إذا كانت القضية مهمة ويضعها بعين الاعتبار، ويعمل بها، وإن عمل بها بنسبة بسيطة المهم أنه عمل وأخذ بها من داخله وحاول،
وللعلم إن وسائل التواصل الاجتماعي قد تكون أحيانًا أداة للتمويه بمعنى أنه من الممكن أن أضع على حسابي قضية أو رسالة أو مبادرة مهمة كل يوم، وأجعل المتابعين، يظنون أنني أدعم هذه المبادرة أو القضية أو الرسالة، وفي الأصل أنا لا أعرف شيئًا عن هذه الرسالة المطروحة ولا أؤيدها ولا حتى متعاطفة -ولو بالبسيط- هدفي أنني أبيّن للجميع أنني مهتم ومتأثر وأنا بالحقيقة لا أهتم مجرد أريد أن أكسب الجمهور وأغشّهم وأيضًا في كثير من الأحيان أكون قد سمعت وشاهدت رسالتك أو القضية أو المبادرة المطروحة، ولا أضع شيئًا على حسابي والجميع يظن أنني بلا إحساس، أو معدوم الضمير، وليس لدي أخلاق ، ويتم الهجوم عليّ لمجرد أنني لم أضع شيئًا على حسابي بوسائل التواصل الاجتماعي.
بالأخير -للأسف- المظاهر في وسائل التواصل الاجتماعي وخداع الآخرين لجعل الغير يرى أنك مهتم، ومتأثر وداعم لرسالتك هم أصبحوا المهمّين والأقرب للقلب وخروجك عن السّرب قليلًا يجعلك سيئًا وبلا أخلاق أو ضمير، ويضعونك بالقائمة السوداء.
لتكون داعمًا لرسالة أو قضية مطروحة، عليك أن تؤمن بها من القلب أو لا، لتظهر بشكل حقيقي، وإن خرجت عن السّرب قليلًا ففي النهاية أنت تحاول وأيضًا لا تنس أنك بشر فكن حقيقيًا ولا تكن متصنعًا.