كريم جبار الناصري
البوابة 13 رواية ( لعلاء الوردي) تأخذنا لهواجس الحب ومتعة السفر والثورة ، فقد تطرح الشخصية الرئيسة ( سيف ) فكرة السفر الى بلد مجاور ( إيران ) لغرض السياحة والاستجمام وهو الخارج من علاقة حب مع زميلة في الكلية وفقدان أحد الأصدقاء في فوضى الطائفية التي مر بها البلد وهنا اليوم فوضى الدولة حيث أحرار تشرين رابضون في ساحة التحرير مطالبين بتغيير الوضع العام من فساد إداري وسرقات خيرات البلد …
سفر وثورة
فبعد أن يطرح فكرة السفر لنفسه في غرفته وباستذكار حديث مع صديقه ( جواد ) عن الفكرة الذي كان يرغب السفر برفقته ولكن ( جواد ) يرفض السفر وخاصة يعاني من فقد والدته (رسخت مخيلتي في فكرة السفر ….) ص 9 وص 11 (هو يعتذر مني بعدم السفر معي لأسباب يعرفها ) وحديثه معه عن هم الوطن و معنى الثورة ( ياصديقي الغالي ( جواد ) قبل أن اذهب عنك ممكن تعطيني لي مفهومك عن الثورة ) ص . 13 ويبدأ الحديث عن الثورة والثوار والفساد والسرقات ومضامين الثورة حسب مفهوم صديقه وهو وإمكانية تحقيق أهداف الشعوب واستذكار ثورات التاريخ ومنها الفرنسية ومقارنتها بثورة تشرين في البلد ( فأين تلك القيادات من ثورتنا أو قل من ثورة الشباب العفوية ثورة تشرين أين وحدة المنهاج أين النظام لداخلي أين القيادات المركزية ….) ص . 16 إضافة رفض فكرة السفر من الأسرة ( كانت أمي ومعها أبي معارضين لفكرة السفر هذه …) ص26 . ولكنه يقرر السفر ( وفي ليلة من ليالي مطلع شهر شباط لسنة 2020 قررت أن أسافر الى ايران لغرض السياحة والسفر والتمتع بمنظارها الخلابة …..) ص20 وتبدا رحـــلته من مطار بغداد عبر البوابة 13 الرحلة …351
هواجس الحب
تبدأ رحلة هواجس الحب بعد مشاهدته فتاة ذات الجمال الخلاق( يا الهي ماهذا الجمال سبحانك اللهم ..) ص 24 يتعرف على الفتاة (نرجس) وأمها ويهيم بحبها وخاصة بعد الأحاديث التي بات في الطائرة وخاصة بعد إن عرف بأنهم عائلة مهجرة – أم عراقية وأب أيراني -( القصة ذو شجون يا ولدي أنا من عائلة عراقية معروفة وميسورة الحال تم تهجيرنا . ….) ص 29 وضمن السياق يأخذنا الراوي( سيف ) في حديث للروح وهواجسه عن الحب وهذا مابينه في ص 41 و 47 وبتـــــــناصاته باختيارات من قصائد الشعر للشاعر محمد إقبـــــــــال وحافظ الشيرازي ص ..95
معالم مدينة وجائحة
ومن ثم يأخذنا الى رحلة متعة السفر ونيته في بيان معالم المدينة أصفهان وصف المدينة ومعالمها التاريخية( حيث وصفت القصر الملكي والميدان ذا الأربعين عمودا …..) ص31 لا ..ليس السياحة الدينية بل سوف اتوجه لشمال إيران ومناظرها الطبيعية الساحرة ….) ص 34 وبعد وصله الى مدينة مشهد وهناك يبدأ حدث انتشار الجائحة ( انتبهت لحالة معينة يبدو أنها طاغية على الشارع ألمشهدي …… فاغلب الناس رجالا ونساء تغطي وجوههم الكمامات ) ص 47 وبعد يخبره عامل المول( إن في قم بدا يظهر وباء معدي والناس خائفة منه ..) ص 48 وتنقله هواجسه إلى بلده وبغداد وحنين الأم والأسرة ( ولدي حافظ على نفسك وأنت بديار الغربة ثم إن هناك أخبار مزعجة …..) ص 54وفي خضم أحداث انتشار الجائحة ومصير حبيبته واللقاء بها وشكوك صديقتها (فاطمة) بنظرتها المتعصية على العراقي وهذا ناتج عن فهم خاطئ قد يكون اقترفته الحكومات في شن حرب الدوليتين وانعكس على مواطنيها …
العودة والبوابة 13
يأخذنا مرة أخرى الى عالم المدن وسحره بها وكذلك علاقته بحبيبته (نرجس ) واتصالاته بأصدقائه وأخيه (زيد) ليطمئن على أوضاعهم وخصوصا بعد إخفاء أمر وفاة والده وفقدان صديقه (جواد ) وبعد قرار الرجوع للبيت في المطار( والعودة من بوابة 13 الرحلة 513 ) ص 202 وهنا طرح وتلاعب ذكي في الذهاب والإياب حيث كانت مغادرته من بغداد نفس رقم البوابة وباختلاف رقم الرحلة حيث كانت 351 وكذلك في اختير عدد فصول الرواية الثلاث عشر التي لها بعد وتأثير عند الإنسان ، فهنا الأرقام تأخذ بعد قدري أو دلالة رمز على التشاؤم حيث معتقدات وتقاليد البعض ونرى هذا في مضامين الرواية وأحادثها وكان أخيرا الوداع الحزين له ومن نرجس وأمها وهواجسه البقاء في إيران من اجلها بعد إن عرف أنها مصابة نتيجة عملها في الطب ومن ثم موتها في دلالة اتصاله الأخير …
شخصية (سيف ) في الرواية جالت في عالم السياحة بين رحلة متعة وحب وثورة شعب بقت مفتوحة الأفق وقد كان طر ح السرد بصوت واحد رغم تعدد الشخصيات فكانت الرواية حسب رؤيتي سيرة ذاتية للروائي وخاصة في طرح أفكاره الفلسفية والتنويرية والمعروف بطرحها في التجمعات الأدبية والثقافية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة وبرغم ذلك جميل جدا أن تبشرنا الرواية بولادة روائي قد يكون متمكن من أداته ومسك خيوط روايات أبدعية مستقبلا …