الشباب_ولغة_السوشيال_ميديا بقلم : شاهيناز لفقي

2020/01/29

الشباب_ولغة_السوشيال_ميديا

بقلم : شاهيناز لفقي

الشباب هم بناة الأوطان ولا يمكن أن نتخيل وطن قوي ينهض ويتقدم بغير سواعد الشباب،  والشباب في كل زمن له لغته الخاصة وأفكاره المتمردة على القوالب الجامدة.

 الشباب يعني الحماس والرغبة في التغيير وعدم الاستكانة للأمر الواقع، وقد أصبح للشباب لغة خاصة بهم وهي لغة العصر.. السوشيال ميديا (مواقع التواصل الاجتماعي)، ويكفي أن نعرف أن في مصر وحدها حوالي 40 مليون مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي لندرك أهميتها وقدرتها على التأثير في المجتمع والنهوض بالوطن، لم تعد السوشيال ميديا فائضًا عن الحاجة أو ترفًا وإنما أصبحت فاعلة في كل المجالات. 

من خلال وسائل التواصل يستطيع الشباب نقل أفكاره وابداعه والتواصل مع العالم الخارجي وتقديم مبادرات وأفكار جديدة ونشر الوعي الثقافي والسياسي.

والعديد من الدراسات الحديثة تؤكد أن السوشيال ميديا لها تأثير كبير على نمو الاعمال وتحسين صورة المؤسسات ولها دور في بدء مشاريع جديدة والتسويق لها وجذب العملاء لهذه المشاريع.

ويمكن أن نقيس أهمية مواقع التواصل على كافة المجالات حتى المبادرات الإنسانية والثقافية وغيرها.

 للسوشيال ميديا أيضا دور وتأثير مجتمعي كبير من خلال الإشارة للسلبيات وإحداث ضغط مجتمعي لتغييرها وبالفعل هناك بعض الصفحات والمواقع التي تقوم بذلك الدور على نطاق ضيق.

وكما أن لكل شيء جوانب إيجابية و أخرى سلبية فينبغي علينا جميعًا وبصفة خاصة الشباب أن ينتبه للأثار السلبية لوسائل التواصل.  فيمكن من خلال شائعة أو نشر خبر غير دقيق إحداث فتنة أو بلبلة  والتأثير على السياحة أو الاقتصاد ونرى إن شائعة واحدة ممكن تسبب خسائر هائلة في البورصة، فاصبح ممكنًا من خلال ضغطة زر تهديد استقرار وطن.

  ومن ضمن الأثار السلبية التي يجب الالتفات لها بشدة هو التغيير في شكل المجتمع ، فقد فرضت مواقع التواصل الاجتماعي علينا العزلة و تحول الأمر من تواصل اجتماعي لانعزال اجتماعي وكل مستخدم  يكتفي بالعالم  الافتراضي الذي يعيش فيه و ينفصل عن  العالم الواقعي. وأعتقد معظمنا يشعر بالتأثير المدمر للسوشيال ميديا على الأسرة وقد تحولت منازلنا لجزر منعزلة.

وعلى جيل الكبار  أيضًا أن يعترف بالتغيير ويقبله لأن التغيير سنة كونية، وأن يبني جسر من التفاهم والتواصل مع الشباب ليستفيد  من الخبرة الطويلة لدى جيل الكبار،  ويستفيد الوطن من أفكار الشباب التي تناسب زمنهم ومن امكاناتهم الهائلة لتحقيق وتنفيذ هذه الأفكار وبما يملكونه من أدوات تختلف عما ألفناه نحن.

وأذكر هنا مقولة نسبت خطأ للإمام علي وهي (لا تكرهوا أولادكم على أثاركم فإنهم مخلوقين لزمان غير زمانكم) ورغم نسبها الخطأ إلا إنها صحيحة المعنى فلكل زمن لغة وأدوات  خاصة به.

بقلم : شاهيناز_الفقي


أخترنا لك
مؤسسة "س" للثقافة والإبداع تعلن 3 مشاريع فنية جديدة أون لاين

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة