سنوات التحدي‮ ‬والإصرار في‮ ‬حياة إعلامي

2020/12/21

زيد الحلّي

مثل ألة الزمن‮ ‬،‮ ‬عاد بيّ‮ ‬زميلي‮ ‬وصديقي‮ ‬رياض عبد الكريم‮ ‬،‮ ‬في‮ ‬كتابه الاثير الذي‮ ‬صدر مؤخرا بعنوان‮ ( ‬سنوات التحدي‮ ‬والاصرار‮ ) ‬الى نحو خمسة عقود‮ ... ‬نعم‮ ‬،‮ ‬فأن السنوات التي‮ ‬يبحر فيها الكتاب‮ ‬،‮ ‬تعود الى نهايات ستينيات القرن المنصرم‮ ‬،‮ ‬وبداية العام سبعين من ذات القرن‮ ‬،‮ ‬انها سنوات ضمت بين اجنحتها‮ ‬،‮ ‬اسماء زملاء واصدقاء‮ ‬،‮ ‬اعطت الكثير من ابداعاتها‮ ‬،‮ ‬واثمرت بذورها‮ ‬،‮ ‬حصيلة من البهاء الثقافي‮ ‬على كافة الصعد‮ ‬،‮ ‬لاسيما في‮ ‬مجال الشعر والفن التشكيلي‮ ‬والصحافة والادب عموما‮ ..‬
ساح بيّ‮ ‬الزميل‮ ( ‬ابو طيبة‮ ) ‬الى بدايات طفولته في‮ ‬الناصرية‮ ‬،‮ ‬مدينة الثقافة‮  ‬الغافية بين نخيل الجنوب‮ ‬،‮ ‬سارداً‮ ‬،‮ ‬سيرته من الطفولة متحدثًا عن محطات مهمة في‮ ‬تاريخ مدينته وعائلته‮ ‬،‮ ‬وكواليس من دهاليز حياته اللاحقة‮ ‬،‮ ‬في‮ ‬دنيا السياسة والثقافة،‮ ‬والصحافة‮ ‬،‮ ‬وكيف كان شاهدا على أحداث بالغة الأهمية،‮ ‬شارحا علاقة اسرته بالكاتب الكبير عزيز السيد جاسم‮ ‬،‮ ‬ذاكرا العديد من صور النباهة ليافع‮ ‬يهوى الاعلام من خلال نشاطاته في‮ ‬المدرسة الابتدائية‮ ‬،‮ ‬وبعد الانتهاء من دراسته الاعدادية‮ ‬،‮ ‬اتجه لإكمال مشواره‮  ‬الجامعي‮ ‬في‮ ‬قسم الصحافة بكلية الآداب في‮ ‬العام‮ ‬1970  ودخوله‮  ‬مبكرا‮ ‬،معترك الحياة العملية بالترافق مع سنوات دراسته‮ ‬،‮ ‬من خلال عمله الاولي‮ ‬بأقسام الارشيف في‮ ‬بعض المطبوعات‮ ‬،‮ ‬ثم في‮ ‬فروع الصحافة الاخرى كالتحرير وكتابة الاخبار‮ ‬،‮ ‬وفي‮ ‬اثناء ذلك‮ ‬،‮ ‬وجد نفسه في‮ ‬المجال الذي‮ ‬يعشقه‮ ‬،‮ ‬وهو التصميم الصحفي‮ ‬،‮ ‬والعمل الطباعي‮ ‬فبرع بهما‮  ‬،‮ ‬واصبح احد اساطينهما في‮ ‬العراق‮ ..‬وخلال سرده الجميل‮ ‬،‮ ‬تحدث بود ونقاء‮ ‬،‮ ‬عن الشخصيات التي‮ ‬مر عليها‮ ‬،‮ ‬والتي‮ ‬مرت عليه‮ ‬،‮ ‬مشيرا الى مواقفهم الكبيرة في‮ ‬حياته‮ ‬،‮ ‬ودعمهم له‮  ‬،‮ ‬وهم كُثر‮ ‬،‮ ‬جاء على اسمائهم‮ ‬،‮ ‬بمحبة جزلى‮ ‬،‮ ‬واهمهم‮  ‬الاستاذ عزيز السيد جاسم‮ ‬،‮ ‬والروائي‮ ‬والكاتب عبد الرحمن منيف‮ ‬،‮ ‬وجاسم المطير‮ ‬،‮ ‬وزهير الدجيلي‮ ‬،‮ ‬ود‮. ‬محسن الموسوي‮ ‬وعشرات‮ ‬غيرهم‮ ‬،‮ ‬وهو موقف نبيل‮ ‬يُشكر عليه كاتب المذكرات‮ ‬،‮ ‬لأنه دلالة على نكران الذات‮ ‬،‮ ‬وايمان راسخ بان قلب المرء‮ ‬يجب‮  ‬ينشر عبير الشكر والوفاء والعرفان لكل من عاونه بما وصل إليه من طموح‮ ‬،‮ ‬مؤكدا ان نجاحه كان ثمرة العمل المشترك بروح الجماعة‮ .. ‬كلماته في‮ ‬هذا الصدد وجدتها‮ ‬،‮ ‬نابعة من براعم الياسمين ومفعمة بشلالات من الأحاسيس،‮ ‬تتألق على سطور صفحات من الأوراق البيضاء برقص دائم بحب الاخرين لا‮ ‬يعرف الانتهاء‮ . ‬وحين انتهيت‮ ‬،‮ ‬من قراءة كتاب العزيز رياض عبد الكريم‮ ‬،‮ ‬تيقنت ان الماضي‮ ‬أشبه ببركان خامد‮ ‬،‮ ‬نستوطن قمته وسفوحه بيقين جازم‮ ‬،‮ ‬من تكلس حممه‮ ‬،‮ ‬وقبل أن نطمئن في‮ ‬جلوسنا‮ ‬،‮ ‬يثور فجأة‮ ‬،‮ ‬فيغرقنا او‮ ‬يحرقنا كما فعل في‮ ‬ثورته‮ ... ‬الأولى‮ ‬،‮  ‬وان الموهبة تصبح عمياء‮ ‬،‮ ‬اذا لم‮ ‬يصقلها المرء بالقراءة المعمقة الطويلة اولاً‮ ‬،‮ ‬ثم الاستقراء‮ ‬،‮ ‬ومن ثم الكتابة‮ ‬،‮ ‬ثم التجربة وعند ذلك‮ ‬يزدهر الابداع لأن الينبوع كان اصيلاً‮ ‬،‮ ‬امتزجت فيه الموهبة والاطلاع‮ ..‬مذكرات‮ ( ‬ابو طيبة‮ ) ‬تمثل أغنية جميلة‮ ‬،‮ ‬أو صورة،‮ ‬كفيلة بكسر روتين الحياة وتكوين لوحة مشرقة‮ ‬،‮ ‬وفرح‮ ‬يملأ العين والأصــــــابع واللسان والقلب‮. ‬إنها بمــــــثابة رسالة حب إلى عالم جمـــــيل مضى‮ . ‬ولـــن‮ ‬يعود‮ !‬

أخترنا لك
الصحة العراقية تعلن إرتفاع الإصابات بكورونا والقضاء يتوعّد مخالفي الحظر بعقوبات صارمة

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة