بغداد -
الزمان
ضمن جهوده البحثية ومتابعته للشأنين المحلي والدولي، اصدر ملتقى
بحر العلوم للحوار كتابا جديدا بعنوان (العراق واستراتيجيات دول
الجوار والعالم) ضم حوارات سبق للمتلقى ان اجراها مع سفراء الدول
وأسهم في توسيع مجالاتها عدد من النخب العراقية. ويغطي
الكتاب، الذي هو بمثابة موسوعة لا غنى لاي باحث في الشأن
السياسي والدبلوماسي، الموسم الثالث للسنوات 2017 – 2019
، وقد اعدها للنشر وقدم لها الدكتور ابراهيم بحر العلوم. وبرغم
ان بحر العلوم يشير في المقدمة الى جهود ساندة له قدم لها الشكر
والتقدير، فان محتوى الكتاب كشف جهوده العلمية وصياغته العميقة
وتنوع وجهات النظر التي عرضها وزخم الموضوعات التي تطرق اليها.
ويبدو ان الهدف الاساس من وراء اقامة الملتقيات للسنوات المذكورة هو
فتح قنوات الحوار بين سفراء دول الجوار او المجتمع الدولي
المعتمدين في بغداد والنخب السياسية والثقافية والحقوقية
العراقية، املا في التعرف على العقبات والمشتركات في العلاقات
الثنائية وسبل تعزيز المساحات المتعلقة بالمصالح الثنائية
والمشتركة.
وجوه دبلوماسية
واذا جاز التشبيه، فان هذه العملية تشكل وجهاً من وجوه
الدبلوماسية الشعبية او اللاتقليدية، التي يتعين ان يشجع
السفراء اعتمادها وتعميق فرائدها واتاحة المجالات لانجاح جهود
تثبيتها في القضاء الدولي، ذلك انها (ارضية تساعد في صياغة
رؤية اولية في اطار نظرية النسغ الصاعد لتحديد ملامح علاقة
الدول مع العراق وبالعكس). واشار المؤلف في مقدمة الكتاب الى ان
الملتقيات مشروع مساهمة تتجاوز المألوف في رسم مسارات تستمد زخمها
من الوعي المجتمعي نحو تعزيز العلاقات بين الشعوب والحكومات
لتوفير الامن والاستقرار.
وفي ضوء هذه الحقيقة فان نجاح السفير في بلد الاعتماد يخضع
الى المساحة التي يستطيع توفيرها لتحرك بلاده داخل العقل الجمعي
او المجتمعي، بحيث تتقدم آفاقها ويتحقق بفضلها المراد من وجوده
في مهماته الدبلوماسية. ويؤكد المؤلف في كلمة اخيرة ختم بها
مقدمة الكتاب الذي يقع فصلين رئيسين تفرعت عنهما سلسلة من المحاور
والعناوين تمتد لنحو 320 صفحة، مع ملحق يلخص محتــوى بعض
الفصول باللغة الانكليزية، (ان المصالح ستبقى حاكمة بين
الشعــــوب والحكومات، وما لم يتم التصدي الجاد لاستثمار كافة
الموارد الحيوية لكل بلد في تلبية احتيـاجاته الداخلية وجيرانه،
فيصعب تفعيل عوامل الزعزعة وعدم الاستقرار).