{مع قهوة يوم الجمعة}
بقلم الأستاذة : رجاء حسين
{أنا البحر}
======
ويتجدد اللقاء الأسبوعي معكم أصدقائي ------ صديقاتي ودعوة كريمة مع:
[قهوة يوم الجمعة]
===========
عزيزي القارئ – اقرأ هذا المقال!
===========
أنا البحر في أحشائه الدر كامن ...فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسني ...ومنكم وإن عــــز الـــدواء أساتي
فـــلا تــكِـــلوني للزمــان فإنني ... أخاف عليكم أن تحين وفـاتي
أرى لــرجال الغــرب عــزًا ومنعة ... وكم عز أقوام بعز لغــات
وبعد مرور عشرات السنين على إبداع شاعرنا الكبير على لسان اللغة العربية
تُرى هل اهتم أحدنا فعلا بسؤال الغواص عما بها من لآلئ وكنوز؟
في المقال السابق توقفنا المشكلة الأساسية بالنسبة للأطفال فيما يتعلق بتعلمهم اللغة العربية:
{{إذن بالنسبة للأطفال الصغار فإن المشكلة بالدرجة الأولى تكمن في الآباء والأمهات؛ عندما يتحدثون باهتمام عن دقة اختيارهم لمدرسة بعينها لأطفالهم، وعند السؤال عن سبب اختيار مدرسة بعينها تجد الرد بدون أي تردد: لأن أهم ما يميز هذه المدرسة أنهم لا ينطقون أية كلمة باللغة العربية في التعامل فيما بينهم؛ وبالتالي يعتاد الطفل التحدث باللغة الأجنبية! والأدهى من ذلك أنهم ينصحون الأم بأن تحدث الطفل في البيت باللغة الأجنبية بقدر المستطاع!
وبهذا تكتمل أركان الجريمة المرتكبة بكامل الإرادة والرغبة والسعادة أحيانا؛ وبلا أي إحساس بالذنب أو الخزي من هذا التعامل المهين للغة شرفها الله تعالى على سائر اللغات ولكن للحديث بقية}}
وبهذا تكتمل أركان الجريمة المرتكبة بكامل الإرادة والرغبة والسعادة أحيانا؛ وبلا أي إحساس بالذنب أو الخزي من هذا التعامل المهين للغة شرفها الله تعالى على سائر اللغات ولكن للحديث بقية
وبقية الحديث: أن الطفل يعتاد التحدث باللغة الأجنبية؛ والأدهى من ذلك أنهم ينصحون الأم بأن تحدث الطفل بالمنزل باللغة الأجنبية التي يتعلمها أيضًا!
فهل يُعقل هذا؟! ومتى سيتعلم الطفل لغته العربية؟! حتى في حصة اللغة العربية نجد أن بعض المدرسين يحرصون على إقحام مفردات من لغات أخرى في حديثهم؛ حتى لا يبدو الواحد منهم بمظهر المتخلف عن ركب من يرطنون بلغات أخرى؛ وهو غافل عما يرتكبه من جناية في حق لغته الأم والتي حُمِّل أمانة تعليمها للنشء، وغافل أيضًا عن انعكاس ما يفعله سلبا على الطلاب والذين يستشعرون مدى احترام المدرس للغته، أو العكس
في أحد المراكز التجارية، سمعت الواقفات في مكان الوضوء والحمامات، صوتا من الداخل، كان الصوت لأم يبدو أنها تحدث طفلتها الصغيرة؛ وكان صوتها مسموعا في الخارج، وهي تقول: ( تن نا ين إيت) حتى وصلت إلى (ون) فارتفع صوتها وأخذتها الحماسة وهي تهتف لطفلتها:(جود / يو آر جود جيرل)، وطبعا كان المتوقع أن تخرج سائحة أجنبية، ولكنها كانت أم مصرية، وخرجت وهي تستكمل حديثها مع ابنتها باللغة الإنجليزية، وتبادلت الواقفات النظرات الصامتة؛ كان الموقف لا يحتاج لأي تعليق!
وكم فيك يا مصر من المضحكات ---- ولكنه ضحك كالبكا
وفي الوقت الذي نتباكى فيه على حال لغتنا الجميلة، ونبحث معا عن أفضل الطرق لتنميتها عند أبنائنا؛ ولتقف حائط صد أمام غزو اللغات الأخرى، والتي بدأت تنتشر على لسان الكثيرين منا، كبارا وصغارا على وهم أن هذا يتماشى مع التطور الذي نعيشه؛ والذي يستدعي في نظر البعض أن يلوي لسانه يمينا وشمالا؛ أقول: في هذا الوقت الخطير تطل علينا منظمة اليونسكو بتقرير خطير يؤكد تراجع مكانة اللغة العربية كلغة عالمية! وذلك بسبب اعتماد اللغات العالمية المواكبة لتطورات العصر الحديث فيما يسمى بالغزو الثقافي أو اللغوي، وفي تقرير آخر لعلماء اللغة أيضا أن ما بين (250 إلى 300) لغة تنقرض سنويا بفعل هذا الغزو الثقافي وذلك من بين 5000 :6000 لغة موجودة بالعالم
ولكن دعونا نتساءل: هل يمكن حقيقة أن تنقرض اللغة العربية؟ وهل هي كأي لغة أخرى؟! هل سيأتي عليها وقت لن تكون هناك حاجة لاستخدامها؟! وهل أية لغة عالمية مهما كانت درجة فعاليتها يمكن أن تغنينا عنها؟!
لن أجيب أنا عن هذا السؤال؛ ولن أطلب من أي مخلوق الإجابة عنه؛ فيكفينا جميعا ردا على هذا التساؤل، قول رب العزة: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)
سبحان الله تعالى الذي يعد في كتابه العزيز أنه سيحفظ بقدرته وعظمته هذا القرآن العظيم
وهذا القرآن الذي أُنزل بلسان عربي مبين، هل يمكن أن يندثر – حاشا لله – مع لغتنا العربية؟
كلا، وألف كلا، ستظل بإذن الله تعالى لغتنا العربية العظيمة، لغة القرآن الكريم، باقية وخالدة أبد الدهر
ماذا ينقصنا بعد ذلك حتى ندرك عظمة اللغة العربية، ومدى أهميتها في حياتنا مهما حاول الحاقدون، أو تشدق المتشدقون، هل آن الأوان لنمد أيدينا ونأخذ بيد لغتنا الجميلة؟
وللحديث بقية
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه وإلى أن نلتقي مع أحوال لغتنا الجميلة و
{قهوة يوم الجمعة القادمة} أترككم في رعاية الله وحفظه، دمتم جميعا بكل الخير
أرق تحياتي رجاء حسين