غزة تقبع تحت الظلم بقلم:هناء الخالدي

2020/09/06

ونحن نراقب التعرجات التي نسير بها لنخرج من النفق المظلم فلا نجد سوى هشاشة المشهد امام أداء سياسي قاهر واحداث متعددة ومتمايزة بلا ترابط مركزي .. 

الكل السياسي يتغنى بالصمود وتحدي الاحتلال  لكن من يقرأ المشهد لا يجد الا مستوى مرتفع من الإحباط الموجود لإحياء روح الوحدة التي ستشعل نار  الثورة والتحدي من جديد .. فالان نرى الوفود القادمة لكن الامل مفقود باي خطوة قادمة .. 

فكم كان هذا الوفد قريب من مصدر القرار لكنه لن يقدم اي خطوة نحو إزالة الظلم عن غزة وأبنائها.. وكم ناشدنا الوفود السابقة واللاحقة ولكن هل من مستجيب .. كان من المفترض قبل زيارة غزة ان يكون هناك بادرة امل برفع الظلم الفلسطيني الذي قهر غزة أكثر من الاحتلال وجبروته ..

 غزة كانت تنتظر منكم ان تعتبروها جزء من الجسد الفلسطيني فهل يعقل أن تبتر يد ظنا منكم ان اليد الأخرى ستقوم بوظيفتها على أكمل وجه .. كنا نتأمل ان تصحى الضمائر لتبث الروح المعنوية لغزة واهلها ..

 فكم من كادر عمل بالمناطق التنظيمية دون كلل لكنه لن يأخذ حقه لحتى الآن وكم من موظفين قطعت رواتبهم بتقارير كيدية وكم طالبنا بانهاء التقاعد المالي واعادة الرواتب كاملة لكل الموظفين أسوة بموظفين الضفة وصرف كل المبالغ التي خصمت في السنوات الثلاث الأخيرة من رواتب الموظفين في المحافظات الجنوبية وإنهاء مشكلة ٢٠٠٥ وإيجاد فرص عمل للعاطلين عن العمل وفتح باب التعينات لأبناء غزة كل حسب مؤهله والتسكين على الهيكليات وتنفيذ الترقيات والتعديلات في الديوان والمالية وتطبيق القانون بالمساواة بين الضفة وغزة ..

 كل هذه الإجراءات من المفترض أن اقرت قبل دخول الوفد الوزاري لغزة .. لكنا للاسف نلاحظ أن الكل يتغنى بالمبادئ لكنه ينغلق على نفسه ليجني أرباح عذابات شعبه دون أدنى امل في المضي قدما وفق منطق التضحيات التي تجني دائما الصمود رغم شدة الألم  وكانها صرخة غضب أصيلة ضد حركة احزاب براغماتية تسعى للسيطرة بأقل التكلفة الممكنة لتاسر شعب .. وتجعل من مدنه ويلات تخضع لهيمنته السياسية لان إمكانية الهيمنة السياسية لطرف سياسي تكون دومًا مشروطة بمقدار الدعم الخارجي الذي يناله هذا الطرف .. ليتجذر رأسيًا وأفقيًا عن طريق التعبئة الأيديولوجية .. والهاء الشعب بالحرب .. والفقر والوباء بل والتحالف مع القوى التقليدية .. ورجال الدين  واستغلال وجود الخصوم السياسيين التي تحاول عزلهم وتشويههم امام القواعد الشعبية.. فكل هذه العوامل ساهمت في تشكيل جبهة داخلية مقيتة كل همها الحفاظ على  حزب ياسر شعب وينهب ماله ويهجر شبابه ويسحق كل مقدرات صموده.. 

لكنا نعيش كشعب ماساتنا وحدنا ونفتقد وجود النخبة السياسية ذات النظرة الإستراتيجية القادرة على القيام بالمهمة التاريخية غير المنجزة في إعادة تركيب وبناء قاعدة جماهيرية من جديد  وفق ظروفها الخانقة لتقودها نحو الوعي وتحقيق الوحدة والعادلة سياسيًا واقتصاديًا.

غزة الان التي تعاني من حظر صنعه الإنسان.. تريد أن ترفع راية الامان لابناءها .. يا سيادة الرئيس إلى متى ستبقى غزة تقبع تحت الظلم
أخترنا لك
روسيا تعترض طائرة استطلاع أمريكية فوق البحر الأسود

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة