تقديم/ رجاء حسين
================
مقدمة:
ماذا لواستيقظنا يوما ووجدنا إعلانا معلقا على سحابة طائرة كتب فيه: {غدا اختبارإجباري للإنسان} والتوقيع/التاريخ؟!
ماذا لو قررالتاريخ اختبارنا في مناهج الحياة؟ لو طلب منا استخلاص نتائج تجاربنا الحياتية التي مررنا بها خلال حياتنا طالت أم قصرت؟!
سنسأل أنفسنا: لماذا؟ وكيف سيكون شكل الاختبار؟ وهل سيكون اختبارا مقاليا تقليديا أم اختبارا من متعدد؟ وهل سنتمكن من الغش فيه أم لا؟ وكيف وكيف وكيف؟
ربما الأمرالذي سننسى أن نسأل عنه هو محتوى الاختبار؟ ولماذا قررالتاريخ أن يختبرنا؟! سنكتشف أن كل اهتمامنا قد انصب على الشكليات!
سنجد أن التاريخ مصمم على تكراردروسه لنا بإرادتنا أوغصبا عنا؛ ربما سنظن
أن التاريخ معلم فاشل ولايملك مهارات فن طرق التدريس المناسبة لشطارتنا وعبقريتنا؟
أوأنه قد وضع لنا اختباراستانفورد للذكاء في غفلة منا، وقد أرهق لفرط غبائنا ولايملك إلا معاودة تكراردروسه ليلا ونهارا؟
أو ربما لأن الخبثاء يمحون دروسه في غفلة منه، ويكتبون بدلا منها ما يريدون فقط أن نعلمه من أكاذيبهم؟
أم ترانا لا نرى دروسه لأن حجة البليد مسح السبورة، ولاهم للبلداء غيرتكرارمسح كل دروس التاريخ من شاشة الحياة وما أكثر البلداء؟
أم أن التاريخ بعد أن ضاق ذرعا بنا أخذ يبحث عن طرق جديدة لتعليمنا ملتمسا لنا العذربعد أن اكتشف أننا صم بكم عمي؟
ولأننا تعودنا على الاختبارات التجريبية قبل الاختبارات الهامة والمصيرية في اعتقادنا، فسوف نتخيل شكل المحتوى الذي يمكن للتاريخ اختبارنا فيه، وبداية سيخبرنا التاريخ أنه طبقا لمعرفته بأحوالنا، ومراعاة لظروفنا الحياتية والعقلية والنفسية؛ فإننا لسنا مهيئين للاختبارات المقالية؛ التي تحتاج إلى الوقت والتركيزوالاجتهاد إلى آخرتلك المهارات التي بدأنا نفقدها بالتدريج، تحت ضغوط الحياة وما تقدمه لنا من مفاجآت يومية تتجاوزقدراتنا على التحمل والتحليل؛ ولأن الفلسفة الطلابية السائدة منذ فترة في حياتنا التعليمية قائمة على نظرية {هات من الآخريامستر}
واحتراما من مسترتاريخ لكل تلك الظروف؛ فقد قررإعلامنا أن الامتحان من متعدد؛ وقدم لنا بعض النماذج الاسترشادية رأفة بنا، وسوف تدور الأسئلة حول بعض الحكم أو المقولات التي أثرت في حياتنا سلبا أو إيجابا، والآن مع النموذج الثالث والذي يشمل ثلاثة أسئلة كالتالي:
اخترالإجابة الصحيحة:
السؤال السابع:
درس التاريخ الذي تعلمناه (امش عدل يحتارعدوك فيك) والذي مفاده أننا (يجب أن نسلك طريق الاستقامة حتى لايستطيع العدوأن يؤذينا) ثبت أنه خطأ:
(1) لأنك اكتشفت مؤخرا أن العدو اليوم لا ينتظر حتى يحلل إن كنت تمشي مستقيما أم معوجا، فجعبته مليئة بكل الموبقات التي يلصقها بك ثم يحضن مخدته وينام قريرالعين هانئا بما حققه من إنجاز؟!
(2) لأنك تعاني الأمرين حتى تجد طريقا معتدلا تسير فيه، بعد أن صارت أغلب الطرق معوجة
(3) أم لأنك اكتشفت أنه من الحكمة ألا تلقي بالا لما يقوله عنك أي عدو، وأنه من الحكمة أن تسير في طريقك الذي رسمته عملا بمقولة إنه لو توقفت أمام كل كلب ينبح لتلقمه حجرا لما تقدمت خطوة واحدة للأمام؟!
(4) أم لأنك وجدت أنك لن تستطيع أن تسير معتدلا بعد أن انخفض سقف أحلامك وهبط حتى التصق بأم رأسك؟!
-----------------------------
السؤال الثامن:
مقولة إن (الأعمال أعلى صوتا من الكلمات) مقولة خادعة وخطأ في معظم الأحوال، لماذا؟:
(1) لأن بعض من يهمهم الأمر لديهم نوع من العمى عن الأعمال الفعلية بينما لهم آذان كبيرة الحجم لا تشبع من سماع المزيد والمزيد من الكلمات الجوفاء؟!
(2) لأنها تجعلك تركز اهتمامك على العمل ثم العمل ثم العمل بينما البعض قد تفرغ وتبرع ليحكي عنك أمام الآخرين حواديت أمنا الغولة وأبو رجل مسلوخة؟!
(3) لأنك اكتشفت أن الأعمال أحيانا مهما ارتفع صوتها فهو يضيع في الفضاء، لتظل معلقة هناك؛ بينما أصوات الجعجعة تكون قد ملأت الفضاء القريب الذي يستمتع به قصار النظر؟!
---------------
السؤال التاسع:
كل يوم يخبرنا التاريخ أن (من حفرحفرة لأخيه وقع فيها) هذه المقولة ليست دائما صحيحة لماذا:
(1) لأن من يحفر الحفرة ناصح ويعلم مكان الحفرة جيدا ورسم لها خريطة؛ فلا يمكن أن يقع فيها؟!
(2) لأن نجاح من يحفرالحفرة لأخيه في إيقاعه بها يغريه على حفرالمزيد من الحفر للآخرين بدون أن يتأذى هو بأي شيء؟!
(3) لأن التاريخ قد أثبت أن من يقع في حفرة مرة فهو غالبا يقع فيها مرات أخرى وهو يتساءل متعجبا: إن كان هذا يحدث له بسبب حدة ذكائه أم أنه بسبب غباء الآخرين؟!
=========
نكتفي بهذه الأسئلة على وعد بلقاء جديد في مجموعة أخرى من أسئلة التاريخ مع أجمل الأمنيات بالتوفيق في اختبارات التاريخ
أرق تحياتي / رجاء حسين