أنا أرى كلكامش

2020/07/25


عبد الكريم راضي‮ ‬جعفر

أَيُّها المالكُ‮ ‬السومريّْ‮:‬
يا صديقي‮ ‬العتيق‮ ..‬
أ كلكامش‮:‬
أنا الذي‮ ‬رأيتكَ‮ ..‬
تنقشُ‮ ‬في‮ ‬لوحٍ‮ ‬من الماءِ‮ ‬والطينِ،
وجلْدِ‮ ‬غزالٍ،
صوتَ‮ ‬سيّارةٍ‮ ‬مُفخّخةٍ،
وصُراخَ‮ ‬عبوةٍ‮ ‬ناسفةْ،
ونُواحَ‮ ‬امرأةٍ‮ ‬تلبسُ‮ ‬التاجَ
زقّورةً‮ ‬مِنْ‮ ‬بواديَ‮ ‬سومرَ،
معفَّرةً‮ ‬بالماسِ،‮ ‬والهورِ،
كنتَ‮ ‬سيّداً،‮ ‬تُفارقُ‮ ‬اللحمَ‮ ‬عنِ‮ ‬الجلْدِ،
وتبحثُ‮ ‬عن عُشبةٍ‮ ‬للخلودْ‮ !!‬
أنا الذي‮ ‬رأيتكَ،
تبكي،
على طِفلةٍ‮ ‬نَثرتْ‮ ‬أصابعَها
واحداً‮ ‬واحداً‮ ..‬
تُرتِّقها،‮ ‬كما الثوبِ،‮ ‬لكنَّها انتثرتْ،
في‮ ‬رمادٍ،‮ ‬وريحٍ،‮ ‬ونارْ‮ !!‬
ثمَّ‮ ‬انفطرتَ‮ ‬باكياً‮ ..‬
فانكفا‮ (‬انكيدو‮) ‬حَسيراً،
وبتَّ‮ ‬حزيناً‮ ..‬
قلتَ‮:‬
مَنْ‮ ‬ذلك الذي‮ ‬يَلبسُ‮ ‬النارَ؛
فانكسحَ‮ ‬الزرعُ،‮ ‬والضرْعُ،
والناسُ‮ ‬منْ‮ ‬حقلهِ‮ ‬؟‮ !!‬
قالوا‮: ‬الفتى العراقُ‮ ‬الوسيمُ‮ !!‬،
الفتى الوسيمُ‮ ‬العراقُ‮ !!‬،
التفتَّ‮ ‬إلى الهورِ،
مرتجلاً،‮ ‬من ألواحِ‮ ‬سومرَ،

قصيدةً‮ ‬للبكاءْ،
وأخرى،‮ ‬للنَواحِ‮ ‬اللذيذْ؛
رأيتَ‮ ‬نساءً‮ ‬لسومرَ،
ينُحْنَ‮ ‬على مُقلةٍ‮ ‬شاردةْ،
فبِتَّ‮ ‬عجوزاً،
تهشُّ‮ ‬عصاكَ‮ ‬على مجزرةْ
في‮ ‬أَخٍ‮ ‬للفراتْ‮ ..‬
أتذكرُ‮ ‬؟‮!‬
كنتَ‮ ‬مُرتبكاً‮ ‬حينَ‮ ‬انزوى القاربُ‮ ‬عن
قصبِ‮ ‬المسْكِ،‮ ‬مرتبكاً،‮ ‬حينَ‮ ‬تنفَّسَ
الصبحُ،‮ ‬ذبحاً،‮ ‬وخنْقاً،
فباتَتْ‮ ‬عَذارى العراق،
مُبَرْقَعاتٍ‮ ‬بالسوادِ،
وبالنوحِ،
والأسئلة‮ !!‬
فأقفلتِ‮ ‬الحانةُ‮ ‬روّادَها‮ !‬
أتذكرُ‮ ‬؟‮!:‬
كان في‮ ‬صفحتِكَ‮ (‬المهكّرةِ‮)‬،
صورةُ‮ ‬امرأةٍ‮ ‬من مبغى أوروك،
تلوكُ‮ ‬بأغنيةِ‮ ‬البنفسج،‮ ‬والبئرِ،‮ ‬وحبلِ‮ ‬الرّشا،
و‮(‬يوسفَ‮) ‬وإخوتِهِ،
وماءِ‮ ‬الوجوهِ‮ ‬الكسيرة‮ !!‬
أكلكامشُ‮:‬
بِعْتَنا بعشبةٍ‮ ‬لا تموتْ‮ ‬؟‮!!‬
أَم إنّنا بِعْنا هواكَ،‮ ‬فمتنا جميعاً،
مثلَ‮ ‬نخلٍ‮ ‬عقيمْ‮ ..‬
نعوذُ‮ ‬باللهِ‮ ‬من الشيطانِ‮ ‬الرجيمْ‮ !!‬
• قُلْ‮ ‬لَنَا‮:‬
هلْ‮ ‬تعودُ‮ ‬لنحرِ‮ ‬الذبائحِ،
أو لقتلِ‮ ‬ثورٍ‮ ‬هزيلٍ‮ ‬ذميم ؟!؛
ثورٍ‮ ‬هزيلٍ‮ ‬دميمْ‮ ‬؟

2020-07-25_183156

2020-07-25_183156

أخترنا لك
الشيخ نعيم قاسم: السيد نصر الله قاد الأمة إلى المقاومة.. والمقاومة باقية ومستمرة

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة