ويتجدد اللقاء {مع قهوة يوم الجمعة}

2020/07/24

إعداد وتقديم/رجاء حسين

==========

عندما نتحدث عن أهمية وخطورة الكلمة، فإن هذا الحديث يشمل الكلمة المكتوبة والمنطوقة؛ وأعتقد أن كل كلمة منهما لا تقل أهمية عن الأخرى وإن كانت مشكلة الكلمة المنطوقة تكمن في ضررها المباشروتأثيرها الفعال على من يسمعها، ومن هنا جاءت أهمية حفظ اللسان

  اللسان من أهم جوارح الإنسان. وله دورخطير في حياة صاحبه، وهناك العديد من النصوص المختلفة والتعبيرات البليغة التي تعبرعن ذلك بوضوح مبينة تأثير اللسان في حياة صاحبه وبالتالي حياة من حوله، وسنعرض الحلقة على شكل أسئلة متدرجة نصل معا في نهايتها إلى   مانريد أن نعرفه..فهيا بنا سويا

السؤال الأول..ماهي مكانة اللسان في حياة صاحبه؟

نقول وبالله التوفيق

اللسان له مكانة عالية وخطيرة في حياة الإنسان حيث قال الله تعالى: {مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}...ق18

وقال تعالى: {وسنكتب ماقالوا}..آل عمران 15

تمرعلينا الآيات الكريمة ونعيد تلاوتها وقد لاننتبه لخطورة معناها ونغفل عما تتضمنه من رسائل ربانية لتوجيه حياتنا توجيها صحيحا إذا فهمناها وعملنا بها

فأسلوب القصرفي الآية الأولى من (ما/إلا)  يؤكد لنا خطورة كل كلمة ننطقها..فليس هناك لفظ يمرمرورالكرام بل إنه مراقب ومسجل علينا وفي الآية الثانية تأكيد الفعل بالسين ليؤكد المعنى

ترى هل يبقى لدينا شك في خطورة أية كلمة نتفوه بها؟

ونستطيع أن نفهم اكثربالعودة لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: {لايستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولايستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه} رواه الإمام أحمد/ والمعنى بوضوح أن اللسان يترجم لنا ما في القلب

السؤال الثاني..كيف نحفظ للسان تلك المكانة السامية؟

إن الإيمان المخلص بعظم مكانة اللسان لايدع مجالا لأي عاقل للتهاون في هذا الأمر.

ويجب أن نعلم أن كلماتنا هي بذورنغرسها في حياتنا الدنيا ولايحصد الإنسان إلا ما غرسه..إن خيرا فخير وإن شرا فشر

وكان سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه يمسك لسانه ويقول..هذا الذي أوردني الموارد.

الصديق يقول ذلك بينما نحن لا نلقي بالا لما نثرثربه طوال الوقت

السؤال الثالث

هل اللسان يمرض؟وما هي أهم الأمراض التي يبتلى بها؟

   في الحقيقة اللسان يمرض ولايكاد أحد منا ينجو من واحد أوأكثرمن تلك الأمراض مثل: 1-الشرك بالله 2.شهادة الزور 3.قذف المحصنات

4- الكذب 5...الغيبة والنميمة 6.الثرثرة الفارغة

.7- ترويج الإشاعات 8.السب والشتم الخ

ولا يخفى على عاقل خطورة تلك الامراض على الفرد وعلى المجتمع

السؤال الرابع..

فما الوسيلة لعلاج تلك الامراض والوقاية منها؟

لأن للكلمة خطورتها فقد حددت لنا وسائل التحكم في اللسان ومنها

في الحديث الشريف

{من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه}.

{إن الله كره لكم القيل والقال وكثرة السؤال}

{من كان يؤمن بالله واليوم الآخرفليقل خيرا أو ليصمت}

وعندما سأل رجل الرسول صلى الله عليه وسلم..أرشدني إلى عمل يدخلني الجنة..قال ..أمسك عليك هذا..وأشار إلى لسانه

ويستطيع كل إنسان أن يدرب نفسه على التحكم في لسانه بقدر المستطاع..يمكنه أن يبتعد عن الكذب والنفاق وعن التعرض للآخرين بما يؤذيهم؛ فالمسلم من سلم الناس من لسانه ومن يده.

وبالمقابل يعود لسانه ألا ينطق إلا بالخيروالصدق ويستحضردائما خشية الله وتعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم بأهمية حسن الخلق مع الجميع.

السؤال الخامس

ماذا يحدث إذا أفلت الإنسان زمام لسانه؟

كما قيل..الكلمة كالرصاصة إذا انطلقت لاتسترد

فليحرص كل منا ألا تخرج رصاصة طائشة من لسانه ربما تقتل أحب الناس إليه

ولأن جرح اللسان أخطرمن جرح السيف فليحذرأحدنا من جرح من حوله، وإذا كان السيف يجرح الجسد وجرحه يشفى بعد حين بالعلاج؛ فإن جرح اللسان قد لاتجد له علاجا مهما مر الزمان..ويظل جرحا غائرا لايلتئم في نفس من أصيب به

فليحذركل منا من هذا الأمر جيدا..

والآن..مع أجمل ما قيل عن اللسان:

من أقوال لقمان الحكيم

(إذا صمت الجاهل يحسب حكيما/ من كتم سره كان الخيار بيده/ إني قد ندمت على الكلام..ولم أندم على السكوت ليس من شيء أطيب من اللسان والقلب إذا طابا ولا أخبث منهما إذا خبثا)

ومن الامثلة الدارجة:

لسانك حصانك إن صنته صانك وإن هنته هانك

وقال الحكماء..الكلام اللين يغلب الحق البين

ومما قيل أيضا: ..

إن كان يعجبك السكوت فإنه..قد كان يعجب قبلك الأخيارا

ولئن ندمت على سكوتك مرة..فلقد ندمت على الكلام مرارا

إن السكوت سلامة ولربما..زرع الكلام عداوة وضرارا

الكلام لا ينتهي في هذا الموضوع ولكن لابد من الختام وحتى يكون ختامه مسك ننهي حلقتنا بالحديث الشريف..

قال الرسول صلى الله عليه وسلم

إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول:

{اتق الله فينا فإنما نحن بك فإن استقمت استقمنا وإذا اعوججت اعوججنا}

وأخيرا وليس آخرا أستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه

وحتى نلتقي بإذن الله دمتم بكل خير

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرق تحياتي/رجاء حسين

أخترنا لك
دراسة ذرائعية استقرائية اجتماعية في رواية (خوفًا من العادي) د. عبير خالد يحيى

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة