الشيخ المرحوم عبدالمجيد موحان الخيرالله

2020/07/22

بقلم / مريم أسامه

في البحث عن قضية الخلود وجد الإنسان مخلدا في العمل الصالح قد تجلى ذلك بصورة واضحة في حياة الجد // الشيخ المرحوم عبدالمجيد موحان الخيرالله 

تولى زعامة قبيلة  الشويلات بعد وفاة والده الشيخ موحان الخيرالله عام ١٩٥٦م.كان شخصية اجتماعية وعشائرية نادرة جداً .ويعتبر من الشخصيات البارزة في المجتمع العراقي , إذ دخل في المجلس التأسيسي العراقي ( مجلس النواب ) كأحد نوابه  في النظام الملكي إكمالاً لدوره أبيه الشيخ موحان الخير الله . و

بالرغم من قوة شخصيته واتخاذه قرارات الحاسمة إلا أنه كان عطوفاً محباً للخير ومساعدة الناس . ولم يؤثر به الطابع القبلي على مستوى ثقافته آنذاك  حيث كان يشجع أبناء قبيلته على إكمال دراستهم  ويتكفل بمصاريفهم الدراسية . وبنفس الوقت هو الأب  لجميع أبناء مدينته , ففي عام ١٩٩٠ سجن أبناء مدينة الرفاعي من الذين اشتركوا  بالانتفاضة الشعبانية , فكان للجد المرحوم الدور الفاعل في إخراجهم كما  يذكر بأن النظام السابق  كان يقدم الهدايا المادية  لرؤساء العشائر , إلا أن الشيخ عبدالمجيد

 أبى بعزة نفس استلامه , فأهدي له سلاح .

ولا تقتصر أحداثه على المواقف فحسب , إنما ساهم في انشاء مشاريع التروية ,فمنها نهر المجيدية ونهر الجديدة .

وأما حياته الاجتماعية فأقترن ببنت الشيخ صكبان العلي زعيم عموم قبيلة خفاجة , فكان لذلك الزواج الاثر  البين  في تكوين علاقة حميمة ما بين القبيلتين .

ذكر السيد محمد عزيز الصافي في أحد منشوراته

 عن المرحوم الشيخ عبد المجيد موحان الخيرالله

[شخصية قل نظيرها على مستوى العراق...امتاز بالحكمة والدراية والمعرفة.. مثقفا واعيا..شغوفا بالمطالعة ومتابعة المستجدات يوميا ...من خلالأنشرات الأخبار والتحليل السياسي .ملما بأغلب النظم الدستورية .....زار دول أجنبية وعربية عديدة ....كريما كالسحاب....لا يبخل بشيء مما يملك...أذا طلبه سائل..كنا نجلس يوما في منزل المرحوم عباس عبد الجليل الخير الله في التسعينيات فترة الحصار وكان الناس  حينها في ضيق شديد...طرق الباب رجل كبير...حين دخل وسلم على الحضور...شرح ضعف حالته المادية للشيخ ...فاخرج مفاتيحه وهويته من جيب سترته....ثم قال له أخرج كل مافي ملابسي من نقود...فهي لك...وأعطاه كل ما موجود لديه من المال...ولم يبقي..حتى مصرفه الشخصي...رحم الله الشيخ مجيد موحان الخير الله.. وأسكنه فسيح جناته انه سميع مجيب]

الشيخ عبدالمجيد كان امتداداً لأمجاد عائلته حيث ابُعد من قبل النظام الجمهوري عام ١٩٦٠ نظراً لـ رأيه المؤثر في الكثير من الأشخاص وخوفاً من قدرته على إعادة النظام الملكي بقيت سيرة الجد الشيخ كـ العطر الطيب النشر .

وكـ قبسة تنير الدرب فـ ترفع الرؤس فخراً بذكراه

بالرغم من أنه لم يرزق بولد يحمل  اسمه , لكن إعماله ومواقفه خير امتداداً لذكراه , فخدم قبيلة الشويلات منذ صغر سنه حتى وفاه الأجل بتاريخ ١٩٩٥/٦/٣م.

نعاه الجد الشيخ علي مزعل الخيرالله قائلاً

[كلها اتصيح وسفه إعليك وسفه والف وسفه إعلى ابن موحان

يالـ جدك اصلنا ورمزنا ولقبنا ذاك خيرالله وجدك المهيوب بعده شنان]

منح ثقته في إدارة أمور القبيلة من بعده

 للشيخ أركان عبدالحميد موحان الخيرالله

رحم الله الجد عبدالمجيد برحمته الواسعة

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

 

المرحوم الشيخ عبد المجيد موحان الخيراللّه

بقلم // جابر الخير الله / الدنمارك

في مثل هذا اليوم ترّجل فارس المعروف والحكمة عن صهوة جواده ليغادر هذا الدنيا إلى دار الخلود تاركاً تاريخاً لا ينضب الحديث فيه ولاتمّل الألسن  تداوله مع شفاه تهديه رجاءً إلى الباري دعوات أن يتغمده بواسع رحمته وأن يجزيه خيراً على ما قدّمت أياديه البيضاء، وللتاريخ والحقيقة أسجل هذه السطور إكراماً لذكرى يوم رحيله.

العم المرحوم الشيخ عبد المجيد موحان الخيراللّه، الإبن البكر للمرحوم الشيخ موحان الخيراللّه، ولد في الطاووسية في نصف العبد عام ١٩٢١، تعلم القراءة والكتابة في حلقات الملالي، وبعدها إلتحق في المدارس النظامية في الرفاعي والناصرية، ولكنه انقطع عن الدراسة في المرحلة المتوسطة ليكون بين أبناء عشيرته لإنشغال والده بالعمل السياسي في العاصمة بغداد.

 كان المرحوم الشيخ عبد المجيد يحظى بمكانة متميزة لدى والده المرحوم الشيخ موحان الخيراللّه، لما يتمتع به من شخصية متميزة عرفت بالحكمة وبعد النظر، ميّزه المرحوم والده بمنحه أراض بمساحات أكبر قياساً لإخوته الأصغر منه سناً، ولكي يبعث فيه روح الاستقلالية، قرر أن يكون مقره في منطقة الحمّيره، وفي ذلك الحين بنى له والده مضيفاً وقصراً وأوعز إلى وجوه من قبيلة الشويلات للانتقال معه.

في ذلك الحين كانت الحمّيره تمثل الحد الفاصل بين أراضي ومقاطعات الشويلات وقبائل ربيعة، وبعد رغبة والده في التوسع شمالاً من خلال شراء الأراضي من المّلاكين، إندفعت حدود أراضي الشويلات إلى نهر أبو چماغ والذي يمثل اليوم نقطة الحدود الإدارية بين محافظتي واسط وذي قار.

لم تتقبل العشائر المجاورة هذا التوسع الذي حول الأراضي المجاورة لسكنى العشائر والقرى التي تنتسب لربيعة إلى مناطق أصبحت الكلمة الأولى فيها للشيخ موحان الخيرالله والد الشيخ عبد المجيد المترجم له.

كان ذلك أحد أسباب النزاعات العشائرية، هذا التوسع في امتلاك الأراضي، أشار إليه العديد من الكتاب منهم، الكاتب الفلسطيني حنا بطاطو في كتابه الشهير ( العراق) ( الشيخ موحان الخيرالله تتجاوز اقطاعياته المليون دونم)( وهذا ماثبته إبراهيم كبه في كتابه الإقطاع في العراق).

بعد وفاة الشيخ المرحوم موحان الخيراللّه عام ١٩٥٦، ترشح المرحوم الشيخ عبد المجيد لعضوية مجلس النواب العراقي في العهد الملكي، وأصبح نائباً  في الدورة الانتخابية السادسة عشر عام ١٩٥٨عن لواء الناصرية في الوقت الذي كان فيه عضواً متميزاً في حزب الإتحاد الدستوري بزعامة المرحوم نوري السعيد.

يتميز المرحوم الشيخ بالوعي السياسي وبموضوعية عالية وهذه المَلكَةُ تحصل عليها من خلال إقامته في دول عديدة، ولمطالعاته المستمرة، حيث كان متابعاً لغالبية المجلات الفكرية والسياسية، في أوقات نشرات الأخبار و بمواعيد محددة لايبالي بشيء قدر رغبته في الاستماع والتحليل، كان مُحبّاً للعلم والتعليم حيث شهدت مقاطعة الحميرة إفتتاح أول مدرسة في أرياف قضاء الرفاعي، ومنذ عام ١٩٤٧ إنتظم العديد من التلاميذ من أبناء الشويلات والعشائر المجاورة في طلب العلم  وَمِمَّا يرويه الأستاذ الفاضل المرحوم عوّاد النعيمة، أن المرحوم الشيخ كان يقدّر من يطلب العلم بجدِّ، حتى إنه يميزه بالعطاء والرعاية وَمِمَّا قاله أن المرحوم الشيخ مجيد كلمه ذات يوم بضرورة تخصصه في الزراعة عبر الانتساب لكلية الزراعة ليقوم بتطوير الزراعة في أراضي الشويلات بعد تخرجه.

الكرم كان صفة بارزة للمرحوم الشيخ عبد المجيد،  يروى أن الشيخ مساعد العتابي وهو من  الرجال الأذكياء وصف المرحوم الشيخ عبد المجيد وصفاً أختصر فيه ما يمكن أن يقال( مجيد حبْ مكسور برصه).

بعد سيطرة حزب البعث المقبور على مقاليد السلطة في أنقلاب ٨ شباط عام ١٩٦٣ ومن خلال الحرس القومي مارست هذه السلطة الضغوط على المرحوم الشيخ ونفته في ذلك الحين إلى محافظة ديالى، وبعد حين من الوقت أضطر المرحوم الشيخ عبد المجيد لمغادرة العراق متوجهاً إلى لبنان، البلد الذي ألف العيش فيه منذ زمن طويل، وبعدها أنتقل للعيش في القاهرة ومن ثم الإمارات العربية المتحدة والتي التقى فيها حكامها من خلال العلاقة الوطيدة بالسياسي العراقي عدنان الباچچي،( مستشار دولة الإمارات وحاكمها الشيخ المغفور له زايد النهيان)، نجل السياسي البارز مزاحم الباچچي احد أعمدة الحكم في العهد الملكي.

في العام ١٩٧٧ عاد المرحوم الشيخ إلى العراق بعد رحلة طويلة ليقيم بين أبناء عشيرته المحبين له والذي يبادلهم وأبناء العشائر الأخرى وأهالي الرفاعي الكرام ودّاً ليس له حدود، كان يرى الجميع ابنائه، وكان حريصاً على أن يتواصل مع الجميع فقيرهم وغنيهم حتى إنه كان أحرص أن يصل إلى مجالس عزاء الفقراء والبسطاء من الناس، هناك الكثير من الشواهد و لكن لايسع المقام لذكرها، أجزم قاطعاً بأن رقاباً كثيرة سعى لخلاصها من حبال المشانق ونجحت مساعيه كثيراً، كثير من النساء وبسبب جور التقاليد والقيم القبيلة الظالمة للمرأة في بعض الأحيان، كان المرحوم سبباً لخلاصهن من الموت المحتوم على أيادي الاقارب والأرحام.

من المعروف أيضاً إنه حين عودته من الخارج استدعاه صدام في وقت كان يهيئ نفسه لإن يصبح رئيساً للجمهورية، وبعد حديث مع المرحوم الشيخ عن رحلته الطويلة، قدم له على سبيل الهدية مسدساً شخصياً ومبلغاً من المال، في حينها أعاد المبلغ وقبل المسدس، أراد ان يقول لصدام إنه عزيز مقتدر بقبيلته ( الشويلات) وهذا ما أثبتته الأيام وبصدق حينما غادر هذه الدنيا في مثل هذا اليوم الثالث من الشهر السادس من  عام ١٩٩٥ ليقف أبناء الرفاعي الكرام موقفاً نبيلاً ينم عن الحبِّ المتبادل بين المرحوم الشيخ وأهالي الرفاعي الكرام حينما كانت حناجرهم تردد ( دگي نوحي يالرفاعي سورچ العالي تهدم)، كانت الشويلات ادام الله عزها مثالاً متقدماً في الوفاء والحّب.

في الختام رحم اللّه من أستغفر للمرحوم وطلب الراحة لنفسه وأهدى نفسه و لإنفس المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات ثواب سورة الفاتحة وصل اللهم على محمد وآل محمد.

جابر الخير الله

الدانمارك

195281543_4746290008732095_7805344666685593899_n

195405180_4746318442062585_2255294777063415092_n

أخترنا لك
مكافحة المتفجرات في الحشد تعثر على خمس مضافات وثلاث عبوات ناسفة في ديالى

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة