نسبنا البيتين إلى العلامة الحجة الشيخ قاسم النجفي القسام الخفاجي وهما ليس له لذا أقتضى التنويه ,إنما قائلهم هو الأديب الشيخ باقر بن الشيخ حبيب بن الشيخ صالح الطهمازي الخفاجي(1894 - 1961) شاعر عراقي في القرن 20 م/ 14 هـ. فقال من قصيدة في الفخر والحماسة عن ثورة العشرين :
كم من أمـور مهـمات ومن أرب ادركـتها بالعـوالي السـمر والقضب
ولي يـراع كـمثل السـيل تحسبه اذا تـحـدر فـوق الطـرس للكـتب
والعز والمـجد يستـوجيهما رجل قـد كافح المـوت لا باللهـو واللعب
اصحـرت ها أناذا لا كالذي سفها قـد راح يفـخر بين الـناس كان أبي
وما أبي خـامل بـل كـل مكرمة قد حـازها فـاغتنمت الفضل بالنسب
الناس تعشق ما شاءت وما عشقت نفسي سوى الطرف والصمصام واليلب
والبخل والجـهل بالانسان منقصة فـما ولـعت بـغـير الجـود والادب
تزداد بشرا بنـوالآمـال ان ترني كـما تـباشـرت الازهـار بالسـحب
بعض يقول لبعـض جـاء منقذنا من فاقـة الـدهـر والبأسـاء والسغب
وأطعم الضيف ان قلوا وان كثروا بادي البشاشة مـا في الوجه من غضب
هل كيف اجهل والعلياء تشهد لي انـي أبـي كـريـم الاصل والحـسب
لـعامـرمنتـمانا نجـل صعـصعة اكرم به مـن أبي جـاء وابـن أبي
فاضرب بطرفك انى شئت لست ترى سـوى مقـر لـنا بالمـجد والرتب
هـذي التواريـخ فـاسألها تقول نعم قدما خـفاجة قد سـادوا على العرب
الناس تطلب عيـشا وهـي ضارعة ونـحن بالبيـض والخـطية السـلب
سل عـن مواقفنـا الافرنج كم ثبتت اقـدامنا لهم في الحـرب كـالهضب
فـي الرستـمية دمـرنـاجـحافلهم وفـي السماوة كانـت غـاية الغلب
حتـى اذا ايقـنوا بالمـوت قـاطبة بعض أطاعوا ومال البعـض للهرب
فـأصبحـت رايـة للعـرب خافقة منصورة من آلـه العـرش بالعرب
وقـدغـرسنا بـأيـدينا لـبذرتـها وكل مـن قام يدعـو ذاك من سببي
من يـقض بالعـدل ما بيني وبينهم هل للحصى الفخر حقا أم الى الشهب
فالشمس يا سعـد للرائـين واضحة ان النـحاس بعـيد عـن على الذهب
..............
ولد في الحلة ونشأ بها , ثم انتقل به ابوه إلى نواحي الديوانية - في البلدة الشنافية -وبها تمت دراسته. أصبح من الخطباء والشعراء المشهورين.له مشارکة في ثورة العشرين واكب الثورة واستنهض القبائل بقصائده الحماسية وأهازيجه الشعبية التي عرفت عنه.
توفي في الشنافية سنة 1381 هـ / 1961 م ونقل جثمانه إلى النجف ودفن به.
آثاره
خير الزاد في مدائح النبي وآله الأمجاد
تحفة النشأتين في مراثي الحسين
اللؤلؤ المنثور في رثاء النبي وآله البدور
تسلية الواله في النبي وآله
العقود الدرية في مراثي العترة النبوية
ذكرى الجمهورية العراقية في عامها الأول
الحسان المعدود لحرب اليهود
مسامرات الأحباب، شعر شعبي.
وزاول الخطابة وخدمة المنبر الحسيني وتولع بقرض الشعر باللغتين الفصحى والدارجة ، وأنصع صفحة من حياة المترجم له والتي أكسبته الشهرة الواسعة في بلاد العرب عامة والعراق خاصة مواقفه المشرفة في الثورة العراقية فقد واكب الثورة واستنهض القبائل بقصائده الحماسية وأهازيجه الشعبية التي عرفت عنه وما زالت حديث الاندية العربية هناك اذ كان يلهب النفوس حماسة اذا وقف يرتجل الشعر ويرفقه بـ (الهوسة) بباعث من عقيدته الدينية ونخوته العربية اذ كان يوالي الضربات على المستعمرين والكافرين حتى ليدفع بهم وهو أمامهم الى قذائف النيران وازيز البنادق وأصوات القنابل والمدافع انه لازم خط النار ستة أشهر وبعدها طاردته انكلترا مدة للتشفي به وهو مصر على المحاربة والمخاصمة وحتى اضطرت الانكليز الى اعطاء العراق استقلاله وشروطه التي دام مصرا على تحقيقها وحسبك ان تقرأ الكتب التي ألفت في هذه الثورة ودور شاعرنا فيها هو الدور المجلي ، لقد زاملته وجالسته كثيرا فكان موضع ثقة الجميع يتحلى بأخلاق اسلامية وسجايا عربية لا يكاد يمل من عمل الخير ولا يسأم من خدمة المجتمع ويلوح ذلك في مضامين اشعاره.
أول الكتاب كما نشر له في حياته (الحسام المعدود لحرب اليهود) يستنهض الامة العربية لانقاذ فلسطين ويستثير همم العراقيين ومن قصائده الاستنهاضية قوله في المطلع :
هذى الرميثة سلها عـن معـالينا تنبيك عما فعلنا في أعادينا
و(العارضيات) يوم و(السماوة) و (السوير) آخرها نلنا أمانينا
وطبعت له في حياته كراسة بعنوان (ذكرى الجمهورية العراقية في عامها الاول) ونشرت له عدة دواوين باللغتين : الفصحى والدارجة.
اعداد / مجاهد منعثر الخفاجي