بقلم عبد الحليم احمد الحصيني

ولد القاص عبد الجبار مـﮕطوف العبودي في مدينة الناصرية عام 1947م وتوفي عام 1981م في حادث سيارة وودع الحياة وهو في سن الرابعة والثلاثين من العمر ، كتب عبد الجبار العبودي العديد من القصص القصيرة منذ بداياته في عام 1965م ونشر أربع قصص في المجموعة القصصية المشتركة تحت عنوان (سماء مفتوحة الى الابد) ثم عاد فضم هذه القصص الى مجموعته القصصية الموسومة (احتراق طائر ضخم)

كان العبودي اسير القصة السياسية المولودة في رحم الاضطرابات السياسية وقد وجد ضالته في اعمال الكاتب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني التي كان يجد في بنائها أروع إنجازات القصة العربية حينذاك وكانت رواية (ما تبقى لكم) هي الكمال الروائي.

كان العبودي يميل الى استخدام لغة قصصية صعبة البناء، غير ان بعض قصصه نجت من هذه الصعوبة وامتازت بالشفافية وعذوبة اوصافها، منها (الحواجز) و (الهدوء في اللونين) و (الجرح) وهي من أفضل قصصه، حيث تناول في القصة الأولى مرحلة سياسية حرجة وفي القصة الثانية تناول موضوعة الحب وفي الثالثة طرح مشاكل الحياة الزوجية وهي أبرز الموضوعات لديه.

نالت قصته (الحواجز) اهتماما كبيرا لدى القراء حين نشرت اول مرة على صفحات محلية (قصص 1968م) التي كان يصدرها القاص حسب الله يحيى في الموصل بتبرعات يدفعها المشاركون في المجلة.

وبعد نكسة حزيران عام 1967م وجد جيل القصة في العراق والوطن العربي نفسه في المحنة والانكسار وبزغ الادب الفلسطيني ذلك الادب المقاوم الذي كان يستلهم منه هذه الجيل نغمة الكتابة وايقاع الجملة القصصية وعاد دور غسان كنفاني ككاتب كبير ليهيمن على القصة.

شارك العبودي في ندوات أدبية عديدة ومثل محافظة ذي قار في ندوات عقدت في الكوت والسماوة والموصل وكان صوتا قصصيا متميزا، وسيجد دارس قصص الراحل عبد الجبار العبودي (1947 ــ 1981م) نموذج القصة المكتملة شكلا ومضمونا واولى علامات التحديث والتجريب الذي اعطى ثماره في سنوات تالية في أصوات قصصية جديدة بالرغم من قلة اعماله. (1)

المصادر

   ـ محسن الخفاجي، وجه في الذاكرة، القاص عبد الجبار العبودي، جريدة الناصرية، العدد 10 في 2 / 4 / 2000م

2 ــ الصورة من ارشيف الاستاذ محمد كبه

3 ــ عبد الحليم احمد الحصيني، موسوعة رجال ذي قار، ج 3 ص 133