يوسف ذنون.. فقيه الخط العربي وأبرز الباحثين في تاريخه

2020/07/05

رحل   الجمعة الماضية كبير الخطّاطين العرب والعراقيين وشيخهم الخطّاط الفنان والباحث  والمؤرخ الكبير يوسف ذنون عن تسعة وثمانين عاماً، قضى معظم حياته مخلصاً للمعرفة والفن الراقي والبحث التاريخي والفني، خطّاطاً وباحثاً ومعلماً. كان نبراساً لثلاثة أجيال من الخطّاطين الكبار الذي تخرجوا في مدرسته ونهلوا من علمه واصبح منهم الاعلام  في هذا الفن الرائع .وللراحل تراث كبير من الاعمال الفنية في انواع الخطوط فضلا عن دراساته التاريخية المتخصصة . والراحل   الذي ألمّت به جلطة لم تمهله طويلاً ، مدرسة لها ملامحها وشخصيتها البارزة في الخط ، أسّسها بالجد والتعب  والمثابرة سنة بعد أخرى منذ ان كان شاباً فياربعينيات القرن الماضي ، لتنير عبر مدينة الموصل ، أبرز مراكز التنوير والثقافة في الشرق العربي لعدة قرون. وكان   ذنون باحثاً في تاريخ الخط وفنونه، له مؤلفات عالية القيمة وأصيلة في جدّتها وحداثتها. وحمل عن جدارة لقب فقيه الخط العربي ، وتحظى احدى لوحاته العظيمة في الخط العربي بمكان بارز منذ ثلاثة عقود ، في مركز بومبيدو للفنون في العاصمة الفرنسية باريس . والراحل أبحاث ريادية ورؤى مستكشفة في الخطوط التي تزين المسجد الاقصى وقبة الصخرة في القدس الشريف .

رحل   ذنون  ولكن صفحة انجازاته الفنية والفكرية لن تطوى ابدا: ولد ذنون في محلة باب الجديد في الموصل 07-05-1931 درس القرآن في الكتّاب ومن بعد ذلك دخل المدرسة الابتدائية في مدرسة ابن الأثير للأحداث واستمر ذلك لغاية الصف الثالث الابتدائي، وبعدها نقل إلى مدرسة باب البيض للبنين، ثم للمتوسطة الغربية وبعدها الإعدادية المركزية، وتخرج منها سنة 1950.

ودخل بعدها دار المعلمين في (ذات السنة الواحدة من بعد الإعدادية)، وتخرج منها سنة 1951 وعين معلما في قرية (المحلبية) التابعة لقضاء الموصل.

اعتمد   ذنّون في ممارسته للخط على نفسه ممّا أخذه من خطوط صبري الهلالي وهاشم البغدادي، وقد قال عن نفسه : )أحد العوامل الرئيسة التي قادتني لتعلّم الخطّ هو كتابتي الرديئة، والسبب في تأخّر دراستي للخطّ هو نشأتي في عائلة فقيرة، اضطرّني ظرفها الاقتصادي للعمل أثناء متابعة الدراسة منذ الصغر).

شارك في تأسيس جمعية التراث العربي في الموصل وهو عضو في جمعية الخطاطين العراقيين وعضو فخري في جمعية رابطة الخريجين لتحسين الخطوط العربية في مصر، وقد حاضر في تاريخ الخطاطة الإسلامية وعلّم هذا الفنّ في الموصل ومن تلاميذه علي حامد الراوي، وأياد الحسيني، وطالب العزاوي، وباسم ذنّون، ومروان حربي، وعمار عبد الغني، وعباس الطائي، وعلي حسن، وعلي أحمد، وعبد الغالي عبد الرزاق، وحسن قاسم حبش، وفرح عدنان وجنة عدنان.

وله مناظرة مع المؤرخ المغربي الكبير عبدالهادي التازي حول الارقام العربية المتداولة بشكليها العربي والانكليزي ان كانت اصول كتابتها مأخوذة عن الهندية . وله وجهة نظر ايضا خاصة في نظرية الشاعر والخطاط البصري سعيد الصكار في محاولته تقليص عدد الابجدية العربية

وللراحل مؤلفات عديدة منها – دروس التربية الفنّية 1385 (1965م).- خلاصة قواعد خطّ الرقعة 1391 (1971م).

– الخط الكوفي 1392 (1972م).- مبادئ الزخرفة العربية (التوريق) 1392 (1972م).- كرّاسة تحسين الكتابة الاعتيادية 1398 (1978م).- قواعد خط الرقعة 1398 (1978م).- قواعد الخطّ الديواني 1398 (1978م).- العمائر السكنية والخدمية في مدينة الموصل (مشترك) الكتابة وفنّ الخطّ العربي : النشأة والتطوّر .

أخترنا لك
بعد شهرين من الاكتتاب العام في أرامكو السعودية، المستثمرون يخسرون الأموال

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة