هنالك كتب
عديدة في مجالات الأدب والنقد تصدر بشكل يكاد يكون يومياً،
لم أفكر بتقديم إضاءة لها لكن بعد أن وصل هذا الكتاب ألكترونيا إلى
مركزنا الثقافي في شيكاغو والذي يحمل عنوان الإضاءة ويتضمن
قراءات في منجز الأديب حسن سليفاني الأدبي، في القصة
والرواية والشعر، وجدتُ نفسي لا شعوريا أفكر بمدى الفائدة
التي يقدمها هذا الكتاب المشتمل على 23 قراءة نقدية ومقدمة
وشهادة، على مدى 299 صفحة للقارئ عموما، وللأدباء
والدارسين على وجه الخصوص.
ادب كردي
الأديب حسن سليفاني غنيٌّ عن التعريف، وسيرته حاضرة لدى
المرور على الأدب الكردي سواء في مجال الشعر أو القصة القصيرة
أو الرواية أو الترجمة أو العمل النقابي. وإذا كان الأستاذ
الدكتور خليل شكري هياس وهو الأكاديمي قد جمع هذه القراءات
ووثَّق هذا الجهد فإنه بعمله وجهده هذا جعلنا نقفُ أمام واجهات
معرفية عديدة، نحاولُ ايجازها بما يلي:
تكوين صورة متكاملة الجوانب عن تجربة الأديب حسن سليفاني
من رأي نقدي رصين لعدد من نقاد العراق البارزين ومعرفة الخصائص
الأدبية لتجربته من خلال دراسات أكاديمية ترتكز على تراكمات معرفية
هائلة، وهؤلاء الأكاديميون الذين يشغلون مراكز حساسة في
التعليم العالي ويقومون بتخريج مئات الطلبة في البكالوريوس
وعشرات من حملة شهادات الماجستير والدكتوراه. وتتكامل الصورة عن
تجربة أديبنا بمشاركة من قبل عدد من الروائيين والقاصين والشعراء
الذين تلعب أسماؤهم دورًا بارزًا في الحركة الثقافية وهؤلاء
يقدمون قراءاتهم مستندين إلى تجاربهم الغنية والمكتنزة بأسرار
العملية الابداعية.
تتجلّى أهمية الكتاب في زاوية رؤية أخرى تكمن في أن المثقفين
سيطلعون من خلاله على الأدوات النقدية التي تعمل على منجز أديب
واحد، يعمل عليها كلّ ناقد من خلال رؤيته للمناهج والمدارس
النقدية والأدبية المعنية، فتتوفر فرصة كبيرة لمعرفة آليات اشتغال
كل ناقد ومقارنتها مع الناقد الآخر. كذلك في دراسات الأكاديميين
والأسلوب العلمي في تحليل النصوص ووضعها على طاولة التشريح
لاستخراج العناصر والأواصر الجمالية في النصوص المتناولة من تجربة
الأديب. كما أنّ الأدباء فضلًا عن المثقفين والقراء سيكتشفون
مقدرة زملائهم من الأدباء الذين تناولوا تجربة الأديب (موضوع
الكتاب / حسن سليفاني) من ناحية رؤية الأديب لمنجز الآخر وكيفية
تحليله وفق تجربة الكتابة التي اكتسبها في مجاله.
تجربة الكتابة
هذه التجربة الكتابية في منجز حسن سليفاني تفتح المجال لاتخاذ
ذات الخطوة من قبل أشخاص آخرين بغض النظر عن هويتهم الثقافية سواء
أكانوا نقادًا أم دارسين أم الأدباء أنفسهم أم من المهتمين بالشأن
الثقافي، حتى أن المؤسسات والمنظمات الثقافية لو قامت بهذا
التقليد فإنها تختصر جهد الباحثين والمهتمين. فالمعنيون بهذا
الأمر وخاصة من طلاب الدراسات العليا يبذلون جهدًا كبيرًا لتجميع
الكتابات المتعلقة بأديب ما من أجل دراسته وضمن فترة زمنية قد تكون
طويلة نسبيا.
إنّ وجود مثل هكذا كتاب سيكون له تأثير كبير في تسهيل عملية
التبادل المعرفي والثقافي بين الشعوب. وسيجعل عملية النقل
الثقافي بينها عن طريق الترجمة أكثر اختصارًا للوقت والجهد
المبذول من قبل المترجمين. فنعلم جميعًا أن المؤسسة الثقافية في
بلد ما تقوم دائما بترجمة عينات أدبية من البلدان الأخرى لذلك فهذه
الكتب تعطي التصور الواضح لمكانة الأديب في الخارطة الأدبية
والثقافية لبلده فتسهل عملية تتبع منجزه الأدبي وترجمته.
تتضح القيمة الثقافية والمعرفية للكتاب من خلال الأسماء التي
شاركت فيه، وهي (أ.د. محمد صابر عبيد/ أ.م.د. فيصل صالح
القصيري/ د. غنام محمد خضر/ د. علي صليبي المرسومي/
شاكر مجيد سيفو/ جمال نوري/ عبد الكريم يحيى الزيباري/ د
.علي عبد الأمير صالح/ لقمان محمود/ فتح الله حسيني/ يونس
أحمد/ جوتيار تمر/ محمد شيخو/ محمد بدر الدين البدري/ فنان
آدم/ علوان السلمان/ كمال عبد الرحمن) إضافة الى الدكتور خليل
شكري هياس الذي قام بالإعداد والتقديم والمشاركة أيضا ببحث حول
نتاجات الأديب حسن سليفاني. وقد كانت سيرة الأديب الموضوعة بعد
الدراسات مهمة جدا للتعريف بالأديب ونشاطاته ولو أنني أرى –
وهذه وجهة نظر خاصة – أن يتم وضع السيرة قبل الدراسات من أجل
تشويق القاريء أكثر في الاطلاع .. أخيرًا فإنّ هذا الكتاب
إضافة مهمة للمكتبة وثمرة ثقافية باتت في متناول الجميع.
{ اعلام المركز الثقافي الكردي