زهرة الصباح{23}{لاتكنْ مزيفا، كُنْ حقيقيًا}

2020/06/29

تقدمها لكم: رجاء حسين

=============

(سلاما على الذين يزهرون القلوب إذا نزلوا بها ..وكأنهم في بقاع الأرض أنهار) شمس التبريزي

كم قابلت في حياتك مثل هذا النوع من البشر...قليل أم كثير؟ حتى وإن لم تقابل أحدا منهم، ليتك تكون أنت نفسك واحدا منهم

البعض يغضب أحيانا إذا ابتعد عنهم أشخاص يحبونهم بصدق ويذهب الغضب بهم مداه ويشعرون بظلم فادح وقع عليهم جراء هذا الجفاء ممن اعتقدوا أنهم يبادلونهم المشاعر نفسها

ولكن لنكن صادقين قليلا مع أنفسنا حتى لانقتلها حزنا وألما على من فارقونا بكامل إرادتهم.. فهم فعلوا ما رأوه أمرا طبيعيا بالنسبة إليهم ..لم يؤثر فيهم رحيلهم عنا، لم يزعجهم حتى

نحن من نتأثر ونحزن ونشعر أنها نهاية أشياء كثيرة جميلة في حياتنا ولكن، لنكن منصفين قليلا بيننا وبين أنفسنا في لحظة مصارحة مع النفس لنرى أين نحن؟ ولتسأل نفسك:

هل طلبوا منك أن تشعر بالخواء إذا غابوا عنك؟ أم طالبوك بأن تتعلق بهم وبوجودهم حد الألم؟

هل أجبروا قلبك أن يدمع قبل عينيك شوقا إليهم؟

هل طالبوك بأن تجعلهم مركز دائرة حياتك اليومية؛ حتى يدميك خنجرالشعور بالوحدة في بعدهم؟

هل عقدوا مع قلبك صفقة أن يتمرد عليك حال غيابهم؟ أم اتفقوا مع روحك بأن تغادرك مع مغادرتهم؟

الإجابة بوضوح ..هم لم يطالبوك بشئ مما سبق بل أنت من فرضت على نفسك وروحك كل هذا

أنت من أغلقت على نفسك وعليهم دائرة لاتتسع لأي احتمال لخروجهم يوما خارج إطار تلك الدائرة، والذي أوهمت نفسك أنك فقط تمتلك مفتاحه السحري! في الوقت نفسه الذي حفروا فيه لأنفسهم نفقا خفيا في جدار دائرة حياتك؛ يتسللون منه خارجا متى شاءوا، ولكنك في خضم تعلقك بهم لم تر ذلك النفق..أو تعاميت عنه بمحض إرادتك، فلماذا تلومهم؟

لماذا تحملهم نتيجة خطأ حسابات مشاعرك الجارفة؟ لماذا تطالبهم بتسديد فاتورة صدق مشاعرك؟

ها أنت قد رأيت أنهم أبرياء من كل التهم السابقة، فماذا أنت بفاعل؟!

عليك أول شيء أن تقدم لنفسك اعتذارا يليق بها، وإلى قلبك اعتذارا يستحقه، ولاتندم على إحساس صادق بذلته؛ فالطيور لاتأخذ مقابلا على تغريدها كما قال جبران

هؤلاء لم يفهموك أبدا كما قال درويش: (البعض لن يفهمك ليس لصعوبتك أو غموضك..فقط لأنك حقيقي جدا وهم قد تعودوا على المزيفين)

لاتصبح مزيفا لترضي أحدا، فنفسك فقط هي الجديرة بأن ترضيها وتعتذر لها، لاتدع أحدا يعبث بمشاعرك؛ فالعبث بالمشاعر جريمة لا يحاسب عليها القانون!

لاتكن مزيفا.........كن حقيقيا

وغدا زهرة جديدة

كن كزهرة الياسمين ..رائحتها تريح الأعصاب وتولد شعورا بالثقة والتفاؤل ومرآها يولد شعورا بالحب والسعادة.

أرق تحياتي / رجاء حسين

أخترنا لك
العتبةُ العبّاسية المقدّسة ترفد مواكب الخدمة الحسينيّة بموادّ غذائيّة

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة