تعرف على قصة أول فانوس فى القاهرة.. وكيف تغلب على "شمع العسل" لجوهر الصقلى؟

2020/05/05

 

محمود الدسوقي

ماهو أول فانوس حمله المصريون في رمضان في العصر الفاطمي ؟ ماشكل ال فانوس الذي استمرت عادته منذ 973 ميلادية حتي وقتنا الحالي في الشهر الفضيل؟ كيف اختفت شموع الأمراء والأكابر وبقي فانوس المصريين البسيط؟، " بوابة الأهرام " تجيب علي هذه الأسئلة في التقرير التالي بناء علي المذكرة التاريخية النادرة التي تناولت تاريخ الإضاءة عام 1925م، ولها من العمر 95 سنة.

عندما انطلق جوهر الصقلي لتنفيذ أمر المعز لدين الله الفاطمي ببناء مدينة القاهرة، التي كانت عبارة عن المسافة التي يقطعها الإنسان حاليا بين باب الفتوح وباب زويلة، أضاء الميدان الواقع بين القصرين الصغير والكبير الموجودين بجهة النحاسين، كانت إضاءة جوهر الصقلي مصنوعة من شمع العسل الذي كان يفرض كضريبة علي الأهالي، حيث يؤكد المؤرخون أن جوهر الصقلي فرض الضرائب لاستخدام شموع العسل في إنارة العاصمة الجديدة القاهرة، بل تمت إضاءة المساجد بشموع العسل.

محمد أفندي سليمان عبدالله المهندس حدد في مذكرته النادرة التي تنشرها " بوابة الأهرام "، شكل ال فانوس الذي حمله المصريون في رمضان ، سواء في العصر الفاطمي أو ما بعده في العصر الأيوبي، قائلا "عامة المصريون كانوا يتزاورون ليلا بفوانيس ضد الهواء تمسك في اليد وبقيت هذه العادة مستمرة في الأرياف والقري خصوصا في شهر رمضان ، أما استعمال الشموع في الإضاءة كان قاصرا علي بيوت الأكابر والأعيان ومأمور القسم، واستمرت الفوانيس ضد الهواء والتي يحملها المصريون في رمضان مستمرة، حتي استعمل البترول بكثرة في القاهرة لرخصه وسهولة تكوين مصابيح منه رخيصة".

في العصر الفاطمي (973 – 1171م) ظهرت الروايات التي تقول إن الخليفة الفاطمي كان يخرج ليلا في موكب لاستطلاع شهر رمضان ، حيث كان الأطفال يخرجون وهم يحملون الفوانيس ويرددون الأغنية المصرية القديمة وحوي ياحوي، ومن هنا ظهرت عادة حمل فوانيس رمضان وترديد الغناء لقدومه.

 

المؤرخون والأثريون الذين جمعوا الطرق والكيفية التي كانت تستخدم في الإنارة قبل ظهور الفوانيس، أكدوا أن القنديل وهو عبارة عن وعاء من المعدن والخزف بدون غطاء يوضع فيه الزيت وتغمر فيه فتيلة القطن هو الشكل الأساسي للإنارة، فقد استخدمه اليونان ومن قبلهم استخدم المصريون القدماء مصابيح مزركشة من المعدن ذات قائم معدني محلاة بنقوشات بديعة ومصنوعة صنعا بديعا.

كانت القناديل عقيمة بسبب كثرة الدخان وإفساد الهواء، كما يحدد المهندس محمد أفندي، مؤكدا أن الأضاءة صارت بهذا الشكل حتي ظهر في العالم استخدام الشمع المصنوع من دهن الأغنام، وذلك بإذابته وصبه في قوالب مخصوصة داخلها قناديل من القطن، وقد شاع استعمال شمع الأغنام في القرون الوسطي، حيث كان الجزارون وخاصة في فرنسا يتولون صنع الشمع من دهن ذبائحهم، ومن هنا ظهرت المشاعل التي كانت تصنع من عصي معدنية مجوفة يوضع داخلها طرف الزيت، أو الشمع المغمور، وكانت تحمل باليد وتعلق أمام المنال للإضاءة، وكانت تربط بالشبابيك لإنارة المنزل ذاته.

 

في القاهرة كان يتحرك الأمراء والأكابر بمواكب يتقدمهم حامل المشاعل مكونة من خرق مغموسة في الزيت وقطع من الخشب يحملها الخدم، وفي عام 1524 اهتدت البشرية لإنارة الميادين والشوارع غير أنه كانت هناك مصاعب تعترض الإنارة من قبل المتشردين والمشاغبين حيث كثرت الحرائق، واستمر الحال علي ماهو عليه لمدة مائتي سنة حتي عام 1765م حيث تم اختراع مشعل ووضعه في فانوس معدني، وقد تطور الأمر باختراع منظم في المصباح يمكنه رفع الفتيلة وانخفاضها، ومن هنا وجدت مصابيح الغاز طريقها واستمر الحال حتي القرن الثامن عشر حتي اختراع غاز الاستصباح من الفحم ليحل محل الفوانيس.

أخترنا لك
رفعة الجادرجي... دخل الزخرفة الإسلامية من أبوابها الخلفية فانفتحت أمامه الآفاق

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة