جميع فرق المحافظات ظلت لأوقات طويلة خارج دائرة المنافسة على لقب مسابقة الدوري الممتاز بكرة القدم منذ ان كان يجري على مستوى فرق بغداد بين المؤسسات العسكرية والمدنية لحين تغير الالية في عام 1974 وسمي في وقتها بدوري اندية العراق وإلزام الفرق بتغير أسماؤها وشمل دمج اكثر من فريق تحت تسمية واحدة وبات الدوري يشبه بطولات الاتحادات المحلية مافتح المجال امام اكبر عدد من اللاعبين للعب بعدما ارتفع عدد الفرق الى 16 فريقا من خلال إجراء تصفيات للفرق على مستوى المناطق الجغرافية وفي وقتها صعدت فرق من المحافظات الأولى في حينها وبعد أربعة مواسم تمكن الميناء البصري من الحصول على اللقب في موسم 1978 وكان انجازا ضخما بكل معنى الكلمة بعدما بقيت فرق العاصمة مهيمنة على البطولات وتتبادلها قبل ان يفتح نظام الدوري المذكور المشاركة الواسعة امام عدد من فرق المحافظات التي وجدت من اللعب في الدرجة الأولى وبجانب فرق الشرطة والجوية والزوراء والطلبة وغيرها ما دفعها للتعامل مع الأمور بشكل اخر عندما راحت بعض الفرق تقدم مغريات للاعبي المحافظات التي فشلت في الصعود واللعب بدوري أندية القطر الممتاز حاليا ومثال نادي السماوة الذي انتدب اغلب لاعبي الناصرية وكذلك نادي صلاح الدين الذي شارك ولعب بعد الصعود بتشكيل من لاعبي المحافظات والعاصمة وتمكن من الحصول على لقب الدوري موســـم 1980.
نادي نفط الوسط
من الفرق التي كسبت احترام أهل النجف والشارع الكروي قياسا لفترة التأسيس القصيرة 2008 مع الحصول على لقبي الدرجة الأولى وكذلك لقب الممتاز في موسمين متتالين في سابقة استثنائية وكانت المشاركة ببطولة الدرجة الأولى مهمة للغاية في بداية ربما كانت تفتقد للكثير من الأمور لكن يبدو الإدارة المؤسسة كانت تتمتع بقدرات وتقف على أرضية عمل قوية لتدارك التحديات التي تجعل من الأمور غاية في الصعوبة في بداية العمل وربما تنقص البعض من الأعضاء الخبرة وهذا امر واقع لأنها تتولد مع مرور الوقت لكنها حددت طريق العمل بالاتجاه المطلوب عبر تشكيل فريق لكرة القدم وليس ما يجري مع بعض الأندية عند التأسيس في ظل الإمكانات المالية التي يتمتع فيها النادي وفي وقت كان دعما ممدودا لفرق أندية وزارة النفط في تلك الفترة وهو ما جعل من إدارة الوسط السيطرة على الأمور والتحكم فيها من البداية في تدارك اهم مشاكل الأندية حيث الأموال التي ساعدت الإدارة المذكورة في انتداب عدد من الأسماء واللاعبين وتفعيل مشاركة الفريق وبسرعة وفي اختيار جيد للمدرب عبد الغني شهد وتعامله الواضح مع الأمور وفي اختيار المهمة وفق ضوابط حددها بنفسه وفق معاير تنسجم مع شخصيته التدريبية وعلى عكس غيره من اقرأنه الذين يقبلون بمهمة التدريب مع فرق غير متكاملة وربما اكبر منهم فنيا ما يعرضهم للفشل السريع وترك المهمة ولو ان خطط إدارة الوسط والدعم المالي هي من دعمت مهمة المدرب التي مكنته من الوصول الى انتداب اللاعبين المطلوبين ومن ثم التشكيل القادر على خوض المنافسات ولان الوسط كان يخطط لعبور الدرجة الاولى باية طريقة كانت لان البقاء فيها لفترة أطول ربما يعقد الأمور ويصيبها بالإحباط مع ان الإدارة دخلت العمل بثقة لانها استندت على الأموال التي قربت لها كل الأشياء المشكلة التي دفعت بأندية بعيدا عن منافسات الدرجة الأولى وحتى الفريق الام النجف الذي صال وجال وقدم في فترات من الوقت نفسه فريقا يشار له لكنه كاد ان يخسر موقعه الحالي قبل ان ينقذه إلغاء الدوري في احد المواسم القريبة ولازال يعاني لان الجميع بحاجة للأموال عصب العمل والتطور والثبات قبل ان تسوء الأمور على مستوى الأندية الجماهيرية حتى وما جري للطلاب والزوراء وللميناء واربيل واغلب فرق المحافظات اذا لم تكن جميعها ومنها من تركت المسابقة الممتازة بصمت في وضع معروف حتى انتهت دون يذكرها احد اليوم ولو بقيت تلعب في الدرجة الأولى ( المظاليم ) الذي تغير للوراء بسبب تغير إلية البطولة من يوم لأخر زمن ثم زيادة عدد الفرق واختيار المشاركة ما زاد من عددها التي منها لم تقدر حجم المشاركة وسط قدرات وإمكانات متقلبة ومتراجعة لابل منها معدومة التي فرضتها تداعيات التوسع بافتتاح الأندية المؤشر الذي لايعكس واقعها رغم تقديم أكثر من مقترح حول اعتماد التخصص لعملها طالما انها تعتمد على كرة القدم لكن دون جدوى قبل ان يأتي القرار الخطيئة في تحويل صلاحيات وزارة الشباب للمحافظين لتدخل الإنعاش في وضع مؤسف جدا ان تتحول اماكن تخريج الإبطال الى شبه مقرات خربة ومهجورة وسط إدارات غير حزينة على الذي يجري إمامها وبسببها مع أندية المحافظات التي خسرت كل شيء وبانتظار القانون الجديد الذي قد ينقذ ما يمكن إنقاذه في ظل الوضع المأساوي للأندية الذي لايحتاج الى تعليق.
أصل الحديث
وأعود الى أصل الحديث حيث نادي الوسط الذي وصل الى الهدف الأول المطلوب بسرعة واكبر بكثير من اندي بدأت قبله او خلفه وفي اداء مهم للإدارة عندما نجد فريق كرة القدم ينهي دوري الدرجة الاولى مع الحصول على اللقب بعد موسمين فقط وذلك في موسم 2013 من دون خسارة في عمل مميز من حيث سرعة الانجاز والتحول الى الدرجة الممتازة في وضع مختلف عن الأندية التي سبقته عندما فرحت وصفقت مع جماهيرها بالصعود واللعب في الممتاز لكنها واجهت صعوبات العمل ومنها لم تقدر على البقاء ولو لموسم واحد امام عمل مختلف وما تتطلبه الأمور من عقود ورواتب ولاعبين قدرة وخبرة وأهمية إمام منافسات قوية وهو ما عملت عليه ادارة الوسط من خلال دعم الجهة الراعية قبل التوجه بقوة وثقة الى المسابقة الجديدة بإمكانات عالية والكل يبدو كان يدرك ويقدر هذه الأمور والتعامل معها فظهر ذلك واضحا في الموسم الاول عندما دخل الفريق معمعة الدوري الممتاز لأول مرة فاستجابت له بسرعة غير متوقعه بعدما اعتمد على مجموعة لاعبين اختارهم بدقة المدرب غني شهد الذي تمسكت به الإدارة وهو من فضل البقاء في ظل تامين مستلزمات العمل التي ساعدته ممثلة في الركن الأهم فيما يخص اختيارات اللاعبين وهو ما ساند مهمته كثيرا في الدخول في البطولة بثقة كبيرة من اليوم الأول ولم يتأثر بضغط المباريات وقوة الفرق الجماهيرية واستمر بنجاحاته من جولة لاخرى داخل وخارج ملعبه وبدا مؤثرا في التصفيات.
اللقب الاول
وقسمت الفرق الى مجموعتين ونجح في الانتقال من المجموعة الى دوري النخبة ضمن ثمانية فرق ولعب في مجموعة قوية وتصدرها على حساب الشرطة قبل مواجهة القوة الجوية في ليلية رمضانية تمكن من قهر الازرق تحت أنظار جمهوره الذي تفطرت قلوبهم لأكثر من سبب منها خسارة اللقب من فريق يلعب لأول مرة في الممتازة والفوارق الأخرى حيث الفنية ولان الأمور لم تأخذ على محمل الجد وحسمها في الوقت المحدد او الممدد قبل ان تعطي ركلات الجزاء الفرحة كاملة لاهل الوسط في فرحة غامر لاتوصف قبل ان يسقط الصقور على عماهم في ليلية يتذكرها اهل الجوية هذه الأيام ومؤكد تحمل مخيلتهم لحظات رفع الدرع من قبل رئيس فريق الوسط في ملعب الشعب قبل ان يخرجوا من الباب الضيق ويكتب الوسط تاريخا كبيرا خارج التوقعات في انجاز مشهود في سجل البطولة في موسم 2015 2014 وحصد النجمة الأولى التي كتبت باسم التشكيل والمدرب الذين تمكنوا من اكتساح فرق مجموعتهم بقدرات ونتائج مؤثرة زادت من قدراته التي ظهرت اكثر تأثيرا بدوري النخبة ليسيطروا على فرق مجموعتهم وتمكنوا من صدارتهم وفي انجاز اكثر من نصف الطريق قبل مواجهة الجوية في ليلة مشهودة عمت الفرحة مدينة النجف التي انتظرت ان يحدث الأمر مع الفريق الأول نادي النجف قبل ان يأتي من الوسط.
ناجح حمود
هنا مؤكد لعب و ظهر تأثير الإمكانات المالية التي اتاحة الفرصة للجهاز الفني بانتداب من يريد من اللاعبين لدعم خطوط اللعب التي عززت طيلة فترة المسابقة ليسجل الوسط انجازا ثانيا في موسمين بقيادة بنفس المدرب وتحقيق التحول لكرة المدينة التي كان يمثلها الفريق الأول النجف الذي لايمكن التقليل من دوره في دعم اللعبة في المدينة وفي عمل محفور في ذاكرة الأنصار والدعم الذي قدمه الرجل ناجح حمود الذي قدم الكثير للكرة النجفية والرياضة بالمحافظة في ظل علاقات طيبة امتدت على رقعة المحافظات انعكست عليه بالاتجاه الايجابي وفي وضع جيد عندما منح فرصة تدريب المنتخب الوطني لكرة القدم وقيادة فريق النجف قبل ان يتولى مهمة رئاسة الاتحاد العراقي لكرة القدم والعمل في الاتحاد العربي لكرة القدم ولازال الاسم القريب ليس لنفوس اهل النجف بل على مستوى العراق.
بحر العلوم
وفي الجانب الاخر يظهر الرجل المثابر حيث فراس بحر العلوم الذي يدير الامور مع اخوانه في الإدارة بشكل مؤثر وواضح على مستوى الفريق وتطوير النادي من خلال إدارة تستحق التحية لانها تتدبر الأمور وتستثمر الأموال في تطوير وقيادة فرق النادي الذي استقطب العديد من نجوم المنتخب الوطني فضلا عن تامين فرص عمل لبعض الرياضيين قبل ان يتحول الى احد الأندية المهمة ليس على مستوى البلد بعدما حقق مشاركة ببطولة الأندية العربية في الإسكندرية. ولابد من الإشارة هنا وباعتزاز كبير الى فريق النادي بكرة الصالات الذي حصل على لقب دوري العراق في موسم 2017 وهو الاخر حصل على اكثر من مشاركة خارجية اسيوية ويدعم المنتخب الوطني بعدد من اللاعبين قبل الانتقال للدرجة الممتاز.