متوالية (غيمة مطر) للروائي حميد الربيعي

2020/04/28

غيمة مطر مجموعة قصصية بين عشق كاتبها لبغداد وتفردها بأسلوبها الفني كمتوالية قصصية وكما أشاد بها الكثير من النقاد وقد تتوجت بالفوز بجائزة الإبداع التي رعتها وزارة الثقافة والإعلام حيث شكل السارد لوحته الجمالية البارعة في مجموعته بعنوانيها المتوالية ..هذا موجز ما تحدث به الروائي( محمد علوان جبر) عن الاحتفاء بالروائي حميد الربيعي وبمجموعته الجديدة ( غيمة مطر ) في جلسة نادي السرد باتحاد الأدباء والكتاب في العراقي أصبوحة يوم الأربعاء 26 / 2 / 2020 ..

الروائي حميد الربيعي تحدث عن مجموعته والتي كتبت مابين عامي 2018 و 2019 وعن تجربة تقديمها للجائزة والتي لم تكن بالحسبان ولكن نظر للموضوع من زاوية أخرى والقيمة الفنية وموضوع بغداد كسبب رئيس فالشعب ركن الى السكوت وهل يموت وهذا السؤال الذي طرحته والذي يكون الثيمة الرئيسة للمجموعة فقد توالى علينا التاريخ الذي يبعث رائحة نتنة والذي جعل الناس تخمد وتركد ونحنى أبناء حضارات فقد استضفت من التاريخ شخصيات لمعرفة هل ركنوا أو خمدوا والتي انبثقت اكتر في واقعهم ومن هنا بدأت الشخصيات تتبلور وبمختلف الشخصيات وهي شخصيات حيوية وكان من السلالات أن تتخلص من الرائحة النتنة…

كانت هناك أوراق نقدية ومداخلات للحضور فالناقد( فاضل ثامر) ذكر له دراسة نشرت في الصباح لشهر ك2 بعنوان مجموعة (غيمة مطر ) بوصفها متوالية سردية .ونوه عن المجموعة فيها الكثير من الإشكالات النقدية والرؤوية يضعنا أمامها حميد الربيعي فأضاف المتوالية السردية ..وهناك أحداث تأخذ الطابع ألغرائبي وفي القصة العاشرة هي تجميع الخيوط وفي لعبة سرديَّة ذكيَّة يجمع القاص جميع أبطال قصصه في القصة الأخيرة (حيث يجتمعون) لتحقيق هذا الهدف، أي انتصار غيمة العطر، والتخلص إلى الأبد من مصادر العفن والقبح والكراهيَّة، من خلال دفن الجنازتين اللتين مضى عليهما أربعة عشر قرناً فاستطاع حميد بذكاء أن يوصل جميع هذه القصص وكأنها نص واحد فتجربة حميد تجربة فريدة ..

أما الناقد ورئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ( ناجح المعموري ) مر على مصطلح المتوالية السردية في القصة العراقية والعربية ومن تناولها ومنهم جاسم عاصي وجهاد مجيد إضافة الى الدراسات الغربية ففي عناوين المجموعة عنوانات مهنية واستطاع الكاتب أن يلعب هذه اللعبة فموضوعة التاريخ فيها شيء من المهارة ولعبه بتميز وإيهام فاستخدم حاضر التاريخ وهذا الرمز متداولا فأعطى برقيات والتي لا تعني العودة للتراث أو التاريخ في المجموعة وان الماضي دائما يتحول الى حاضر وهنا حميد استطاع تحضير الماضي فهو قاص مهم …

الناقد والشاعر (علي الفواز) … نوه هذه المجموعة (غيمة مطر )والتي أثارت جدلا ليس لأنها فازت لكن تتحدث عن المستوى السردي والتاريخ وهو لم يعد موجودا والذي يتحدث عنه شخصيات مختلفة ..حميد في (غيمة مطر) بدا بالعنوان الحسي وصول الى التعقيدات الفنية والذي جعل من المدخل الى وظيفة الاستدعاء الى وظيفة الحفر في النص والشك الى وظيفة النقد ..وظف حميد المتوالية السردية الى ما هو غير المألوف وخاصة في شخصياته فهم أبطال عاجزون أصيبوا بخيبة ، خيبة الجوع ..خيبة السلطة …فهذا النص المتنوع أعطى المجموعة أن تحتاج فعلا قراءة فلسفية فهي تشتغل على صراعات وعلى شخصيات متحولة ..الثورة هي عورة رصيف جيل لم يستخدم المركزيات الكبرى فهذا ما طرحه حميد فالمجموعة تحتاج الى عملية تأطير الى عملية بحث ..

الروائي والأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب في العراق (حنون مجيد)..أشار الى المجموعة مترعة بعافية الحدث وصوغة الحدث فاستطاع أن يصوغ من أحداث التاريخ وكاي مجموعة تعددت فيها مستويات الوعي الفني حميد ينسخ في قصصه ما يسر وتفرد بكتابات هذه المجموعة يقدم أحيانا الفاعل على الفعل وبجمل متواترة وتوزعت القصص على جغرافيات كثيرة وأسماء كثيرة اللغة نظيفة وهذه المجموعة إضافة الى الكتب المهمة في مكتبتنا ..

تداخل الناقد (علوان السلمان )ونوجز ما اكد عليه بان هذه المجموعة هي رواية قصيرة وسبق إن بحثنا في المتوالية السردية مع نقاد ومنهم د. ثائر العذاري واعددنا جاسم عاصي أول من استخدم المتوالية السردية القصصية وحميد الربيعي يعتبر من كتابها في هذه المجموعة والتي في نصوصها غرائبية وسرد بصري وتوظيف الكتابة والاستعارة اللفظية وحوارات ذاتية وموضوعية وتوظيف المكان والزمان ..

الناقد (إسماعيل إبراهيم عبد) قدم دراسة بعنوان غيمة مطر ..(كهانة بحث في ما بعد الوجود ..) جاء في بعض منها القصص كهانتها في البحث عن الوجود – تجرب حزمة من التقنيات تكاد لا تستوعبها المقالة إجرائيا لذا سننوه لبعضها ونتابع بعضا آخر منها ومن التقنيات

أولا :غيمة الرؤى …

والتي أعدها الناقد كلها قصص رؤى بحق و اوعزها لأسباب كثيرة ومنها – تقمص لغة الإيماء الاشاري لخلق حالة معاني مابعد الإشارة – لغة الحكي تمزج بين فلسفة العلم والتاريخ وتبطنهما بمقاربات حديثة لاحقة – تتصل لغة السرد بلغة لتراث على هيئة شخوص وتواريخ – ممارسة طقس خاص بالتمدد والتهشيم للأحداث والتواريخ والحكايات – تميل اللغة نحو توجيه دلالتها نحو رواشح نفسية ثم تدجن المستحيل كونه من يصنع التراث للكثير مما يشيع شعبيا

ثانيا :صور نادرة للحكاء

الصور السردية الذهنية لها مثيراتها المتخيلة التي تتجه بالتفكير نحو تنظيم علاقات صور الجمل الواصفة لكم هائل من الأحداث الدالة على الرغبات غي المكتملة والمشاعر الناقصة فضلا عن خلق صور تملا الجمال بما يفهم ..واخذ الناقد مقطع وبين فيه يؤكد المقطع جملة صور نادرة للحكاء أهمها 1- جمل المقطع تمنتج صورا ذهنية وبصرية معا لمتخيل لوحة ترسمها الفتاة لنفسها …2- يمنح المستحيل درجة الوجود الحقيقي عبر لغة الراوي التي بها يوحد بها الأجساد والأرواح 3- الفعل الحركي للبطلة واللوحة مخلوق ذهالي من صنعة الكاتب المبهور بمعنى الأنثى لا مجسم المرأة

ثالثا : لغة الوصف المعقدة

هي اللغة السردية التي تحاول جعل مكونات اللغة ( الأحرف والكلمات ) مؤنسنات كائنات حية لها ذات الحضور الحي المادي المتفاعل مع قوى النطق بحسية المادي الملموس نرى إن مثل هذا الاتجاه سيكون فرادة مستقبلية في تعامل ( اللغوي ) مع ( الجسداني ) باتساق دلالي مجيد لذا وصفناه بالمعقد …

رابعا الضلالة

إن القراءة السريعة لقصص غيمة عطر ستجر صاحبها نحو ضلالة متوزعة على أفكار قريبة وبعيدة عن توقعات الكاتب والقراء الآخرين ومن بعض أفكار هذه الضلالة 1- العطر والمطر هما الغطاءان الخلفيان لبيئة الخطاب للقصص كلها 2- القصص كلها أغنية وجد لمتعة الراوي فهو الأشخاص جميعهم وهو صانع الروي والحدث والتدوين وصائغ الأوجاع العامة والفردية 3- النساء كلهن طبيعة أنثى من ورق وصور لا أجساد لهن 4- انا السارد لن تفلت من محيط الرائي لسياسي والفني التراثي .غيمة عطر كون فني تماما يمكننا عده قص معرفي تجريدي

الناقد (محمد جبير ) تداخل أيضا وجاء في حديثه ، نصوص حركية الاهتمام بهذه المجموعة يدلل إن حميد لديه تفكير مسبق بالنص مصمم ومهندس بارع في النصوص ..فهناك جمل سردية قد تكون كل جملة قصة والشغل السردي عند حميد ليس شغل عفوي تجد لغة عالية توجد صورة شعرية توجد أفكار يغرف موقع جملته وفكرته والتي تثير تساؤل القارئ..

 

أخترنا لك
زيارة جديدة للحرافيش في ذكرى نجيب محفوظ

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة