فتاه من كراكاس ؟
- قصه قصيره - ( خمسة اجزاء )
الجزء الاول
اخذت مكاني في الطائره ، وقد اخذت ترتفع عن الارض محلقة في الأجواء ،
وكنا قد ربطنا الاحزمه ثم اعلن قائد الطائره عن فك الاحزمه ، وان
الرحلة الى كراكاس سوف تستغرق حوالي 6 ساعات ؟ لم استوعب اللغه التي
تكلم بها ، ولم اعر كلامه انتباهي ، الى ان حضرت المضيفه واخذت تتكلم
معي بلغة لم افهمها ؟؟ شعرت الفتاة التي تجلس بجانبي ، باني لم استوعب
ما تقول المضيفه فادارات وجهها ناحيتي ، وقالت ، يبدو انك لم تفهم
اللغة الاسبانيه التي كلمتك بها المضيفه ، فهل تعرف الانجيزيه ؟؟
اومأت بالايجاب .
انها تسالك ما نوع الطعام الذي ترغب فيه : سمك ام لحم ؟؟ اصبحت في
حيرة من امري ، وعاد الى فكري ما سمعته من قائد الطائره بان الرحلة
الى كراكاس سوف تستغرق 6 ساعات ؟؟ فقلت للفتاه :
ما علاقة كراكاس بالموصوع ؟؟
فقالت : السنا متجهين الى كاراكاس !! يبدو انك لست من فنزيلا ؟؟
قلت : هل تمزحين ؟؟ نحن متجهون الى بيروت ؟؟
استدارت الفتاة نحوي ،ونظرت الي باستهجان وقالت بابتسامة بدت فيها
اسنانها كحبات اللؤلوء : ما بك ايها الشاب ؟؟ نحن لم نتناول كحول ؟؟
نحن متجهون الى كراكاس ؟؟ ----
ادركت عندها ما حدث ، لقد خرجت من مطار هيثرو بلندن من البوابة الخطأ
، وركبت في الطائرة الخطأ ؟؟ شعرت بالقلق والحيره ، ولعلها لاحظت ذلك
فقالت : ربما صعدت في الطائرة الخطأ ؟
استدعت المضيفه ، والتي بدورها اتجهت نحو كمرة القياده ثم عادت لتقول
، لقد اخطأت يا سيدي ، وعندما نصل كراكاس عليك مراجعة شركة الطيران
؟؟؟
كانت الفتاة تنظر الي وهي ايضا في حالة استهجان ، ولكنها اخذت تهدئ من
اضطرابي وتقول لي لا تقلق ؟؟ كل ازمة سوف تمضي وتصبح مجرد ذكرى
----
كانت الفتاة على جانب كبير من الجمال ، وجه مستديرابيض ناعم البشره ،
مشرب باللون الوردي ، عيون سوداء واسعتان ، زاخرة بالحيوه ونبض الشباب
، شعر اسود ناعم يتدلى على كتفيها ، تظلهما اهداب سود طويله ----
قالت : هل لي ان اعرف من انت ؟وما اسمك ؟ : قلت انا من فلسطين ، واسمي
" حسن " ، كنت متجها الى مطار بيروت ومنه برحلة داخليه نحو مطار القدس
، فانا من احدى قرى قلسطين القريبة من القدس اسمها " بيت حنينا "
---
****
( الجزء الثاني )
كنت في بريطانيا في دورة تدريبيه في مجال الطرق ، على نفقة المركز
الثقافي البريطاني ، وقد اكملت الدوره وعائد الي بلدي فلسطين .
قالت انا اسمي " نيليدا " والدي من اصل مصري من مدينة الاسكندريه ،
وامي من فنزويلا ---
قلت : انا درست الهندسة في جامعة " عين شمس " بالقاهره، وقد اكملت
دراستي منذ ثلاثة أشهر وعينت مهندسا في بلدية القدس ، على ان ابدأ
العمل بعد اكتمال الدوره ؟؟
ولكني الان اشعر بالقلق ، فلم اكن قد حسبت حساب هذه الرحله ، والتي قد
تحتاج مني مبلغا لا يكفي لمثل هذه الرحله ؟؟
فوجئت بانها امسكت بيدي بصورة عفويه ، فسرت في جسدي قشعريرة ناعمه ،
وكانها تهدئ من قلقي قائلة :
اطمئن سوف تكون بامان ، ومنذ ان تضع قدميك على ارض فنزويلا سوف اتولى
امرك ، وسستكون في عهدتي ، واعتبرها رحلة جديده لك – استمتع بوقتك ودع
عنك القلق – فنحن اخوة عرب ومسلمون ، ووالدي دائما يحدثنا عن مصر ،
وعن حرب فلسطين ، وعن الثورات الفلسطينيه التي اندلعت ضد الصيونيه وضد
الاحتلال الانجليزي في فلسطين الذي يريد تسليمها لليهود . وهو يتابع
الاخبار باستمرا ر، لقد جاء الى فنزيلا مهاجرا في اواخر العشرينات من
القرن العشرين ، وتزوج من امي وهي من فنزويلا ، ولي من الاخوه اخ واخت
، وانا اكبرهم – وانا ادرس اللغات في جامعة كراكاس ، وجئت الى
بريطانيا وعشت شهرين مع عائلة بريطانيه من اجل تقوية لغتي، والتحقت
ببرنامج لتعليم اللغات ، وبقي على تخرجي من الجامعه سنة واحده ؟؟
لا اكاد اصدق ما يحدث ، وكأنها تعرفني منذ زمن طويل ، وقد شعرت بنشوة
غريبة ، فالفتاة يبدو عليها من اهل النعمة ، هي في ميعان الصبا ، ينم
تصرفها عن اصالة ورخاء وترف وذوق سليم ، واخذت أتساءل افي حلم أنا ؟؟
لله في خلقه شؤون ، فالانسان يصبح احيانا كريشة في مهب الريح تلقي به
في مكان وزمان لم يخطط له ، بل ربما تلك الريح تشكل العواطف والمشاعر
والنتائج غير المتوقعه ---
حطت بنا الطائره في مطار كراكاس ، وبحثنا عن الامتعه ، فل اجد الشنطه
التي تحوي امتعتي ؟؟ فقالت : لا تقلق طالما انك تحمل جواز سفرك في
جيبك ، لعلها ذهبت الى مطار بيروت – سيكون كله سهل لا ترهق نفسك ؟؟
نظر اليها نظرة استغرب وتدقيق ، راى قواما ينضح بالجمال ، ومحيا ينضح
بالحسن ؟؟ رشيقة القوام ، موفورة النشاط --- وهي تمشي امامه كالغزال
--- صارت وكأنها تمثال الجمال مصبوبة في قالب الهي ---
ذهبنا الى شركة الطيران ، واخبرونا اني انا سبب الخطأ ، ولا يوجد
رحلات للشرق الاوسط الا رحله بعد اسبوعين ، متجهه نحو القاهره ومنها
الى القدس ؟ ذهبت الفتاه الى البنك ، وسحبت مبلغا من المال ، وحجزت لي
بالفندق ، كما اشترت لي تذكره طائرة الى القاهره --- شعرت بالحرج
الشديد وهي تهدئ من روعي ، وقلت لها ان ما تدفعيه عني هو قرض ساسدده
فور وصولي لبلدي ، اما هي فقالت : اوافق كما تريد ، ربما ارادت ان
تبعد عني الحرج !! ،
****
(الجزء الثالث )
اما انا فقد شعرت بجاذبية نحو هذه الفتاة حاولت اخفاءها ، بعد ان تبدد
الشك عندي في البداية ، وانقلب يقينا ، فايقظ مني روحي ومشاعري -- ؟؟
---- اوصلتني الى غرفتي في فندق المطار ، ثم ودعتي على ان تتصل بي
صباح الغد ؟؟؟
وصلت الى بيتها ، وابلغت والديها بما حدث ، فاخبرها والدها ان تذهب في
صباح اليوم التالي لتحضرني الى بيتهم ، لآقضي بقية الاسبوع في ضيافتهم
في الشقة الصغيره فوق السطح ، والتي يستعملونها اثناء السهرة في الصيف
. كما اوصاها بان تمر مع الشاب الى متجرهم في قلب العاصمه ، وتجعله
يختار ما يحتاجه من ملابس ؟؟
شعرت الفتاة بالفرحه لاقتراح والدها ، واصبحت تفكر في هذا الشاب
الجميل الخجول ، بهي الطلعه ؟؟ والتي ادركت وهي الذكيه بان الجواد
يعرف من خطواته ، والاصيل يعرف من عينيه ولسانه ، وقد شعرت بالانجذاب
نحوه ، لقد بدت عليه مظاهر الرجولة والشجاعة والصدق ----
منذ الصباح الباكر ، ركبت سيارتها واتجهت الى الفندق ، تناولا طعام
الافطار سويا ، ثم اتجهت به الى المتجر ، وتحت اصرارها اختارت له
القطع التي احبت ان تراه يرتديها ، واتجهوا الى منزلهم الذي يقع على
ربوة في اطراف المدينه ؟؟
عرفته على امها ، فرحبت به، وكان والدها قد توجه للعمل ، واخذوا
يتداولون مختلف الاحاديث حتى حضر الوالد بعد الظهر ، وقد استقبل حسن
بكل حفاوة ورحابة صدر وكرم --- ومن جملة ما قاله له : انه يتمنى دائما
الالتقاء بالناس من رائحة بلاده ، ( فان الطيور على أشكالها تقع ) ،
وانا جئتهم على غير موعد ، وحبذا لو اقيم عندهم مدة طويله --- لقد
هاجرالوالد من مصر في بداية الثلاثينات ، وعمل عاملا في احد المتاجرفي
قلب كراكاس ، ثم بائعا متجولا ، ثم اصبح من احد كبار ملاك محلات
الالبسه ؟؟؟ وعنده عدة فروع في احياء مختلفه من العاصمة ، وفي مدن
اخرى من فنزيلا ---
قال الوالد لابنته خذيه بعد الغداء اذا رغب في جولة في المدينه ،
يتعرف على بعض احيائها ، وغدا اذا احب اذهبي معه الى شاطئ البحر
الكاريبي ولا تجعليه يشعر بالغربه ؟؟ فانا لا اريد ان يشعر بالملل معي
في مكاتب الشركه ----
لعل الحب يهطل فجأة كالغيث او كالشعر دون اذن من احد ، لا يحمل جنسية
ولا يعرف مكانا ولا زمانا ، لقد احست نيليدا باعجاب وانجذاب نحو حسن ،
واخذ يزداد يوما بعد يوم ، كما انه بادلها نفس المشاعر ، اعجابا تطور
سريعا نحو حب جارف ، ما لبث ان صار عشقا ثم غراما ، اخذ تسهر في الليل
وكانها تسمع نبضات قلبه وهي في غرفتها ، وهو نائم في الطابق العلوي ،
تنتظر الصباح كي تحمل له القهوة الصباحيه وتجلس بقربه على الشرفة
ليستمعان معا الى تغريد العصافير ، وكانها تنشد لهم اناشيد الحب ؟ كل
يوم اخذ هذا الحب يتسارع وكانه طائرة تخرج عن المدرج في الاعالي محلقة
في الاجواء لتلامس السماء – للحب سحر عجيب ، يحمل في طياته اجمل معاني
الحياه ، السعادة الحقيقية هي الحب ؟؟؟
****
( الجزء الرابع )
ما عادت نيليدا تطيق البعد عن حسن ، فكل يوم تلمس شيئا من حنانه
ورجولته واصالته ، وقد اطمأنت واطمأن والها حين علمها حسن الصلاة –
اما هو فقد احبها ، ولكن كيف يصارحها بهذا الحب !! اختار ليلة من
الليالي المقمره ، وكان يسهر معها في الشرفة المطلة على حديقة المنزل
، وكان القمر كان الرقيب عليهما ، وتهب نسات خفيفة من الريح تحمل مها
رائحة الورد تفعم الصدور ، قال لها اريد ان اصارحك بامر مهم لا استطيع
ان اكتمه اكثر من ذلك : انتظرت كلامه بمزيج من اللهفة والرعدة والخوف
!! وازدادت دقات قلبها حتى كاد قلبها يقفز من صدرها ، :نظر اليها نظرة
الصب المستهام قائلا : اني احبك حبا ملْ علي كل حياتي ، ولا استطيع ان
افكر في شئء غيرك ، توردت وجنتاها واختلجت شفتاها واغرورقت عيناها
بالدمع رقة وفرحا ، صمتت قليلا ، ثم بلا وعي احتضتنه ووضعت رأسها على
كتفه قائلة : لقد سبقتني في التعبير عن مشاعري ، صراحتك بددت سحب قلقي
وحيرتي ، انت رفيق روحي وحياتي ، اشعر باللذة والطمأنينة وانا بجانبك
، كانت في اشد حالات الحب والسعاده ، وقد اصبح ثغرها يضيئ بسمة فاتنه
، وقد اهتز قلبها طربا ؟؟
شعرت امها بحب ابنتها للشاب حسن ، ولم تبد اعتراضا ، ولكنها ذكرتها
بان ظروف كل منهم مختلفه ، وعليها اخذ ذلك في الاعتبار ولا تنجرف دون
تفكير في ابعاد هذا الحب ونتائجه ، لا تتعلقي بخيوط الاوهام فهذا شاب
غريب قد لا نراه مرة اخرى ----
اجابت الفتاة : يا اماه ، ان الحب سيل جارف لا يقف في وجهه السدود ولا
المعيقات ، وحين يلامس شغاف القلب فانه يفقدة اي احساس اخر غير الحب –
انا احبه ولا طاقة لي في البعد عنه او فراقه ؟؟ سوف اطلب من والدي ان
يسمح لي بالسفر معه الى مصر ، وهناك سالتقي باقاربي كما وعدني ابي منذ
زمن ، حين اخبرني انه بعد انتهاء حرب السويس والتي انتصرت فيها مصر
على العدوان الثلاثي وتم تاميم قناة السويس ، وعد ان يسمح لي بزيارة
مصر والتي طالما حدثني عنها ؟؟ والان جاءت الفرصه كي اسافر مع حسن
---
عرض والد نيليدا على الشاب حسن ان يعمل معه مديرا لاحدى فروع شركته ،
ولكنه اعتذر كونه يحبذ ان يعمل في القدس في مجال تخصصه ، كما انه يفضل
ان يخدم وطنه اولا – وقد تم تعيينه بالفعل مهندسا في بلدية القدس ---
ان والد نيليدا ربما فكر في مستقبل ابنته فقد ترك لها المجال للتعرف
على الشاب ، فهو يتمنى ان تقترن بشاب عربي مسلم على ان تضيع في بيئة
غريبه ، فالعرب والمسلمون في الغربه يظلوا قلقين على مستقبل ابنائهم
وخاصه البنات ؟؟
كلمت والدة نيليدا والدها بخصوص سفرها مع حسن لمصر لزيارة اقاربها ،
وبعد تردد وتفكير وافق على ان لا تزيد مدة اقامتها في مصر عن اسبوعين
ثم تعود ، وتكلم معها كلام الوالد الشفوق على ابنائه : اني يا ابنتي
اثق فيك ثقة كبيره ، فقد ربيتك على معاني الشرف والقوة والثقة بالنفس
كما علمت الصلاة وانت صغيره ، وحفظتك سورة الفاتحه ، لكن البيئة التي
نعيش فيها قد اوجدت واقعا لا ارغب فيه ؟؟ كثيرا ما افكر في العودة الى
مصر ، فانا في حيرة من امري --- واوصى حسن ان يوصلها الى اهلها في
الاسكندريه قبل ان يسافر للقدس ، فان التأثير الحسن الذي خلفه حسن في
نفسه قد جعله يطمئن اليه ، فقد كان مثال الطهر والعفة والنقاء
والرجوله ؟؟
****
( الجزء الخامس والاخير )
وهكذا شعرت نيلدا بان الارض لم تعد تتسع لها فرحا ، وكانها تطير في
السماء ، ثم انتظرت الصباح لتحمل القهوه الى حسن وتقترب منه لتقبله
على راسه وتمسك يده وتقبلها وهو يشعر بالارتباك والذهول ؟؟ ثم زفت له
الخبر واخبرته انها لم تعد تطيق فراقه ، فهو الحبيب والاخ والوالد ،
وهو كل شيئ في حياتها ، ولا تريد حاليا ان تشغل نفسها بالفراق ؟؟؟
تريد ان تعيش معه اجمل لحظات الحب في الايام القليلة الباقيه والتي
سوف يقضيانها معا ----
قضت اياما مع حسن في جولات في انحاء المدينه ، وكانت تمسك بيده ،
وكانها تمسك بطائر تخاف ان يفر من بين يديها ؟؟ جرفها الحب بحيث صار
بالنسبة لها الماء الذي تشربه ، والهواء الذي تتنفسه ؟؟ لقد اخترق
الحب شغاف قلبها ، اصبح ظهور" حسن " بالنسبة لها كالنسمة المنعشه تهب
على القلب المهيض فتنفخ الحياة فيه ، وتبدل المه بالامل ، وتعطيه
القوة والجلد والاحتمال ، اما هو فلا يقل محبته وعشقه لها عما هي عليه
–
وصلوا القاهره ، ومن هناك اخذوا القطار الى الاسكندريه فقالت له ؟ ان
معي 15 يوم اجازه من الوالد ساقسمها بينك وبين اقاربي ؟؟ لن اذهب
اليهم قبل ان اعيش معك اسبوع ، دعني انسى نفسي وانا معك واتذوق طعم
الحب بوجودك – حجزوا غرفتين متجاورتين في احد الفنادق ، واخذوا كل يوم
يتجولون في احياء الاسكنريه ومتاحفها ومطاعمها وشواطئها ، بعد ان
استأجرواا سيارة مع سائقها ---- واخيرا ودعته بعد ان اوصلها الي بيت
عمها والدموع تتحدر من عينيها ، وقد امسكت به واحتضنته وتشبثت برقبته
وهي لا تستطيع ان ان تتوقف عن النشيج ، وكانها تكاد تلفظ انفاسها -
كيف لا وقد خطف قلبها وتركها تتمرغ في احضان حب هب عليها كالعاصفة ،،
!!! ايها الحب انك لا تقتل احدا ولكنك تعلقه ما بين الحياة والموت ،
هكذا كان حالها – لكنه اخذ يهدئ من روعها ، ---- قالت له : اسمعني
جيدا ، اعطني يدك : لقد اصبحت حياتنا حياة واحده ، وروحانا روحا واحده
، اعاهدك بالله على الا اتزوج غيرك حتى لو لم اتزوج طيلة حياتي ، ساظل
انتظرك ولن يفرق بيننا سوى الموت --- احتضنها وقال : اعادهك بالله الا
اتزوج غيرك واعيد ماقلتيه مؤمنا عليه – اطمئني ، سوف اقاجئك بما يسعدك
--- استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه ؟؟
عادت الى كراكاس وهي تحلم في لقاء حسن وصورته لم تغب عن خيالها ؟؟
واخذوا يتبادلون رسائل الحب والعشق والغرام ؟؟ وكلما راودتها فكرة
المستقبل حاولت طمسها ، فهي تريد ان تعيش لحظات الحب !!! وما تخبئه
الايام يبقى في طي الزمن ويخبؤه القدر ؟؟ اما هو فقد التحق بعمله
---
****
مضى عام واخذت تستعد للتخرج ، وقد ابلغته ان يوم تخرجها سوف يكون في
اليوم الخامس عشر من شهر حزيران عام 1958- ان سيل الحب لا يمكن وصفه
بالكلمات فهو مشاعر تحلق بالمحب في آفاق بعيده -- – اما هو فقد ابلغ
اسرته بحبه لتلك الفتاه ، وانه باختصار وبلا جدال لن يتزوج غيرها ؟؟
حجز تذكرة السفر الى كراكاس بعد ان اشترى خاتما من الالماس وعقدا
وحلقا واساور ذهبيه ---- وفي يوم تخرج لينيدا وجد نفسه في قاعة
الحضور، والتقى بوالديها هناك ، وابلغهم انه سيفاجئها بحضوره ، جاء
دورها وقد استلمت شهادة التخرج على المسرح ، فوقف وهو يصرخ باعلى صوته
: مبارك لينيدا مبارك ليندا , ( باللغة العربيه ) ، اما هي فهرولت من
المسرح باتجاهه واحتضتنه مطولا ، وكادت يغمى عليها من هول المفاجأة ،
وضج الجمهور في المسرح بالتصفيق ---- والبسها هدية الزواج وسط الهتاف
والصراخ والموسيقى -----
استدعوا امام احد المساجد الذي يوثق عقود الزواج ---- وعاد بها الى
القدس ---- واتموا حفل الزواج بين الاهل والاصدقاء والاقارب -----