عبد القادر الرسام.. شغوف برسم الطبيعة

2020/04/24

استاثرت خارطة الفن التشكيلي العراقي عبر التاريخ المعاصر  باهتمام الدراسات والبحوث والنقاد وخصوصاً بدايات مسارات الفن في العراق وظهوره على يد مجموعة من الفنانين الرسامين وان اثير جدل تاريخي حول تلك البدايات والتي يعد الفنان عبد القادر الرسام احد المسهمين في صنع تلك البدايات, اذ عرف بشيخ الرسامين واحد اقدم رواد الفن العراقي الحديث واحد المهتمين بالمدرسة الواقعية الفنية وانه صاحب الاعمال الفنية واللوحات التي تجعل مشاهديها يعيشون صفاءً ذهنياً .

ولد عبد القادر الرسام في مدينة قلعة صالح بمحافظة ميسان  عام 1882 اكمل دراسته في العلوم العسكرية في المدرسة الحربية في الاستانة عاصمة الدولة العثمانية وتعلق هناك بالمباني العثمانية والاماكن والاسواق المتميزة بطرازها المعماري العثماني وكذلك بطبيعة المكان فاستغل موهبته في الرسم  برسم تلك المناظر والاماكن الجميلة والبنايات الشرقية البسيطة وهذا احد الاسباب التي عرف فيها الرسام باهتمامه وولعه برسم الطبيعة والمباني.

ساعد تنقله المتواصل بين المدن عندما كان ضابطاً في الجيش العثماني في اطلاق مخيلته الفنية وقدراته في الرسم الى تنوعه برسم ملامح مختلفة ومتنوعة للطبيعة المحيطة به فتارة يبدع في رسم ما يراه من جبال ووديان وتارة في رسم بيوت الشعر والصحراء وعناصرها وحياة الانسان الذي يعيش فيها ثم ينتقل الى المدينة متاملا مبانيها وطراز اماكنها الراسخة في ذاكرته سواء تلك التي عاش فيها في اسطنبول أم غيرها من مدن العراق التي تنقل فيها فكانت تلك التفاصيل الفنية مؤشراً للمنهجية التي عرف بها الفنان التشكيلي عبد القادر الرسام وعرف من خلالها باهتمامه ايضاً بطبيعة التراث الفني. وبرع الرسام في رسم المناظر الطبيعية والخيول والاثار والصور الشخصية لاسيما لكبار ضباط الجيش العثماني الذين اهتموا به وبموهبته كثيراً فتمكن من زيارة بلدان اوربية مثل فرنسا والمانيا وانكلترا وبلدان عربية ايضاً وبفضل هذه الرحلات تمكن من استكمال ثقافته الفنية.

بدات اعمال ومنجزات الرسام تاخذ مكانها في العشرينات وعلقت بعض تلك الاعمال تزين سينما رويال اقدم صالات  السينما في العاصمة بغداد وكان اصحاب دور السينما في العاصمة يستعينون به في رسم الاعلانات الكبيرة للافلام السينمائية التي تعرف انذاك(الشيتات ) التي تعلم الناس بطبيعة الافلام التي كانت  تعرض في دور السينما في بغداد التي توفي فيها عام 1952 تاركاً ارثا فنياً مهماً ولم يسلم من اعمال النهب والسرقة اثناء احداث عام 2003 حيث فقدت اعماله التي كانت ضمن ممتلكات ومقتنيات متحف الرواد..

 ونالت تجربة عبد القادر الرسام استحسان وثناء اسماء فنية عراقية قدمت الرسام بانه احد الفنانين الذي أسهموا في اظهار الفن العراقي الحديث ودوره الفاعل في ذلك مثلما اشار اليه الفنان الراحل نوري الراوي في حين عده الكاتب والناقد شوكت الربيعي سلفاً قريبا للفنان فائق حسن.

أخترنا لك
متى ستكتُبُ روايتك؟

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة