-لفت انتباهي في حلقاتها التلفزيونية هدوء حاسم، تتحدث بطلاقة وثقافة وهدوء، رقة متناهية مضفرة بحماس وقوة خاصة حين تتحدث عن المرأة وإن دل فيدل على إيمانك بقضية المرأة وثبات شخصيتك، هل أحدثت كتابات شاهيناز الفقي تغيير مادي ومعنوي في تلك القضايا الخاصة بالمرأة، وكيف ذلك؟
دائمًا ما نتحدث عن المرأة وكأنها كائن مستقل عن المجتمع فيقولون
قضية المرأة أو مشاكل المرأة أو حرية المرأة وهذا حق يراد به باطل
بمعنى أن القضية هي قضية مجتمع بطرفيه الرجل والمرأة، بمعنى أن
المشاكل التي يتعرض لها طرف في المجتمع تؤثر على المجتمع كله.
إذا شعرت المرأة بالغبن في العمل ألن يؤثر ذلك على العمل بصفة عامة،
إذا تعرضت المرأة للإهانة في الشارع أو وسائل المواصلات سواء كان
بتحرش لفظي أو جسدي ألن يؤثر ذلك على علاقتها بالرجل الذي يمثل نصف
المجتمع، المرأة التي لا تحصل على حقها في التعليم أو الحرية كيف
لها أن تنشئ جيل ينهض بمجتمعه ووطنه يشعر بقيمة الحرية وأهمية
التعليم، ونستطع بذلك القياس على كل القضايا التي يسمونها زورًا
قضايا المرأة وهي قضايا مجتمعية في المقام الأول.
-كيف أدركتِ أن ما تكتبينه ليس حروف عادية بل هي نبضات قلم
أديبة؟
أنا أعشق الكتابة وكنت أكتب لسنوات طويلة دون أن أفكر في النشر،
وعندما أصدرت روايتي الأولى “سعيدة” وكان نشرها بالصدفة ولم أخطط
لذلك قبل كتابتها، لكن استقبال القراء لها كان بشكل جيد جدًا مما
شجعني لنشر رواية سنوات التيه وحققت نجاح كبير على مستوى القراء
والنقاد وكذلك المجموعة القصصية الدبلة والمحبس وهذا النجاح يسعدني
ويحفزني للاستمرار.
إذا كان يقصد أنه عبد الفكرة أنها تتحكم به وتسيطر عليه فأقول لك أنه أحيانا تطارد الكاتب فكرة ما، يحاول الهرب منها لكنها تظل تلح على عقله حتى ينثرها على الورق، وانا لا أبدأ بالكتابة إلا بعد أن تكون الفكرة أرهقتني، انا لا أسجل كل الأفكار التي ترد على ذهني خوفًا من أن تهرب مثلًا، لان الفكرة التي لا ترسخ في ذهني أعتقد أنها لن ترسخ في ذهن القارئ، أنا أكتب الفكرة التي تستمر في مطاردة عقلي بقوة وإصرار.
-معظمنا كأدباء لنا طقوس وطرق غريبة حين يتلبسنا الوحي ولكل
أديب طريقة مختلفة، أنا مثلًا يأتيني الوحي عبر أحلامي واستيقظ
لكتابتها ولم أصدق أني فعلت إلا عندما أباغت بما كتبته على هاتفي
صباح اليوم التالي! فما طقوس كتابتك وكيف يأتيك الوحي؟
ليس لي طقوس في الكتابة، حين تختمر الفكرة في ذهني ابحث عن مكان
هادئ واكتب، ولكن أنا شخصية مزاجية بشكل كبير فلابد أن تكون حالتي
المزاجية والنفسية جيدة أو على الأقل ليس هناك ما يزعجني لأكتب.
-بمصادري الخاصة علمت أنك بدأت نشر كتبك منذ أربع أعوام رغم أنك تكتبين من قبل ذلك بكثير فما سر ذلك؟
كثير من المبدعات يبدأن الكتابة في مرحلة متأخرة، لأنهن يفضلن تأدية واجباتهن نحو أسرهن ونتيجة للمسئولية الكبيرة الملقاة على عاتقهن من تربية أولاد وزوج ومتطلبات الحياة الأسرية، وبعد أن يكبر الأبناء ويتخففن من بعض المسئوليات يتجهن للكتابة والإبداع.
-الدبلة والمحبس مجموعة قصصية، قد حضرت لمناقشتها أشاد بها البعض وأكد تميزها ونقدها أخر من النقط التي أُخذت عليها أخطاء لغوية، ودافعت بهدوئك الحاسم عن ذلك أذكري لنا ردك حينها وهل تبرئين الكاتب من هذه الاخطأ اليس مطالبا بحماية مؤلفه بنفسه ويجتهد لتفادي ذلك بقدر استطاعته أم يؤلف ويترك الجمل على المراجع؟
العمل الأدبي يعتمد على اللغة بشكل كبير، ولكن بجانب اللغة من المفترض أن يحتوي على مضمون جيد، فكرة مختلفة، أسلوب بديع، عبارة مدهشة، وفي النهاية اللغة هي الإطار الذي يجمع كل هذه الأشياء، هنا من واجب الكاتب أن يهتم باللغة، ألا تكون له أخطاء أنا اسميها أخطاء فاحشة وهي لا تكون مقبولة من كاتب أبدًا ولكنه ليس مطالب بأن يكون جهبذ في القواعد النحوية مثلًا، وممكن في هذه الحالة الاستعانة بمراجع لُغوي وكبار الكتاب كانوا يستعينون بمراجع لغوي، أما عن الناقد الذي تحدث عن الأخطاء اللغوية في تلك المناقشة هو لم يقرأ المجموعة القصصية ومع الأسف انه هاجم الهنات اللغوية فقط دون التطرق للمضمون بتاتًا وفوجئت به انه لم يقرأ المجموعة وذلك على حد قوله هو وليس تخمين مني، وهو نفس الناقد الذي أشاد بالمجموعة بعد قراءتها.
-مارغريت ميتشيل ألفت رواية واحدة لكنها حققت نجاح هائل
ومازالت تحقق كلما قرأ أحد تلك الروعة فما رأيك هل الإبداع في زخم
وعدد مؤلفات الأديب أم ماذا؟
أتمنى أن أساهم في المكتبة العربية والعالمية بمائة إصدار وجميعهم
يتصف بالروعة، ولكن هذا يتطلب مني مائة عام أخرى في الحياة لأن
العمل يحتاج لعام كامل لكتابته على أقل تقدير، أحيانا عمل واحد يخلد
الكاتب وأحيانا عملين وثلاثة، ولكن في النهاية الأمر ليس بالعدد
وإنما بما يقدمه العمل ومدى تأثيره في وجدان القارئ.
-اغفري لي تعمقي في كينونتك وربما الذنب لمرأة وجهك المعبر، رغم هدوئه وابتسامتك إلا أني أرى حزن دفين وغالبا قلب يحمل هموم أخرين، وربما صمود.. وإن صدق احساسي وإذا أردتي فلتتركِ العنان لتفسير هذا؟
الحزن جزء نبيل من المشاعر الإنسانية، بالتأكيد كل إنسان في حياته تجارب قد تكون سعيدة او العكس، ولكن الحياة تستمر واعتبر نفسي امرأة قوية جدًا لأني عبرت فوق أحزان كثيرة ولم أنحنِ لعواصف الحياة ولم أنكسر ولدي عبارة في رواية سنوات التيه تقول ” الأيام كفيلة بإصلاح اعطاب نفوسنا وشروخ أرواحنا ولكن لكل شيء أثر يبقى” وربما نظرتي التي تبدو دائمًا حزينة والتي عبر عنها الكثيرين من أصدقائي بتسميتي موناليزا الأدب وهذا على سبيل المزاح ربما يكون هذا هو الأثر الذي تبقى من أحزاني.
-حدثينا عن إنجازاتك ومؤلفاتك الأدبية؟
رواية سعيدة ملحمة العشق والحرية وهي رواية تاريخية والأقرب لقلبي
وحاليًا هي قيد الترجمة يقوم على ترجمتها المترجم والشاعر الكبير أ.
شرقاوي حافظ إصدار دار زهراء الشرق
رواية سنوات التيه وهي رواية معقدة ونفسية وأرهقتني في كتابتها بشكل
كبير إصدار دار زهراء الشرق
مجموعة قصصية الدبلة والمحبس هي من 32 قصة تناقش قضايا اجتماعية من
نسيج المجتمع المصري إصدار دار غراب للنشر والتوزيع
لدي تجربة في أدب الرعب بالاشتراك مع مجموعة من الادباء في كتاب من
سلسلة 666 بعنوان الأرض الملعونة اشتركت فيه بقصتين قصيرتين.