كاميليا عبد الفتاح: أنا من عشاق شعر الأبنودي وحرفه ومن مُريديه المخلصين

2020/04/16

وصلت دراسة الدكتورة كاميليا عبدالفتاح أستاذ الأدب والنقد الحديث جامعة الباحة سابقا، للقائمة القصيرة لجائزة عبد الرحمن الأبنودي لشعر العامية والمخطوط النقدي، وجاءت الدراسة تحت عنوان "مقوّماتُ السّرد في الشعر الحِكائي أحمد سماعين للأبنودي نموذجا - دراسة تحليلية".

وعن هذا الأمر قالت الدكتورة كاميليا عبد الفتاح: إنَّ تخصيص جائزة باسم الشاعر العبقري عبد الرحمن الأبنودي احتفاءٌ جاد بالإبداع الحقيقي الذي تجاوز في قيمته حدود التعبير عن تجربة الذات الفردية للشاعر إلى مصاف التعبير الجمالي المتفرّد عن رحلة الذات الجمعية عبر مسارها التاريخي وتفردها الحضاري وخوضها صراعات عدة للحفاظ على الكينونة والشخصانية.

وأضافت في تصريح لـ"الدستور": "تفرّدَ الأبنودي بموهبةٍ عظيمةٍ ميَّزت منجزه الشعري بطاقات جمالية تمكّنت من اجتذابِ ذائقة شعراء الفصحى ومُتلقّيه ونقاده الذين وُوجهوا بكيفيةٍ إبداعية غير مسبوقة أثمرتْ عن رؤى جديدة في مجال الصراع بين شعر الفصحى وشعر العامية، وحرّضت على وجوب إعادة النظر في كيفية ترتيب الشعراء وفق طرائق جديدة تعتمد على الفن الخالص، لا على الاحتماء بفاخمة اللغة الفصحى وجمالياتها".

وتابعت: إنَّ حياة الأبنودي تمّ إمدادُها بكل مقومات الحكي التي تشرَّبت من حكايات القرى والبسطاء واطّلعت على التفاصيل السرية للشخصية المصرية في كل تجلياتها وأحوالها ومقاماتها؛ ومن ثم كان الأبنودي ساردا عظيما في حياته وفي منجزه الإبداعي الذي كان تمرئيًا أمينًا لحكايا الذات الجمعية، من خلال استغواره لأوجاع القرية المصرية وكفاحها التاريخي الحليل.

وأردفت عبد الفتاح: وقع اختياري على روايته الشعرية "احمد سماعين" لكشفها بامتيازٍ عن طاقاته المتفرّدة في الحكي الشعري في سلاسة وتدفقٍ واقتدار على تضفير العناصر في مسار درامي، ومهارته في تضفير السردي بالشعري، دونَ أن يختلّ في يده ميزانُ أيٍّ من الجنسين.

ولفتت إلى أن عاملٌ آخر يقف وراء اختيار هذه المحكية الشعرية للدراسة النقدية، وهي أنَّها – وفق حدود علمي - لم تكن موضع دراسة نقدية قائمة بذاتها من قبل، رغم أهميتها في الكشف عن التجربة الإبداعية للأبنودي، ورغم ما تمثلُ من قيمة في تجربة الإبداع المصري المعاصر. فضلا عن ذلك كله، وبعيدا عن الأسباب العلمية المحرضة على هذه الدراسة أنا من عُشاق شعر الأبنودي وحرف الأبنودي، ومن مُريديه المخلصين، وأرى في منجزه كثيرا من المناطق غير المأهولة بالنقاد، وهي تحرضني على المزيد من الكشوف والرؤى النقدية حولها.

واختتمت حديثها قائلة: شكري الصادق والعميق للقائمين على جائزة الأبنودي لاحتفائهم بالشاعر العملاق الذي تعدت قيمته حدودها الفنية والجمالية إلى مصاف أخرى هي تمثيل أصالة الشخصية المصرية وحفظ هُويتها المتفردة.
أخترنا لك
الجيش الأبيض‮ ‬يواصل جهوده لدرء مخاطر كورونا برغم تزايد الإصابات

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة