محمد الأشعري يوقع منتخباته الشعرية الجديدة

2020/03/02

بمناسبة صدور منتخباته الشعرية عن «دار بتانة» في مصر، كان الموعد أول من أمس بالرباط مع لقاء شعري فكري أنيق وهادئ مع الشاعر المغربي محمد الأشعري، نظمه بيت الشعر في المغرب، في رواق الفنون لمؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير.
وتميز اللقاء، الذي قدمه الناقد والباحث خالد بلقاسم، بحضور نوعي أكد قيمة الأشعري، الكاتب والرئيس السابق لاتحاد كتاب المغرب والوزير السابق للثقافة.
وقرأ الأشعري، في هذا اللقاء، منتخبات من شعره، قبل أن يوقع جديده الإبداعي. ومما نقرأ في المنتخبات: «جبلاً - يجلسُ مُنهَكاً إلى النَبع الذي - يغسلُ قدميْه - ويتأمَل طُرقاتٍ بَذرتُها تحت قدمي - ثم صارتْ نسيجاً واهياً - منَ الأسْفار المجهَضَة - أتذكَّر الشجرة الأولى التي وقفتْ في طريقي - كانت نحيفة، كثيفة، غامضة - كأنها شجرة القصائِدِ المحرمَة». كما نقرأ: «سوءُ فَهْمٍ - لا شيء كان يبعث على الشَكَ - فالسَماء ارتدَت معطفاً أنيقاً - والليل حَشَرَ نفسه في قطارٍ أخير - والقُبْلَة التي كان - يُفْتَرَضُ أن تُقْفِلَ البابَ - انهمرَت في وقتها - وأنتِ كنتِ مأخوذة في جملة – تأخَرَت - لا شيء كان يبعث على الشَكَ - سوى أنَكِ تَرَكْتِ ظِلاً يمرُ - دون أن تتبعيه بعَيْنَيْكِ، - ربَما كان علي أن أفهم - حينئذٍ - ولكن.. كيف لي؟».
وتأتي هذه الأمسية الثقافية والشعرية، حسب منظميها، بمناسبة إصدار «دار بتانة» بالقاهرة، لمنتخبات شعرية «أضاءت المسار الشّعري لمحمد الأشعري، الذي ينتمي إلى جيلٍ شعري تحقّقت على يديه إبدالاتٌ مهمة مسّت اللغة والبناء وطرائق صوغ المتخيل الشعري والحوار مع روافد شعرية وثقافية وإنسانية متعدّدة، مزجت بين المحلي والعربي والكوني».
وبدأ الأشعري، الذي ولد في زرهون، بوسط المغرب، سنة 1951، نشر قصائده في مطلع سبعينات القرن الماضي، قبل أن يصدر ديوانه الأول «صهيل الخيل الجريحة» سنة 1978، ومنذ ذلك الحين، صدر له الكثير من المؤلفات، بينها ما ترجم إلى لغات كثيرة.
ومن كتابات الأشعري، في الشعر، نذكر «عينان بسعة الحلم» (1981)، و«يومية النار والسفر» (1983)، و«سيرة المطر» (1988)، و«مائيات» (1994). وفي الرواية والقصة: «يوم صعب» (1992)، و«جنوب الروح» (1996)، و«القوس والفراشة» (2010)، و«علبة الأسماء» (2014)، و«ثلاث ليال» (2017)، و«العين القديمة» (2018).
ونال الأشعري، عن روايته «القوس والفراشة»، جائزة البوكر العربية للرواية لعام 2011، مناصفة مع الروائية السعودية رجاء عالم، عن روايتها «طوق الحمام».
كما عمل الأشعري في الصحافة وترأس تحرير عدد من الملاحق والمجلات الثقافية، كما ترأس اتحاد كتاب المغرب، ما بين 1989 و1996.
وانخرط الأشعري في العمل السياسي والنقابي، وخاض التجربة الانتخابية التي قادته إلى البرلمان ثم إلى الحكومة؛ حيث سيصبح وزيراً للثقافة والاتصال ما بين 1998 و2007.
ويتصور الأشعري الكتابة حقلاً مفتوحاً، يجري فيه تلاقح مستمر بين مختلف التعبيرات الفنية والأدبية؛ ويرى أن هناك تصادما مستمرا بين الشعر والتشكيل والسينما والرواية والقصة، بطريقة تجعلنا نعثر، أحيانا، على أجمل الشعر بعيداً عن القصيدة.
ويشدد الأشعري على أن ما يهمه، في هذا الانتقال بين الأجناس الأدبية، ليس التنوع أو التعدد، بل الحرية التي تسمح له بالبحث المستمر عن إمكانات جديدة في الكتابة، دون أن يخفي أن هاجسه الأساسي في هذا البحث يظل شعرياً.
أخترنا لك
غزة.. هنا تسطر أنصع صفحات التاريخ وأكبر أكاليل المجد

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة