أمراض الأعصاب.. علاجات محدودة رغم التطورات

2020/02/29

يعاني عدد من الأفراد من أمراض الأعصاب، فيشتكون من الآلام وتتأثر أنماط حياتهم؛ وبينما تشيّد المراكز العلاجية لبعض الأفراد الذين يعانون من أمراض عصبية يرجى شفاؤها، تبقى أمراض أخرى من دون علاجات نافعة وتظل محاولات ابطاء تطورها. وتختلف أنواع الأمراض العصبية، فمنها مرض التصلب المتعددد MS، ومجموعة أمراض داء العصبون الحركي MND، الذي يتألف من مجموعة من الأمراض، منها ALSوهو التصلب الجانبي الضموري، ومرض التصلب الجانبي الأولي PLS، ومرض ضمور العضلات التدريجي PMA.

يُفرّق استشاري أمراض الجهاز العصبي د.رائد الروغاني، بين أنواع أمراض الأعصاب MSوPLSوALSوPMA، مبيناً أن مرض MSأو التصلب المتعدد له علاج، بينما تعتبر PLSوALSو PMAأنواعا لمرض العصبون الحركي، وهي أمراض صعبة ولا يوجد لها علاج فعال، فيما تم مؤخراً اكتشاف علاج لمرض SMAللأطفال. وبيّن الروغاني أن نسبة مرض MSبالكويت مرتفعة، وقد تزيد على 2000 مريض، وهو مرض مناعي تتضح أعراضه بمشاكل النظر والعين والتنميل، أما مرض ALSفنسبته قليلة في البلاد، وهو مرض غير مناعي، غالباً ما تظهر أعراضه على اليدين والكلام والبلع، مضيفاً أن المريض بـ ALSيتوفى غالباً خلال 5 - 10 سنوات بسبب ضعف العضلات العام، فيما قد يعيش مريض MSحياة طبيعية. وأوضح أن لدينا في البلاد وحدات لعلاج MSفي مستشفى الأميري وابن سينا ومستشفى مبارك، لكن أمراض الـPLSوALSوPMAهي أمراض نادرة علاجاتها غير قوية وغير فاعلة، فعلاجاتهم تقوم بتأخير الأعراض فقط، لكن مرض التصلب المتعدد يمكن علاجه، لذا تخصص وحدات لعلاج مرضاه. وذكر أنه لم يثبت علمياً أن تكون الخلايا الجذعية وسيلة لشفاء أمراض الأعصاب، لكنها في طول البحث العلمي، حيث إن هناك أبحاثا لعلاج مرض MSبالخلايا الجذعية، وقد أظهرت نتائج أولية إيجابية، لكن لا يمكن أن ننصح بالخلايا الجذعية كعلاج إلا حينما تثبت فعاليتها بالتجربة العلمية. وأكد الروغاني أن مرض الـMSبازدياد في جميع أنحاء العالم وليس في الكويت فقط، نافياً أن يكون لوجود التصلب المتعدد علاقة بالغزو العراقي على البلاد. العلاج الطبيعي وبيّنت رئيسة قسم العلاج الطبيعي بكلية الطب المساعد بجامعة الكويت د. نوال الصايغ، أن إعادة التأهيل هي جانب مهم من جوانب العلاج الطبيعي لحالات الاضطراب والاصابات المتعلقة بأمراض الأعصاب، موضحة أن المعالج يقوم بتقييم حالة كل فرد ممن يعانون من MSوPLS، ويشكل له برنامجاً لإعادة التأهيل بناء على الأعراض والعلامات التي تظهر وقت المرض. وأضافت الصايغ، أن الأهداف الرئيسة للعلاج الطبيعي المتعلقة بالأمراض العصبية تتمثل في تثقيف المريض وأسرته ومقدمي الرعاية في ما يتعلق ببقاء المريض متحركاً وفي حالة نشطة وفي بيئة آمنة، إضافة إلى تصميم برنامج التمرين والنشاط البدني. وأوضحت الصايغ أن استراتيجيات العلاج الطبيعي لمرضى الأعصاب تتمثل في تقوية العضلات وزيادة الحفاظ على نطاق الحركة وزيادة وتحسين التنسيق بين العضلات، وذلك لتخطي المشكلات الحركية التي يعاني منها المصابون بهذه الأمراض المتعلقة بالأعصاب. اللياقة البدنية وبينما لم يثبت دور الرياضة في تحسين الأداء الحركي لبعض الذين يعانون من أمراض الأعصاب، تؤكد بعض الدراسات ضرورة ممارسة الرياضة لمن يعانون من التصلب المتعدد MS، إذ خصصت مراكز لتمرين المرضى ومساعدتهم على الحركة والتوازن. مدربة اللياقة البدنية المتخصصة في تدريب مرضى التصلب العصبي المتعدد نورة الرباح، أكدت أن تدريب مريض MSبالتركيز على المنطقة السفلية التي تعيق الحركة والتي تعاني من الضمور العضلي وضعف التوازن، مبينة أن الرياضة ستزيد من الكتلة العضلية ومن كثافة العظام وتساعدهم على التوازن. وأوضحت الرباح أن المرضى الذين لا يمارسون الرياضة قد يعانون ضعف العظام وتعرّضها للكسور، مشيرة إلى أن الرياضة تساعدهم على تحسين المزاج والتقليل من التوتّر، وأن المرضى الذين يذهبون إليها من عمر 20 إلى 55 عاماً، وأكثرهم في عمر الثلاثينيات. وبيّنت: اننا نحرص على تحسين حركتهم، كما يتم التمدد بعد التمرين حتى لا تصيبهم تشنّجات، كل حالة من حالات المرضى تحتاج نوعية محددة من التمارين، لأن أماكن الضعف لديهم مختلفة، في حين نعمل على مساعدتهم بأنواع الرياضة التي تزيد من مستوى الطاقة لديهم ومعدل ضربات القلب وتحسّن التنفّس. وأوضحت أن تكلفة حصص تدريب مرضى التصلّب المتعدد أرخص من غيرهم من المرضى، وهي تصل إلى 100 دينار شهرياً، في حين تكون حصص التدريب للأصحاء 160 ديناراً، لأن التدريب الرياضي والعلاج الطبيعي لمرضى MSضروري. أكثر المناطق التي يعاني منها المرضى هي الرقبة والأكتاف والحوض والركبة، وتساعد الرياضة على التقليل من الآلام، وتقلل من التنميل الذي يعانون منه، إضافة إلى مساعدتهم على النوم لأنهم عادة ما يعانون من الأرق، يفضل أن يكون التدريب أياماً متفرّقة لمدة يومين أو 3 أيام في الأسبوع، وأن يتم التدريب قبل ساعات عدة من النوم. عبء اقتصادي أجرى الأطباء د. مريم العويش ود. سمر أحمد ود. جاسم الهاشل ود. رائد الروغاني دراسة على 1344 مريضاً من مرضى التصلّب المتعدد MS، وتبيّن أن مرض MSيشكل عبئاً اقصاديا على نظام الرعاية الصحية في البلاد؛ إذ إن متوسط التكلفة السنوية لعلاج المرض ارتفعت من 10 آلاف و271 دولاراً عام 2011، إلى 17 ألفاً و296 دولاراً في عام 2015، مبينة أن %89.9 من التكاليف جاءت بسبب استخدام العلاجات المعدّلة للأمراض.

يسرا الخشاب -

للمزيد: https://alqabas.com/article/5756026

2_603020

أخترنا لك
سمات «المثقف»

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة