إعداد : صدى الحقيقة ...
هو كميل بن زياد بن نهيك بن هيثم بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ صهبان ابن سعد بن مالك بن النخع من مذحج.
من عشيرة نخع التي نسب قولا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) فيها : اللهم بارك في النخع.
ولد في اليمن (سنة7 هــ وقيل 12 هـ واستشهد ٢١ من شهر ربيع الآخرسنة82هـ) .
كان من خواص الإمام علي (عليه السلام) كما كان عامله على مدينة هيت, وأيضا هو من خواص الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام ).
وشهد معارك أمير المؤمنين (عليه السلام) كواقعة صفين , وهذه بعض مواقفه :
وقف مع مالك الأشتر وجماعة من أهل الكوفة بوجه سعيد بن العاص والي الكوفة يستنكرون عليه قوله: «إن السواد بستان قريش».
كان من الذين نفاهم والي الكوفة سعيد بن العاص منها إلى الشام بأمر عثمان، ومن الشام أعيدوا إلى الكوفة ومنها نفوا إلى حمص، ثم عادوا إلى الكوفة، بعد خروج واليها منها.
دخل كميل بن زياد ومن كان معه بقيادة مالك الأشتر إلى قصر الإمارة فور عودتهم، وأخرجوا ثابت بن قيس خليفة الوالي عليه، واستطاع أهل الكوفة على أثر ذلك منع سعيد بن العاص والي الكوفة من العودة إليها.
بايع علي بن أبي طالب بعد مقتل عثمان، وأخلص في البيعة، وكان من ثقاته، فلازمه وأخذ العلم منه، واختصه بدعاء من أعظم الأدعية وأسماها، وهو الدعاء المعروف اليوم بـ(دعاء كميل)، لهذا قال عنه علماء الرجال، إنه حامل سر علي اشترك مع علي في صفين وكان شريفاً مطاعاً في قومه.
نصّبه الإمام علي (عليه السلام) عاملاً على بيت المال مدة من الزمن، وعينه والياً على (هيت)، فتصدّى لمحاولات معاوية التي كانت تهدف إلى السيطرة على المناطق التي كانت تحت سلطة الإمام .
بايع الحسن بعد مقتل أمير المؤمنين (عليه السلام).
وعندما كان عاملا على هيت علم بأن جنود معاوية بقيادة سفيان بن عوف يريدون الهجوم على هيت، توجه بمن معه إلى قرقيسيا لمواجهة القوم، وذلك ظنا منه أنهم هناك، واستخلف خمسين من قواته للدفاع عن المدينة دون أخبار أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام ),
فاستغل جيش معاوية ذلك، وهجموا على هيت، فاستنكر الإمام (عليه السلام) عليه هذا التصرف .
أما بعد شهادة مولى الموحدين وقائد الغر المحجلين أمير المؤمنين علي (عليه السلام ) كان ملازما إلى الإمام الحسن ( عليه السلام) ومن أصحابه .
رويت عنه عدة أحاديث كما روي عنه ما ذكر من أحاديث ,فروى نسبة دعاء كميل إليه قائلا:
كنت جالساً مع مولاي أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) في مسجد البصرة و معه جماعة من أصحابه .
فقال بعضهم : ما معنى قول الله عَزَّ و جَلَّ : فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ؟
قال ( عليه السَّلام ) : ليلة النصف من شعبان ، و الذي نفس علي بيده إنه ما من عبد إلا و جميع ما يجري عليه من خير و شر مقسوم له في ليلة النصف من شعبان إلى آخر السنة في مثل تلك الليلة المقبلة ، و ما من عبد يحييها و يدعو بدعاء الخضر ( عليه السَّلام ) إلا أجيب ( له ).
فلما انصرف طرقته ليلاً .
فقال ( عليه السَّلام ) : ما جاء بك يا كميل؟
قلت : يا أمير المؤمنين دعاء الخضر .
فقال : اجلس يا كميل ، إذا حفظت هذا الدعاء فادعُ به كل ليلة جمعة ، أو في الشهر مرة ، أو في السنة مرة ، أو في عمرك مرة ، تُكْفَ وَ تُنْصَر وَ تُرْزَق ، وَ لَنْ تُعْدَم المغفرة .
يا كميل : أوجَبَ لك طولُ الصحبة لنا أن نَجُودَ لكَ بما سألت .
وصاياالامام علي عليه السلام لكميل:
إن الإمام أمير المؤمنين (ع) أوصى كميلاً ببعض وصاياه، وقد ورد ملخصها في كتاب تحف العقول ومن كلامه لكميل ابن زياد :
ان هذه القلوب اوعية فخيرها اوعاها احفظ عني ما اقول لك
الناس ثلاثة : عالم رباني ومتعلم على سبيل النجاة وهمج رعاع
اتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم فيهتدوا ولم يلجئوا الى ركن وثيق فينجوا يا كميل العلم خير من المال العلم يحرسك وانت تحرس المال والمال تفنيه النفقة والعلم يزكو على الانفاق العلم حاكم والمال محكوم عليه يا كميل سمي كل يوم بأسم الله وقل لا حول ولا قوة الا بالله وتوكل على الله واذكرنا وسمي بأسمائنا وصلي علينا يا كميل ما من علم الا وانا افتحه وما من سر الا والقائم يختمه يا كميل لا تأخذ الا عنا تكن منا يا كميل ما من حركة الا وانت محتاج فيها الى معرفة يا كميل الدين لله فلا يقبل الله من احد القيام به الا رسولا او نبيا او وصيا يا كميل انما حظيَ من حظي بدنيا زائلة مدبرة ونحظى بآخرة باقية ثابته يا كميل ان كلاً يصير الى الاخرة والذي نرغب فيه منها رضى الله والدرجات العلى من الجنة التي يورثها من كان تقيا يا كميل اللسان ينزح القلب والقلب يقوم بالغذاء فأنظر فيما تغذي قلبك وجسمك فأن لم يكن ذلك حلالا لم يقبل الله تسبيحك و لا شكرك
يا كميل انا احمد الله على توفيقي و على كل حال , اذا شئت فقم
شهادته :
استشهد سنة 82 هجرية وعمره قد ناهز سبعين سنة , إذ طلبه الحجاج , فهرب منه واختفى، فمنع الحجاج عطائه من قومه، فبلغه ذلك، وقال كميل: أنا رجل كبير السن ولم يبق من عمري إلا القليل، ولا ينبغي أن أحرم قومي من العطاء، فذهب إلى الحجاج ودار بينهما كلام، ومن ذلك أنه قال للحجاج أن الإمام علي (عليه السلام) قد أخبره بأن الحجاج هو قاتِله، فأمر بضرب عنقه.
له قبر مشيد في النجف الأشرف يقع على طريق الكوفة في حي الحنانة بالقرب من مسجد الحنانة.