شاشة الناقد: سائق حافلة ضدَّ الحرائق وعامل بناء ضدَّ الروس ونتنياهو ضدَّ نفسه

2025/10/18

THE LOST BUS★★★★

* إخراج: بول غرينغراس

* الولايات المتحدة | تشويق

* عروض: منصّات

 

آخر مرة شاهدنا فيها فيلماً لبول غرينغراس كانت قبل 5 سنوات عندما قدَّم عملاً أراده هادئاً ومختلفاً عن أفلام الوسترن الأخرى. الفيلم كان «أخبار العالم» (News of the World)، وفيه شاهدنا توم هانكس في دور رجل يقرأ الصحف في الغرب القديم للراغبين لقاء المال، وملتزم بإعادة فتاة صغيرة (هيلينا زنغل) إلى منزل قريبتها. ذلك الفيلم لم يتميَّز بحسنات تُذكر، وفشل نقدياً وتجارياً.

الآن، مع «الحافلة المفقودة»، يعود إلى سابق عهده في تقديم فيلم تشويقي مثير لا يعرف الهدوء ولا النبرة الخافتة. هو عن حادثة حقيقية (باستثناء بعض التفاصيل) لحافلة مدرسية تنقل 22 طفلاً ومُدرّسة تحاصرهم نيران الغابات، فيما عُرف بـ«كامب فاير» التي اندلعت في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) 2018.

التمهيد مزدوج: لدينا كيڤن (ماثيو ماكونهي)، سائق حافلة مدرسية في بعض ربوع كاليفورنيا، مُرهَق بمشكلات العائلة والفقر الذي يحيط به. والدته مريضة، زوجته مُتبرّمة، وابنه لا يودّ الحديث إليه. ولدينا نار نشبت في وادٍ حرجيّ صعب الوصول إليه، واندلعت سريعاً بسبب الرياح والجفاف. رئيس جهاز الإطفاء في الولاية يُصدر أوامره، لكن النار أسرع من أن تُحتَوى. ما هي إلا ساعات وتتّسع دائرتها في كلّ اتجاه. في هذا الوقت بالذات، تعمد إدارة المدارس إلى جمع التلامذة ونقلهم إلى موقع بعيد نسبياً عن الخطر. كلّ الحافلات وصلت إلى المقر الآمن من مختلف ربوع المنطقة المُشتعلة باستثناء تلك التي يقودها كيڤن. هذا الأخير يحاول جهده الوصول بحمولته من الأطفال (ومُدرّسة) إلى برّ الأمان، لكن النيران تحيط به من كلّ جانب. المشهد الذي يتحدَّى فيه السائق الخطر رائع التنفيذ، مثل كلّ مشهد آخر في هذا العمل.

هذا هو الوضع الذي تدور فيه الأحداث، والتلخيص هنا لا يأتي على ذكر أي تفاصيل. «الحافلة المفقودة» ثريّ بتفاصيله ومثير في موضوعه كما في طريقة تنفيذه. الانتقال ما بين المدرسة وفريق الإطفاء ومَشاهد النيران المخيفة والحافلة يجري بتقطيع رائع وتنفيذ بصري يتجاوز ما شوهد في أفلام حول حرائق تُهدّد حياة البشر.

 

A WORKING MAN★★

* إخراج: ديفيد آيَار

* الولايات المتحدة | أكشن

* عروض: تجارية

 

كما في فيلم سابق أدّى جيسون ستاثام بطولته للمخرج نفسه هو «The Beekeeper»، يؤدّي الممثل في «رجل عامل» شخصية إنسان عادي ذي خلفيّة يُفضّل أن تبقى في طيّات الماضي. يعمل في حقل بعيد عن الظهور والأهمية. كان نحّالاً في الفيلم السابق، وهنا هو عامل بناء. في كلا الفيلمين تطلبه المغامرة غصباً عنه.

اسمه هنا ليفون كادي، ويعتذر عن عدم مساعدة رئيس عمله (مايكل بينا) عندما يطلب منه البحث عن ابنته المفقودة. لكن إذا لم يُغيّر ليڤون رأيه ويقبل المَهمّة، فلا داعي للفيلم أساساً. بناءً على ذلك، يقتحم عرين الخطر ضدَّ العصابة الخاطفة التي حدث أنها روسية. كما هو معتاد في مثل هذه الحكايات، يُبلي البطل بلاءً حسناً وتُسمع عظام أفراد العصابة وهي تتكسَّر، وتشاهدهم وهم يتساقطون مثل الذباب.

في إخراج آيَار تنفيذ جيّد لمَشاهد الأكشن، لكنه معهود ولا يخترق سقفاً جديداً. شارك سيلفستر ستالون في كتابة السيناريو، الذي مثَّل بدوره شخصيات شبيهة في أفلام أكشن مماثلة خلال الثمانينات.

 

THE BIBI FILES ★★★

* إخراج: أليكسِس بلوم

* الولايات المتحدة | تسجيلي

* عروض: موسم الجوائز الحالي

يكشف هذا الفيلم عن تهم الفساد المتعدّدة التي استُدعي على أساسها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى التحقيقات الرسمية قبل سنوات. يوعز في الوقت عينه بأنّ حرب غزّة ليست سوى طوق نجاة للإفلات من عاقبة الاتهامات والعقوبات، وأنه يستغلّها للبقاء في سدّة الحكم وتمرير أجندته اليمينية المتطرّفة.

إنه ليس فيلماً وردياً أو حتى محايداً، بل يدور حول فضيحة كانت كافية للإطاحة برئيس جمهورية أو برئيس وزراء أي دولة أخرى، كما حدث مع الرئيس ريتشارد نيكسون، الذي أطاحت به فضيحة «ووترغيت»، أو تلك التي حُكم فيها على الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي. لكن نتنياهو يُجابهها بالإنكار ومهاجمة المحقّقين، مدّعياً أنه لا يذكُر ما يُسأل فيه. (يقول له أحد المحقّقين: «هل لاحظت أنك تُجيب على 95 في المائة من الأسئلة بأنك لا تتذكر؟»).

القضايا التي يجري البحث والتحقيق فيها متعدّدة. نتنياهو ليس متّهماً بأنه استخدم رخصة قيادة منتهية الصلاحية مثلاً، بل بجملة من القضايا التي ثبُتَ فيها تورّطه في عمليات إثراء غير مشروعة، وقبوله وزوجته هدايا من صديقه أرنون ميلشان (أحد مُنتجي هوليوود الناجحين) من بين آخرين. لا يكتفي الفيلم باستخدام الكاميرا التي استخدمها المحقّقون لتسجيل الوقائع بالصورة، بل يعمد إلى مقابلات مع آخرين ذوي وزن سياسي أو إعلامي، من بينهم رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، والصحافي رفيف دروكر (أحد مُنتجي الفيلم).

يربط المخرج ما سبق بالحرب الدائرة عبر مَشاهد منتقاة لتصوير فداحة ما حصل ومحاولة «بيبي» استثمارها لمصلحته، متوعّداً «حماس» بما لم يستطع تحقيقه حتى الآن.

ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز

أخترنا لك
أوربان يريد رفع العقوبات الأوروبية عن موسكو بحلول نهاية العام

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة