صَلاةٌ وسهام

2025/06/30

بقلم | مجاهد منعثر منشد

الموت ينوشُهُ وينوشُ أَصحابَهُ , أَيَغفَلُ عن الفريضةِ وإداء الواجب ؟

انتصف النهارُ , جاء ميقاتُ الظُّهرِ , وموعدُ الصلاة , شَغَلَ فكرَهُ بأَداء الفريضةِ رغم ما يعانيه في الخطوب الفادحة التي تتصدَّعُ منها الجبال , طلبَ من أعدائه أَنْ يمهلوهُ , فاستجابوا .

نادى الحسين بالصَّلاة , صلاةِ حربٍ وقتالٍ!

هل رأَى الأَعداء جلالته ,جماله , عظمته , أَليس هذه الحرب من أَجل الصلاة ؟

وقف سعيد بن عبد الله الحنفي كحاجز يقي بنفسه الإمامَ ومَنْ صَلَّى خَلفَهُ, اغتنموا فرصة الصلاة ,رشقوا المصلي بالسهام ,أَين عهدُهُم لحينِ انتهاء الفريضة ؟

بادرَ سعيد يستقبل السهام بصدره ونحره , وقف ثابتاً كالجبل , أُثخِنَ بجراحه , هوى إلى الأَرض يتخبَّط بدمه, لهج لسانه بنبرات خافته : اللهم العَنهُم لعنَ عادٍ وثمود, وأَبلغ منِّي نبيكَ السَّلام , وأَبلغه ما بلغتُ من الجراح فإنِّي أَردتُ بذلك ثوابك ونصرة ذرية نبيك .

التفت إلى الإمام قائلاً: أَوفيت يابنَ رسولِ الله ؟

فأجابه : نعم أَنت أَمامي في الجنَّةِ .

أخترنا لك
قراءة في كتاب تاريخ الشطرة خلال العهد العثماني دراسة.د . شاكر الشطري

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة