بقلم | مجاهد منعثر منشد
خشي ابنُ سعدٍ وحدة جبهة القتال ستكبد جيشه خسائر فادحة , رأى افتتاح جبهة ثانية ليسهل القضاء على القلَّة الباقية من أَصحاب الحسين , أَوعز بتقويض مضاربه وبيوته المحيطة بأَصحابه يميناً وشمالاً, يريد اضعافَ جبهتم وانشغالهم بالدفاع عنها .
هجمَ جنودُهُ يقوضونها , كَمُنَ لهم بعضُ أَصحاب الإمام , قاتلوهم وعقروا خيولهم , فشلت الخطة .
أَمَرَ ابنُ سعد بحرق الخيام ثانية ,أَحرقوها ليشغلوا بإطفاء نارها المندلعة تلك القلة الصامدة لقتالهم والمطوحة برؤوسهم !
حاول الأَصحاب منعهم , نهاهم الحسين منادياً: دعوهم ليحرقوها فإذا احرقوها فلا يستطيعون أَن يجوزوا إليكم .
حالت النار بينهم وبين الأصحاب , فظلت الجبهة واحدة .
****
* محاولة لحرق حرائر الوحي
حمل الرجسُ على فسطاط الإمام الذي يضمُّ السيدات من عقائل النبوة , صاح : عليَّ بالنار لأَحرقه على أَهلِهِ .
اختطفَ الرعبُ قلوبَ بناتِ الرسول , سرت الرعدةُ بأوصالهن , خرجنَ مذعوراتٍ خلفنَ الصبية والأَطفال يضجون بالبكاء , التاع الحسين , فخاطبه : أَنتَ تحرقُ بيتي على أَهلي !؟ أَحرقكَ الله بالنار.
لم ينثنِ الرجسُ الخبيثُ عن عزمه , ظل يهتف بجنوده ليوافوه بقبسٍ من النار لحرق الخيام .
رأَى حميدُ بن مسلم الخوف يستولي على بنات رسول الله , أَنكر على الشِّمرِ فعلتَهُ , خاطبه : إنَّ هذا لا يصلح لك ,أَتريد أَن تجمع على نفسك خصلتين , تعذب بعذاب الله , وتقتل الولدان والنساء , والله إنَّ في قتل الرجال لما يرضى به أَميرك.
صاحَ الشِّمرُ : مَنْ أَنتَ؟
خشي حميدُ من وشايته عند ابن زياد , أَجابه : لا أُخبركَ مَنْ أَنا.
أَسرعَ شبثُ بن ربعي يوبخ الشِّمرَ , نهاه , استجابَ له على كُرهٍ , حمل عليه زهير بنُ القَين مع عشرة من الفرسان , التحموا مع جنوده فقتلوا أَبا مُرَّة الضّبابي من أُسرة الشمر .
أَرغموهُ على الرجوع .