بقلم | مجاهد منعثر منشد
بعد التحام الجَبهتين التحاماً رهيباً , يرى جيش ابن زياد كثرة القتلى الذين يسقطون منهم رغم كثرتهم الهائلة , جنَّ جنونُهُم , هجمَ الأَبرصُ شمرُ بنُ ذي الجوشنِ بجنوده على ميسرة أَصحابِ الإمام, برز لهم من فرسان الحسين اثنان وثلاثون فارساً , دمروا هجومهم تدميراً, تجاوزوا الدفاع إلى هجوم في سرعة ماحقة , مرقوا داخل صفوفهم , طوحوا رؤوسهم كالذباب!!
**********
* استنجاد عزرة
سقطَ عزرةُ بنُ قيس بيد قائد فرسان الحسين , نادى عمر بن سعد من فوق صهوة جواده ليدركه بالرماة والرجال !
أَمرَ ابنُ سعد قائده شبث بن ربعي بنجدته ,أَبى قائلاً: سبحانَ الله , شيخ مضر وأهل المصر عامة تبعثه بالرماة , لم تجد لهذا غيري !
التفت ابن سعد إلى الحصين بن تميم , دعاه لنجدة عزرة , بعثَ معه المجففة وخمسمائة من الرماة , أَمر برشق أَصحاب الحسين بالسهام , سددوا سهامهم فأَصابوا الخيول , عقروها وترجَّلوا , تثبَّتوا كالجبل الشامخ , قاتلوهم أَشدَّ قتال حتَّى استمر نصف النهار.
كبَّرَ الحسين تكبيرةً هزَّت الأَرضَ , نادت زلزالها , انقذف يضربُ بسيفه , كأنَّه القدر , لا رَادَّ لأَمرهِ , ولا مَهرَبَ من حكمه!
كان يشدُّ كالليث على غريمٍ فيصرعه , ويبصرُ آخر في طريقه بسيفه الغادر إلى بعض أَصحابه , ينثني إليه كالصقر فيرديه !
راحوا يضربون ويقتلون باستبسال عظيم , كلَّما قَلَّ عددهم ازدادوا إقداماً وقوة , أكانت أَرواح شهدائهم تستأنف بعد انطلاقها من أَجسادها ,نضالها وقتالها؟