بقلم | مجاهد منعثر منشد
شدَّ الرحال يستأنف سيره , توقف عند مكان زرود , أبصر فسطاطًا مضروبا , علم إنه لزهير بن القين , أرسل بطلبه القني أكلّمك , تثاقل بداية الأَمر , عطفته زوجته نحو المجد , صعقت أسماعه كالبرق قائلة: سبحانَ الله! يبعث إليك ابنُ رسول الله فلا تجيبه؟!
مشى للقائه ظهرا , التقاه , حدثه حديثا لا أعلمه , قلب الحسين كيانه رأساً على عقب, تهلل وجهه , امتلأ غبطةً وبشرا .
عاد إلى فسطاطه , نزل من جواده , خاطب بني عمومته : مَن أحبّ منكم الشهادة فليقم, إنا غزونا البحر، ففتح الله علينا وأصبنا غنائم، فقال لنا سلمان المحمدي: أفرحتم بما فتح الله عليكم، وأصبتم من الغنائم؟ فقلنا: نعم. فقال: إذا أدركتم شباب آل محمد، فكونوا أشدّ فرحاً بقتالكم معهم ممّا أصبتم اليوم من الغنائم.
دخل خيمته حرك شفتيه في أذن زوجته : وقد عزمت على صحبة الحسين لأفديه بنفسي وأقيه بروحي, فإنّي قد وطّنت نفسي على الموت معه .
أجابته بإيمان راسخ : كان الله عوناً ومعيناً، خار الله لك، أسالك أن تذكرني في القيامة عند جدِّك الحسين.
أردف ..أما أَنتِ فالحقي بأَهلك ,فإنِّي لا أحب أن يصيبك بسببي سوء .
نقل فسطاطه لجوار فسطاط الحسين ,بماذا حدثه الحسين ؟
كبير قومه وثري هل وعده بمنصب؟
أظن خيره بين الاسراع أو الإبطاء إلى الجنة .
عند التقرب من مشارف كربلاء همس الإمام في أذنيه : يا زهير، اعلم هاهنا مشهدي، ويحمل زحر بن قيس رأسي ، فيدخل به على يزيد يرجو نواله، فلا يُعطيه شيئاً.