بقلم | مجاهد منعثر منشد
مضى أَكثرَ من خَمسينَ سنةٍ, صدى ذلكَ اليوم محفورٌ في ذاكرتها, عَزَمَ السِّبطُ على الخروج, ودَّعها, استرجعتْ مشاهدَ ليلةِ العاشر مع النَّبيِّ, وقفتْ أُمُّ سَلَمَة تسأل نفسَها: ياربِّ هل كتبتَ لي الامتحانَ بهذه المصيبةِ التي تهدُّ الجبال؟
رآها الحسينُ وجلةً مذعورةً من الوداع, خاطَبَها:
أُمَّاهُ, يقضي اللهُ أَمرًا كانَ مفعولا.
اختنقتْ بعَبرَتِها: ياوَلدي كلَّ يومٍ يلهَجُ لساني بحمدِ اللهِ, وأَقولُ ما زَالَ ولدي وحبيبي وقُرَّة عيني حيًّا, اسْتَأذَنَتْهُ, جلبت القارورةَ ووضعتها بينَ يديهِ قائلةً: لاتخرجُ, فإني سمعتُ جدَّكَ يقول: إنَّ ابني الحسين يُقتلُ بأَرضِ العراق، وعندي تربة من تلكَ الأرض اعطانيها رسولُ الله.
ـ أُمَّاهُ: إذا فاضَتِ القارورةُ دَمًا، فاعلمي أَنِّي قُتلت.