بقلم | مجاهد منعثر منشد
خرج ريحانةُ الرَّسول ليلةَ الاثنين لقبر جَدِّهِ , صلَّى أربعَ ركعاتٍ , رفعَ كفَّيه: اللّهم هذا قبرُ نبيِّكَ محمّد، وأنا ابنُ بنتِ نَبيِّك، وقد حَضَرَني مِنَ الأَمرِ ما قد عَلِمتَ، اللّهم إنِّي أحبُّ المعروفَ، وأنكرُ المنكرَ، وأَنا أَسألُكَ يا ذا الجلالِ والإكرام بحقِّ القبر ومَنْ فيهِ إلَّا اخترتَ لي ما هو لكَ رِضًى، ولرسولِكَ رِضًى.
بكى , وضعَ رأسَهُ على القبر , غَفَى , رَأَى النَّبيَّ تُحيطُهُ كتيبةٌ من الملائكة , ضَمَّ سبطَهُ إلى صدره , قبَّله بين عينيه , خاطبَهُ : حبيبي يا حسين، كأَنِّي أَراكَ عن قريبٍ مرملًا بدمائكَ، مذبوحًا بأرضِ كربٍ وبلاء، من عصابةٍ من أمَّتي، وأنتَ مع ذلك عطشانٌ لا تُسقى، وظمآنٌ لا تُروى، وهم مع ذلك يرجونَ شفاعتي، لا أنالهم الله شفاعتي يومَ القيامة، حبيبي يا حسين إنَّ أَباكَ وأَمكَ وأَخَاكَ قَدِمُوا عليَّ وهم مشتاقونَ إليكَ، وإنَّ لك في الجنانِ لَدَرَجَات لَن تَنالَها إلَّا بالشهادةِ.
ـ كلَّمهُ: يا جدَّاهُ لا حاجةَ لي في الرُّجوع إلى الدُّنيا فَخُذني إليكَ وأدخلني معكَ في قَبرِكَ.
يا بُنَيَّ لابد لك من الرُّجوع إلى الدُّنيا حتَّى تُرزقَ الشهادة، وما قد كتبَ اللهُ لك فيها من الثوابِ العظيم، فإنَّكَ وأَباكَ وأَخَاكَ وعَمَّكَ وعَمَّ أَبيكِ تُحشرونَ يومَ القيامة في زُمرَةٍ واحدةٍ، حتَّى تدخلوا الجنَّة.
استيقظَ مَسرورًا , صلَّى الصُّبحَ , عادَ لمنزلِهِ, قصَّ رؤياهُ على أهلِ بيته وأَبناءِ عَمِّهِ .