بقلم | مجاهد منعثر منشد
فرصة عمره إذا استطاع أَن يجهز على الإمام , يقدم رأسه هدية ليزيد .
ابن زياد يعد قادته في الكوفة لضرب الحسين وأَصحابه بقلب وراءه روحٌ خبيثة !
يفكر باختيار قواد المعركة ممن يغري بهم سواد الناس , وكعادة الطغاة , كل من يتخلف عن الانضمام لجيشه يضرب عنقه ليسقط رأسه ممتزجاً بالأرض أمام قصره .
نهض من عرش الإمارة , ذكره مستشاره شمر بن ذي الجوشن بجيش قوامه أربعة آلاف فارس بقيادة عمر بن سعد لمجابهة الديلم في همدان , دعا من عيَّنه قائداً للري , خاطبه : ياعمر أخرج بجيشك لكربلاء .
مسك رشده بخاطرة من أَقوال النبي عنه : يكون مع قوم يأكلون الدنيا بألسنتهم كما تلحس الأَرض البقرة بلسانها .
عادت ذاكرته إلى حديث علي بن أَبي طالب عندما استهان بالحق وكان طائشا : ويحك ياابن سعد , كيف بك إذا أقمت مقاما تُخَيَّرُ فيه بين الجنَّة والنار فتختار النار؟!
قدم اعتذاره .
وما هي إلَّا هنيئة حتى أَطرق الطاغية سمع ابن سعدٍ بتهديد عزله وبوعد تمليكه الري .
غاب رشده , خانته الإرادة , تغلب عليه الحقد على أَبيه الذي عهد لورثته لا يعطوه شيئاً من الميراث , خنع للطاغية , سار بجيشه لكربلاء وهو يردد :
دعاني عبيد الله بن زياد دون قومه إلى خطة خرجت فيها لحيني
فوالله ما أدري وإني لحائرٍ
أُفكر في أمري على خطرين
أأترك ملك الري والري منيتي
أم أرجع مأثوماً بقتل حُسينٍ
وفي قتله النار ليس دونها
حجاب وملك الري قرة عيني