بقلم /مجاهد منعثر منشد
المفكر المجاهد (عبد الزهرة عثمان محمد) المشهور بالاسم الحركي عز الدين سليم من مواليد (1943 م) واستشهد بتاريخ (17/5/2004) عندما تجلس مع هذا المفكر الوطني تستنشق عبير نسيم روح الإسلام الجوهري وروح الوطنية بمعناها الحقيقي. كان رجلا نوعيا وقدوة لكل مستقيم، فمن سار على خطاه تجنب الانحراف عن الخط الإسلامي الرصين. وقد غرس في قلوب وعقول البعض من السائرين على النهج القويم مبدأ خدمة الوطن بدون مقابل مع تقديم النفس كضحية وتضحية من أجل الهدف السامي. وكانت سيرته في طيلة حياته زاخرة بالعطاء الثقافي الديني والعلمي حيث بلغت مؤلفاته زهاء مائة كتاب ما بين أبحاث ودراسات في السيرة، العقيدة، التاريخ، السياسة، والثقافة العامة، فضلا عن كتابته العديد من المقالات العلمية. وأما عمله السياسي، فعلى الرغم من أنه تحمل معاناة التهجير خارج البلد منذ نهاية السبعينيات ومزاولته النشاط السياسي إلى جانب العمل العلمي ومقاومته النظام الطاغي حتى عودته إلى البلاد بتاريخ 17/5/2003، لم يفكر أو يكترث من أجل حصوله على منصب سيادي، إنما كان همه خدمة الشعب والوطن معا، ونقل المواطن من حالة المظلومية التي كان يعانيها نتيجة الحكم الجائر إلى وضع الحرية المقرونة بدولة إنسانية سمتها في التعامل مع المواطن على أنه إنسان له حقوق وعليه واجبات يتمتع بالمواطنة دون عنصرية أو تميزي. ولذلك استهدف شهيد الوطن من قبل أجهزة وأجندات مخابراتية خارجية، كونا الدول الراعية للمنفذين لا تريد للمواطن العراقي أن يعيش في ظل قائد مفكر يتفاعل معه ويعالج همومه ويوفر متطلباته. فلو عدنا إلى موقع الاغتيال ومكان الاستشهاد بغض النظر عن ما يحمله الشهيد المفكر عبد الزهرة عثمان من أفكار تخدم بلده وأبناء شعبه، فأننا سنجد عملية اغتياله وقعت أمام أنظار قيادات أجنبية ومحلية ونوعا ما المنطقة محصنة أمنيا، فلا تستطيع الجهات الإرهابية المعادية الوصول إليها وزرع عبوات ناسفة فيها بسبب وجود كاميرات الرقابة. إذن الاستهداف له واقع استراتيجي بعيد المدى يهدف إلى عدم استقرار البلد وتسليمه بأيد أمينة كشهيد الوطن عز الدين سليم...
وتزامنا مع ما جرى في العراق منذ استشهاد المفكر الراحل إلى اليوم نستطيع القول : إذا أردنا التحدث عن معنى الشخصية الوطنية النوعية في الحقبة التاريخية المذكورة والتي عملت من أجل العراق والشعب معا ,فأن الضمير واللسان ينطق بكل ثقة ومن خلال التجربة بأن الشهيد المفكر عز الدين سليم (شهيد الوطن) هو من كان يحمل ذلك المعنى ومجاهدي الحشد الشعبي المقدس كافة .